نحتفل بضحكتهم، نغمرهم بالهدايا، نُلبي كل طلب، ثم نُفاجأ بأنهم لا يحترمون، لا يصبرون، ولا يعرفون حدوداً. هذا ليس مقالاً ضد الحنان... بل ضد الحنان غير المؤطّر. الذي يتحول من دفء... إلى ضعف في الشخصية. ومن حب... إلى غياب في...
في زمنٍ صارت فيه بعض الجامعات الخاصة تُحقق أرباحاً تفوق ما تحققه جامعة هارفارد، لم تعد المفارقة مضحكة... بل مؤلمة. نعم، لا مبالغة هنا، فالربح مشروع، لكن عندما يتحوّل التعليم إلى بورصة، تُصبح الشهادة سهماً، والعقل فائضاً...
كان يبتسم، لكن صوته خافت، يحمل ورقة نجاحه بيده، ويُخفي في قلبه سؤالاً لم يُجب عنه أحد: «أنا شاطر، لكن في ماذا؟ منحوه الدرجة الكاملة، لكن لم يمنحوه فرصة للبحث عن ذاته. تفوَّق في كل المواد، إلا في معرفة ميوله. كان الأول على...
نتقن توقيع الأسماء، وننسى كيف نكتب فكرة. في حفلات التخرُّج، تُرفع القبعات، وتُوزَّع الشهادات، وتُصفِّق الجماهير. لكن حين يُطلب من الخريج أن يكتب فقرة عن شعوره... يصمت. وحين يُسأل عن رأيه بلغة واضحة... يتلعثم. كأن الشهادة لم...
ليس هذا المقال تهجماً... بل نداء للمراجعة. جيلٌ كامل مرّ من بوابات التخرج دون أن يطرق باب الفهم بصدق. لم تُجرّب عقولهم ضغط الورقة، ولا نَفَس لجنة الامتحان، ولا لحظة المواجهة الحقيقية مع السؤال. تخرّجوا عن بُعد... لكن...
جيل مريح، لكنه لا يتحمَّل وزن فكرة. في زمن أصبحت الراحة شعاراً تربوياً، بات السؤال الأخطر: هل نحن نُعلّم؟ أم نُدلّك؟ اختُزل التعليم في بيئة ممتعة، سهلة، خالية من الضغط، لكن ما النتيجة؟ طلاب لا يحتملون مشقة التعمُّق، ولا...
الورق يتخرّج... والعقل غائب... في زمن الشهادات، لا أحد يسأل: ما الذي تعلّمه هذا الخريج فعلاً؟ بل يُسأل: من أين تخرّج؟ كم المعدل؟ هل ختم الورقة؟ وتحوّلت الشهادة من دليل على نضج العقل... إلى بطاقة دخول للوظيفة. حتى أصبح بعض...
في حفلات التخرّج، نُصفّق طويلاً لصاحب الامتياز، ونهديه شهادة مطرّزة وميدالية براقة، ونلتقط معه الصورة المثالية، لكنه في الداخل... يجهل من يكون، لم يُسأل قط: ما فكرتك؟ ما قضيتك؟ ما الشيء الذي استيقظت لأجله اليوم؟ هل...
في زوايا الصفوف، لم يعد الغش سراً، بل مهارة صامتة. يُصفّقون للطالب «الذكي» الذي عرف كيف يهرب بورقة، أو يصوّر بالإجابات، أو يتحايل على المعلّم. يُقال عنه: فطين، ذكي، يعرف من أين تُؤكل الدرجة. أما الطالب الصادق؟ فيُوصَف...
نعجن أبناءنا للنجاح... ونُخرجهم فارغين عقولٌ مُخمّرة بالضغط... وأرواحٌ بلا نكهة في مدارسنا، يُعامَل الطفل كما تُعامَل العجينة، يُعجن بمنهج موحّد، يُضغط بتقييم نمطي، ويُخبَز في فرن الامتحانات على درجة حرارته المقرّرة...