إذا الحرب النووية وقعت ماذا نحن فاعلون ؟

نشر في 13-10-2022
آخر تحديث 13-10-2022 | 00:08
 حمزة عليان بلغت الحرب في أوكرانيا أعلى درجات الخطورة، والخوف الحقيقي أن يتم التمادي باستفزاز بوتين وتضييق الخناق عليه وحشره كي يقدم على فتح الحقيبة النووية التي لا تفارقه ويعطي الأمر ببدء المعركة، لم يعد الأمر خافياً على أحد بأن المعركة الحقيقية التي تدور اليوم على الأراضي الأوكرانية هي مواجهة عسكرية واضحة بين الغرب بزعامة أميركا والروس، أي أنها حرب بالوكالة تقوم بها أوكرانيا، صارت معركة كسر عظم، والأميركيون لم يتركوا «ذخيرة» إلا لجأوا إليها لتقديمها إلى أوكرانيا، أعطوهم صواريخ وأسلحة ودبابات بمليارات الدولارات، المهم أن تستمر حرب الاستنزاف دون توقف! حتى الآن لم يترك الغرب للرئيس الروسي منفذا لإيقاف الحرب أو مسافة للتراجع وجعله قابلاً للتفاوض أو التسوية، بل زادوا الحصار والحشر والضغط العسكري، وإذا لجأ بوتين للسلاح النووي فستكون نهاية مفجعة ليس للقيصر فقط بل للعالم، وهي إيذان ببدء حرب عالمية جديدة، ستدفع البشرية أثماناً غالية من جرائها.

وضعت سيناريوهات عديدة لشكل الحرب النووية القادمة والنتائج التي ستسفر عنها وستكون «طبعة جديدة» للحروب لم نعرفها أو نسمع بها من قبل إلا في الأفلام والمسلسلات الخيالية والوثائقية، فإذا كانت الحرب التقليدية القائمة والمستمرة منذ ثمانية أشهر أوصلت العالم إلى مجاعة غذائية بسبب عدم تصدير القمح من الموانئ الأوكرانية فما بالك إذا دخلنا في الحرب النووية؟ وكيف سيكون مستوى التدمير والخراب؟ وما أرقام الضحايا؟ وكيف حال المناخ والبحار والثروات السمكية؟ لكم أن تتخيلوا مسرح الدمار الذي سيحل بهذا الكوكب وكم من السنوات سيبقى يعاني آثاره، إذا كنا حتى الآن لم نتخلص من الآثار الكارثية لانفجار أو تسريب مفاعل تشرنوبل النووي، فكم سنحتاج للتخلص من حرب نووية، سواء كانت خفيفة أم استراتيجية؟

نضع أيدينا على قلوبنا تحسباً لوقوع حرب كهذه، وفي كل يوم نسأل أنفسنا، هل يمكن أن يقدم بوتين على استخدام هذه الأسلحة المحرمة ويكون بذلك قد وضع العالم كله أمام حالة جديدة، وقد تنتقل بشكل أو بآخر إلى منطقتا؟ ونحن مهيأون لذلك لا سيما إذا عرفنا الدول التي تمتلك هذه الأسلحة النووية، وأقربها إلينا، إيران وإسرائيل وباكستان والهند.

نحن أمام محنة وتحد هو الأول من نوعه، وبالأحرى لسنا نحن فقط بل العالم كله، فأين «خلية الطوارئ» و«مراكز البحث والتفكير» في عالمنا الخليجي والعربي؟ وكم دولة أو عاصمة استشعرت هذا الخطر وراحت ترصد وتعد وتحلل وترسم الخيارات والبدائل لأصحاب القرار؟ ليس صحيحاً أننا على الهامش أو قوى غير فاعلة، فلدينا موارد طاقة مؤثرة، وأسواق مفتوحة، ومصالح دول عظمى تحيط بنا وبعواصمنا، ونحن قريبون من فوهة المدفع ولسنا بعيدين عنه، ولذلك على المعنيين والخبراء الاستراتيجيين وأصحاب المراكز البحثية والنخب السياسية والمجتمع المدني أن يتباحثوا في كيفية الخروج من عنق الزجاجة والعمل على الأرض بتشكيل قوى ضغط ولوبيات من أجل منع قيام الحرب النووية.

هل انتهى الوقت لتجنب حرب نووية أم مازال هناك مساحة للتحرك والضغط ودخول أطراف كتركيا مثلاً لنزع الفتيل وإبقاء «المحفظة النووية» المرافقة لبوتين مغلقة، وهنا نثني على مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقيامه في اللحظة المناسبة بزيارة موسكو والتباحث مع بوتين؟

بالأمس تناقلت وسائل الإعلام خبر اختفاء غواصة نووية، وأن هناك غواصة أخرى تعرف باسم «يوم القيامة» قد خرجت إلى الخدمة وبإمكانها توليد موجات إشعاعية قاتلة تصل إلى حدود أميركا، وأن أميركا اشترت دواء لعلاج الإشعاع النووي بـ290 مليون دولار تحسباً للقادم من الأيام وتشجيعاً ربما لسوق البيزنيس الذي ينتظرنا، كما حصل خلال سنتي جائحة كورونا؟

حمزة عليان

back to top