ملك القدود وسيد الموشحات وحارس التراث (12-13)

«المليحة» التي تسببت في شهرة فخري... إعلان تجاري!

نشر في 26-04-2021
آخر تحديث 26-04-2021 | 00:00
ما بين ألقابه المتعددة، وأعماله الخالدة، وألحانه الطريفة والتالدة، يقف صوته معلناً عن نفسه بالتفرد، محتلاً ساحة الطرب، حتى صار زرياب العصر ومبعث الفخر، فقد ولد عملاقاً في زمن العمالقة، في وقت كان من الصعب على أي إنسان أن يحجز لنفسه مكاناً بين النجوم، لكنه عزف منفرداً فأبدع، وغنى فأطرب، وعاش مكرساً حياته لأجل التراث والفن الأصيل، وحاملاً الراية عالياً بكل ثقة، منذ أول صرخة في حياته وحتى الآن.
إنه صاحب الصوت الفاخر، ملك القدود الحلبية، ابن حلب الشهباء التي ترى وتسمع في آن، إنه «قلعة حلب الثانية» وأجمل قطوف الطرب الدانية... إنه صباح فخري، صاحب السيرة الطربية، نجم الموال وملك القدود، الذي يسعد «الجريدة» أن تفرد له هذه المساحة، لتنثر على قرائها عبيراً من سيرته.
تمكن صباح فخري، خلال فترة من الزمن، أن يثبت نفسه عربياً وعالمياً، كمطرب أساسي في الحفاظ على التراث الغنائي العربي، فكُرم من قبل الجاليات العربية والجامعات حول العالم، وأصبح فنه مدرسة تُدرس للطلاب في أماكن مختلفة من العالم.

الحفلات والتكريم

اقرأ أيضا

عانى الفنان صباح فخري آلاماً في أحباله الصوتية، جعلته يعلن، خلال مؤتمر صحافي على هامش آخر مشاركة له في مهرجان قرطاج، في السادس والعشرين من شهر يوليو عام 2010: «سأترك الساحة الفنية متى شعرت أن صوتي يضيع مني، وذلك احتراماً لمسيرتي الطويلة في الغناء». وهذا ما تحدث عنه صباح سابقا في الحلقات الماضية، حول توقفه عن الغناء، في حال كان سيعتمد على «play back»، أو أحس بأن صوته لم يعد كما كان في ألقه وجودته.

إلا أن حياة فخري كانات مليئة بالحفلات والسهرات والفعاليات الكثيرة، التي استطاع أن يحيي بعضها، وأن يعتذر عن الأخرى، لقلة الوقت. يقول متحدثاً عن موسم 2008: أقول دائما، الحمد الله على كل شيء، لقد كان هذا الموسم موسما كاملا مليئا خلال العام كله، وقد ألغيت الكثير من الحفلات لضيق الوقت، وأستطيع أن أقول إنه كموسم غنائي كان جيدا جدا، وما يهمني بالدرجة الأولى هو أن أكون متواصلا مع الجمهور، وليست القصة مادية أو كمية الربح وما الذي سأجنيه أبداً، لأن تواصلي مع الجمهور هو بالدرجة الأولى كي أبقى في ذاكرته.

ويضيف: الحفلات عديدة في سورية، وخصوصا في حلب وفي دمشق، على أرض معرض دمشق الدولي، وفي مشقيتا في اللاذقية، وفي مشتى الحلو أيضا، وفي الخارج كان هناك حفل كبير في إهدن، ومن الحفلات المميزة مشاركتي بمهرجان القرين الثقافي بالكويت؛ المهرجان المعروف الذي يحمل مضمونه فعلا من ثقافة وفن، وكان لي مشاركات أخرى في الخليج؛ منها في دبي، وفي نفس العام غنيت في أكبر القاعات المخصصة للغناء في بلجيكا، وغنيت أيضا في أثينا.

