مات الحليلُ بأحمدِ القسَماتِ تركَ الحياةَ وأهنأِ الأوقاتِ فأبو العيالِ لكي يعالجَ صدرَهُ هجرَ البلادَ وعادَ بين رُفاتِ في رحمةِ اللهِ الكريمِ مُكَفَّناً من بعدِ طولِ تصبُّرٍ وثباتِ سيجارةٌ ملعونةٌ قد أنشبتْ أنيابَها...
ورأيتُ أنَّ وجودَنا هو خان في كل ناحيةٍ به سُكَّان هو فندقٌ ونظنُّ أنَّهُ بيتُنا بتتابعِ الأحداثِ والحدَثان نُزلاؤهُ بإقامةٍ ومنامةٍ لاهونَ ثُمَّ يُفيقُهمْ بُرهان نمضي وتُبهجُنا الحياةُ بحلوها وتُسوؤنا إذ كم بها...
أرضٌ بها سكنَ الحرائرْ أرضُ النجيباتِ المَهائرْ حتى إذا جاء الدخيـ ـلُ المُعتدي في ثوبِ زائرْ وتكالبتْ زُمَرُ الظلا مِ يقودُها خصمٌ وغادرْ! جال الفرنسيونَ جَو رًا، ويْكأنَّ الجرحَ غائرْ هبَّتْ جموعُ الشعبِ تغـ ـلي،...
فخرتْ بعزمِ جُدودِها الجهراءُ فالقصرُ أحمرُ عندهُ الشهداءُ جاء المباركُ فابتنى قصرًا بها وتسوَّرَ القصرَ المُشادَ بناءُ في صبحِ يومٍ أغبرٍ متشاكسٍ لاحتْ على آفاقهِ الشحناءُ هجم الغزاةُ لنشرِ فكْرِ خوارجٍ بجنودهم...
نقيبُ السَّادةِ الأَشْرَافِ طَالِبْ أبيٌّ رأيُهُ حُرٌّ وثاقِبْ سليلُ الدَّوحَةِ الفيحاءِ شِبلٌ تربَّىَ للمعالي والمناقِبْ عفيفُ النَّفسِ والأخلاقِ شَهْمٌ سخيٌّ واصلٌ أهل المطالِبْ أبوهُ هنا دفينٌ في كويتٍ بأرضٍ...
أمُّ اللغاتِ بكونِنا عربيهْ مرفوعةٌ ومَصونةٌ وبهيَّهْ نزل الكتابُ بها فيا لمكانةٍ ممهورةٍ بجلاله وسنيَّهْ هي حِصنُنا هي دينُنا قرآنُنا بثباتها في أُمّةٍ مَهديّه نطقت بأحرفها الشفاهُ عزيزةً إذ إنها عبرَ العصورِ...
شهدت على أزمانِها الآثارُ وتتبّعت خُطُواتِها الأقمارُ هِبةٌ لنيلٍ خالدٍ متدفّقٍ صغُرتْ أمامَ عطائهِ الأنهارُ فعقيدةُ التوحيدِ كانت دينَهم بكلام إدريسَ الذي به ساروا كُتبتْ بذاك نُقوشُهم مطليةً كم معبدٍ يزهو لديه...
راقتْ لعَيني هذه التُّفاحهْ بصفاتها وهِباتها وضَّاحهْ فيها الدواءُ كما الغذاءِ مُبطَّنًا وبها من الربِّ الكريمِ مَلاحَهْ فشهيَّةٌ ولذيذةٌ في قضمةٍ وزكيَّةٌ في نكهةٍ فوَّاحهْ كرويةٌ تبدو بغيرِ رشاقةٍ إذ قدَّمتْ...
رُفِعَ الأذانُ فسال صوتُ بلالِ عذبًا نقيًّا طيِّبَ الإهلالِ هو ذلك الحبشيُّ أسلمَ راغبًا في الحقِّ، رغم القمعِ والإذلالِ (أحدٌ أحدْ) كانت مقولةَ صابرٍ قد عُدَّ في الأفذاذِ والأبطالِ عبدٌ بسيطٌ صادقٌ بعزيمةٍ جعلته...
يا خالةَ الزهراءِ وشقيقةَ العلياءِ قد جاءَ صوتُكِ صادحًا كالرَّنَّةِ الغنَّاءِ يشجو به القلبُ الذي كالكوكبِ الوضَّاءِ بالزوجةِ الأم التي كاللمسةِ السمحاءِ بخديجةَ الكبرى التي كمليكةِ الجوزاءِ مرتْ سنونَ ثقيلةٌ...