في عام 2005 استطاعت تلك الشركة العالمية للفنادق ومقرها كندا أن تدخل العاصمة السورية من بواباتها الواسعة، فكان ذاك البناء المعماري بديكوراته التي تطابق بعضاً من تاريخ وحضارة وثقافة ورقيّ هذا البلد، أو هي محاولة من مالكيه...
حدود المصنع والوقت ظهراً أو ما قبله والزحمة لا تتناسب مع محاولات هذا الكم من البشر دخول أراضي بلد عاش للتو تغييراً جوهرياً في نظام حكمه، بل ربما في كل ما يتعلق بتفاصيل الحياة فيه، تقف في الطابور يبدو معظم القادمين...
هناك مدن تسكنها وأخرى تسكنك، ربما لأنك عايشتها كما يعايش البشر البشر وحتى أحيانا الحجر، دخلتها وأنت لا تنبش الماضي فقط، بل للاطمئنان على كل زاوية فيها وأنت تدرك ألا حجر فوق حجر في كثير من المناطق، وأن تفاصيل بشرها اختلفت...
أعداد كبيرة من النساء والرجال بأعمار مختلفة، وكثير من الأطفال أيضا اصطفوا في انتظار وصول الطائرة وهم في مجملهم يبدون كأي ركاب متجهين إلى أي بقعة أو مدينة في العالم، لا مظاهر لخوف أو توجس أو حتى مجرد تساؤل عن كيف ستكون...
تمطر السماء ماء مع تغير الفصول، أو هذا ما اعتدناه منذ صغرنا رغم أن طقس الخليج لم يعد يسمح حتى بالمطر إلا بضع سويعات أو في المقابل تأتي السيول لتجرف الأرض وما عليها، لا حل وسطا ولا مطر بذرات خفيفة ما يلبث أن يغسل الشجر...
كيف حالكم؟ تسأل بخجل في رسالة مكررة كل يوم ولأكثر من عام وأنت تكتب للأصدقاء في غزة وفلسطين وجنوب لبنان وكل لبنان، عندما راحت تحولت كلها الى أهداف مبررة للصهاينة كل الصهاينة، أولئك الذين أقاموا مدنهم فوق القرى والمدن...
كل شخص تلتقي يطمرك بالأسئلة أو الاستفسارات أو حتى التلميحات، وبعضهم يهوى أن يتحول إلى محلل للأحداث عارف ببواطن الأمور وتوجهات السياسات العامة في الدول القريبة والبعيدة ولمَ لا وهناك كل هذه الأعداد من المحللين والخبراء...
كيف لك أن تعرف أن تنتشي والحزن لا يقطع قلبك فقط، بل كل شرايينك وتفاصيل جسدك وأحاسيسك حتى تصورت للحظة أن الحزن قد انتصر عليك أو أنك أصبت بلوثة من الجنون، عام وقلبك ينعصر وعقلك تشتت من كثرة التفكير والبحث والاستقصاء...
كلما تجولت الطائرات الحربية الإسرائيلية أو تلك التي يعرفها اللبنانيون بـ«أم كا» أي طائرة دون طيار، في سماء لبنان من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه، يقوم أحدهم أو كثيرون منهم بتكرار الخطاب المكرر نفسه، بل الذي أصبح...
بعضنا يخاف السؤال فلا يطرح الأسئلة ولا يجيب عنها أيضا إذا ما سئل، وبعضنا تعلم في المدارس حتى الخاصة منها أن كثرة الأسئلة قد تضعه أو تضعها في خانة «المشاغبين» أو المتمردين أو في أكثر الأوصاف خفة، يقال إنه أو إنها تحمل الشك...