انتخابات العراق: 5 تجارب «محاكاة» وأوراق الاقتراع في عهدة الجيش

نشر في 08-10-2021
آخر تحديث 08-10-2021 | 00:12
الانتخابات العراقية
الانتخابات العراقية
ينطلق التصويت الخاص في انتخابات العراق النيابية، اليوم، بمشاركة نحو مليون ونصف المليون عسكري وعنصر أمن، كي يتفرغوا لحماية الاقتراع يوم الأحد، والموصوف بأنه أخطر عملية اختيار للمشرعين منذ سقوط صدام حسين، نتيجة التوترات الداخلية القصوى.

وبذلت الحكومة جهوداً كبيرة لاستعادة ثقة الرأي العام بالانتخابات، بعد عزوف شعبي بالغ عن المشاركة، ولأول مرة أجريت خمس تجارب محاكاة لأجهزة الاقتراع الإلكتروني، آخرها الثلاثاء، في محاولة لمعالجة الشكوك حول تلك الأجهزة، فالريبة لا تنتهي فيما يخص النواحي التقنية، إلى جانب انقطاع الكهرباء المعتاد وتأثيره على تعطلها، فضلاً عن حديث يتداوله كل الأطراف عن وجود ثغرات في نظام التشغيل قد تتيح اختراقه إلكترونياً.

لكن الأمم المتحدة حصلت على تفويض فوق العادة هذه المرة من مجلس الأمن، لرقابة أكثر تفصيلاً على الاقتراع، وتقول بعثتها الدائمة إنها تعمل مع حكومة مصطفى الكاظمي، لتقييد كل أشكال التلاعب والأعطال، التي رافقت الاقتراع السابق عام 2018 ، وولّدت شكوكاً واسعة، كما أن أوراق التصويت ستحفظ في مخازن الجيش العراقي، منعاً لحوادث حرق صناديق الاقتراع، التي حصلت خلال الانتخابات السابقة.

اقرأ أيضا

ويبدو أن كل هذه الإجراءات لم تحُل دون استمرار الشكوك في الاقتراع الإلكتروني، خصوصاً عند حلفاء طهران الذين يتهمون الولايات المتحدة، في العادة، ودولاً عربية، باختراق نظام المعلومات، لتزوير النتائج، حتى لو حصلت الفصائل وحلفاؤها على أصوات عالية لم يكن أحد يتنبأ بها حتى عام 2018 ، مثلما جرى مع حركة عصائب أهل الحق، التي كانت ممثلة بمقعد واحد، ثم حصلت على 15 مقعداً بنحو فاجأ الجميع، خلال الانتخابات السابقة المتهمة على نطاق واسع بأنها تضمنت خللاً عميقاً.

وللمرة الأولى، قامت الأمم المتحدة بنشر نحو 800 مراقب دولي لمتابعة انتخابات كبيرة نسبياً، حيث يحق لنحو 25 مليوناً المشاركة، رغم تكهنات بأن نسبة المشاركة ستبقى ضئيلة، مثلما حصل قبل ثلاثة أعوام، حيث لم تزد على 20٪.

وإذا حصل حلفاء طهران على كتلة نيابية أكبر، فمن شأن ذلك أن يستدعي طعوناً واسعة من القوى المؤيدة للدولة، كما أنّ تعرُّض الفصائل نفسها لهزيمة قد يخلق توتراً واتهامات خطيرة، تزيد من حدة المواجهة المعلنة بينها وبين الحكومة.

وتستفيد الفصائل من نسبة المشاركة المتدنية للجمهور، وحاول قادة معتدلون استخدام هذه النقطة لحث الجمهور على التصويت، خشية مجيء المتشددين، لكن أحزاباً علمانية مثل الشيوعيين وحركات شبابية انبثقت من حراك تشرين الشعبي، أعلنت مقاطعة منظمة للاقتراع، قائلة إن ظروفه تمنع التنافس العادل في ظل موجات التهديد والاغتيال، التي تنال من معارضي النفوذ الإيراني في البلاد، وسيطرة الميليشيات على موارد مالية وأمنية كبيرة تهدد بشكل جدي بيئة الانتخابات.

● بغداد - محمد البصري

back to top