ماذا ترك هؤلاء الدبلوماسيون الكويتيون؟

نشر في 18-07-2022
آخر تحديث 18-07-2022 | 00:08
ونحن نستقبل السفير منصور العتيبي، بعدما أنهى مهمته في الأمم المتحدة، نشعر أن ما تركه من إرث دبلوماسي، خلال هذه المهمة، سيكون مرجعاً ذا شأن وفائدة، وهذه خطوة رائدة تحسب له وللدبلوماسية الكويتية.
 حمزة عليان قبل أن ينهي مهمته في الأمم المتحدة، أصدر السفير والصديق د. منصور العتيبي ثلاثة كتب أفرغ فيها عصارة تجربته، فقد وثق في إصداره الأول قضية الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة (1990-2011)، ثم أتبع ذلك بالإصدار الثاني، وهو عن دور مجلس الأمن في مواجهة العدوان العراقي وتداعياته، أما الكتاب الثالث ففيه توثيق لعضوية دولة الكويت في مجلس الأمن (2018 – 2019).

في حفل وداع السفير منصور العتيبي، بعدما أمضى 12 عاماً مندوباً دائماً في الأمم المتحدة (2010 – 2022)، أسبغ الأمين العام خمس صفات على الكويت، وهي:

- الكويت شريك رائع للأمم المتحدة.

- الكويت بلد سخي جداً.

- الكويت وسيط نزيه.

- الكويت بانية للجسور.

- الكويت رمز للحكمة والسلام.

لم ينس الأمين العام الإشادة بدور السفير العتيبي، لاسيما أثناء عضوية بلاده في مجلس الأمن خلال سنتين (2018-2019).

ونحن نستقبل السفير العتيبي وأسرته الكريمة نشعر أن ما تركه من إرث دبلوماسي سيكون مرجعاً ذا شأن وفائدة، وهذه خطوة رائدة تحسب له وللدبلوماسية الكويتية، وقد سبقه إلى ذلك الدبلوماسي المخضرم المستشار محمد أبو الحسن والذي آثر إلا أن يدون المرحلة التي عمل فيها مندوباً دائماً للكويت في الأمم المتحدة، في كتابه «حقائق وخفايا ذكرياتي في الأمم المتحدة 1981-2003) والتي عاصر فيها أربعة من مشاهير الأمناء العامين هم: كورت فالدهايم وخافيير دي كويلار وبطرس غالي وكوفي عنان.

لقد أمضى أبو الحسن 22 سنة وبضعة أشهر كمندوب دائم للكويت في الأمم المتحدة بنيويورك وهي أطول مدة يمضيها أي مندوب دائم من أي دولة من الدول الأعضاء.

في سرده للفترة التي قضاها في نيويورك نجح بتوثيق وتدوين ما شهدته الأمم المتحدة، سواء أثناء الحرب العراقية – الإيرانية أو خلال الغزو العراقي المشؤوم، وصولاً إلى سقوط نظام صدام حسين. وقد حالفه الحظ كما يقول بشراء مبنى ليكون مقراً لوفد الكويت الدائم قريباً من مبنى الأمم المتحدة، استضاف فيه الشيخ صباح الأحمد الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية الاتحاد السوفياتي، وفي اجتماع سري أسفر عن إعادة العلاقات بعد انقطاع طويل.

السفير أبو الحسن جاء بعد «الدبلوماسي العتيق» وصاحب التجربة الرائدة في مجلس الأمن، عبدالله يعقوب بشارة وترؤسه لوفد بلاده عامي 1978 و 1979، بعد تعيينه عام 1971 مندوباً دائماً لدولة الكويت في الأمم المتحدة وتمثيل بلاده في مجلس الأمن وتوليه رئاسة المجلس في فبراير 1979.

«أبو معتز» له السبق إلى توثيق تاريخ العلاقة بين الكويت والأمم المتحدة في كتبه الذائعة الصيت، أولها عامان في مجلس الأمن (1978 – 1979) وحروب الكويت الدبلوماسية (1961 – 1963) والذي بادر مركز البحوث والدراسات الكويتية بقيادة د. عبدالله الغنيم مشكوراً إلى طباعتها، ليضيف إليها وثائق تنشر لأول مرة للراحل عبدالعزيز حسين، وهي «وقائع وأحداث أول طلب لانضمام الكويت إلى الأمم المتحدة».

قبل الراحل عبدالعزيز حسين، وبعده هناك أدوار مهمة قام بها عدد من السفراء والدبلوماسيين الكويتيين، ومنهم سيد عبدالرزاق الرزوقي، وطلعت الغصين وعبدالرحمن العتيقي وراشد عبدالعزيز الراشد وآخرون، وهؤلاء لديهم تجارب تستحق أن تكتب وتروى وتوثق.

أعتقد أن حصيلة الإنتاج الفكري التي أنتجتها «الدبلوماسية الكويتية» باتت ثروة وطنية ستكون مصدراً للقراءة والاستفادة ومرجعاً للباحثين، والأهم من ذلك أن من كتبها هم من خاض غمار التجربة، وهذا تقليد حضاري سيشكل «الذخيرة القومية» للمؤرخين وللأجيال القادمة، نأمل أن يحذو السفراء الذين أمضوا عقوداً من العمل في عواصم الدول حذو هؤلاء، ففي هذا ما يبقى وينفع.

حمزة عليان

back to top