سيدنا الخضر (عليه السلام)

نشر في 29-08-2022
آخر تحديث 29-08-2022 | 00:05
 ندى يوسف الرفاعي اللهُ قُدرَتُهُ بغيرِ حسابِ

عُلويةٌ أزليةُ الأبوابِ

خلَقَ الأنامَ ولم يبالِ بخلقِهم

فهو العليُّ مُسبِّبُ الأسبابِ*

في سورةِ الكهفِ الكريمةِ نلتقي

بالخِضرِ في مِشوارِهِ الخلَّابِ

خرقَ السفينةَ بعدما قد أركَبو

هُ بها فيا لغرابةٍ وعُجابِ!

قتلَ الغُلامَ ويا لها من ذبحةٍ!

تركتْ نُهى موسى بغيرِ صوابِ

وأقامَ حائطَ مَن أبَوا إطعامهم

فاحتارَ موسى راغبًا بجوابِ

هذا الذي من عِبرةِ الخِضرِ التي

لنبيهِ موسى، بلا مِحرابِ

للهِ في الأرضينَ عُبَّادٌ لهم

أحوالُهُم مخفيةً بحجابِ

آتاهمُ اللهُ المعارفَ مِنحةً

فتبصَّروا في حملِها ورِكابِ

رُزِقوا العلومَ جليلَها ودقيقَها

فبأيِّ آلاءٍ وأيِّ لُبابِ!

هم يكتمونَ وذاكَ ظاهِرُ أمرِهم

يمشونَ في الأسواقِ كالأغرابِ

لا تحقِرَنَّ من الخلائقِ كائنًا

فاللهُ أعلمُ ما بجوفِ قِرابِ

لا تسألنَّ عن الحقيقةِ كُنهها

فكذاكَ ربُّك قد قضى بكتابِ

لا تشغلنَّ القلبَ بالرُّتَبِ التي

تُدنيكَ، بل فلتستمعْ لِخِطابِ

لا تدَّعِ العِلمَ الجليلَ وإن حبا

كَ اللهُ مِعراجًا لِلَمسِ سحابِ

ولئن جلستَ إلى الكبارِ فإنما

كي تهتدي بالنورِ من أحبابِ

فاجلِسْ على الأعتابِ جلسةَ خاشعٍ

قد فازَ مَن جلسوا على الأعتابِ

واللهُ فضَّلَ فوقَ علمٍ رايةً

للذِّكرِ والتأويلِ والآدابِ

صلى عليك اللهُ يا عَلَم الهُدى

سِرِّ المكارِمِ كلِّها والبابِ

والآلِ والأصحابِ مَن قد صابروا

فسقاهُمُ الرحمنُ عذبَ شرابِ

*(ولم يبال) أي: لا يعظم عليه شيء ولا يُسأل عما يفعل.

ندى يوسف الرفاعي

back to top