وتابع: في هذ العام أيضاً حصلت على تكريم من عدة جهات، وقد أحرجوني بمحبتهم، سواء في بلجيكا أو أثينا أو في الكويت أو في الخليج، لقد شعرت فعلياً بمحبة الناس لي واحترامهم لي، وكان الجميع على مستوى رائع جدا، وشعرت مجددا بالإحراج والخجل من عمق المحبة، بما قدموه من دروع في التكريم وهدايا وما أحاطوني به من احترام وتقدير.

وقال: أنا أعتز وأفتخر بما حصلت عليه من تكريم، وأحمد الله على ذلك. وقد كرمت هذا العام أيضاً من قبل الشام الدولية في دمشق مع نجوم سورية: رفيق سبيعي ومنى واصف وخالد تاجا وطلحت حمدي وغيرهم... وقد سعدت جدا بهذا الجمع اللطيف بين الفنانين في مكان واحد، كما كنت سعيدا بتغير النظرة حول تكريم الفنان، لأن التكريم غالبا ما كان يأتي بعد وفاة الفنان، الآن يكرم في مناسبات عديدة بحضوره. والتكريم الذي أسعدني كثيراً هو تكريم الرئيس بشار الأسد لي، فمن غير المعقول أن يتم تكريمي من قبل رؤساء عرب ولا أكرم في بلدي، وهذا التكريم جعلني أشعر بالانتماء الحقيقي والمحبة، وكان الأول من نوعه، وتلاه تكريم الفنانين دريد لحام وميادة الحناوي وسهيل عرفة وغيرهم، وبدأ التكريم يشمل القطاعات العامة والخاصة بحضور الفنان، وليس بعد رحيله، وبالتالي نستطيع أن نشعر بقيمة عملنا ويدفعنا أيضا للعطاء أكثر.

السر الخاص

تمتلك أغاني صباح فخري سراً خاصاً يجعلها بكل هذا التميز، لدرجة أن ملحني اليوم لا يستطيعون إنجاز ما يشبهها أو حتى جزءا منها. ويفسر صباح ذلك بأن «الناس اليوم لا تصل إلى أعماق الأشياء، إنهم يبقون في السطحية، وإن بقيتَ في السطح فلن تكتشف جوهر الأشياء، وبالتالي يجب عليهم أن يغوصوا في الأعماق»، ويقدم على ذلك مثالاً صغيراً، بسيطاً وواضحاً: «الخاتم الموجود عند صائغ المجوهرات، إنه يعرف تماما أين يضع الحجر الثمين، ولكن السؤال: لماذا يفعل ذلك؟ لأنه مدرك تماما قيمة هذا الحجر، كما أنه أيضا يدرك السحر والجمال في هذا الحجر، ويعرف مكانه الذي يضفي سحرا آخر». ويقول: «نحن أيضا عندما ندخل إلى عمق الأشياء نعرف بالتأكيد كيف نوظف هذه الأشياء، كيف نقوم بتسخيرها، وكيف تصل مباشرة إلى الداخل، لأن الله سبحانه وتعالى خلق فينا كل هذه الأشياء الجميلة، وهي موجودة فينا، وبالطبع الموسيقى موجودة في دواخلنا، وفي كهرباء ويوجد أيضا مغناطيس ومجموعة كبيرة من الأشياء الأخرى، ويوجد كذلك معادن والكثر من القصص، وإذا لم نتعرف على هذه الأشياء وحصلنا على معلومات كافية فكيف سنتعامل معها كالمعادن، أو كيف سأحاكي النقطة التي تمس الموسيقى؛ تلك الموسيقى التي تمس الروح والموسيقى التي تخاطب العقل والموسيقى التي تخاطب الجسد. ومن المعلوم أن للموسيقى أنواع.

«قل للمليحة»

قدم صباح فخري روائع كثيرة في محطات كثيرة، لكن بعض هذه المحطات كانت القمة، كما في «قل للمليحة» و«خمرة الحب»، وربما أبناء الأجيال السابقة التي تربت على هذا النوع العظيم من الطرب تعرف قصص تلك الروائع، لكن أبناء هذا الجيل على الغالب لا يعلمون عنها شيئا، فصباح عندما يرغب في اختيار الشعر يجب أن يضع قاعدة أساسية لهذا الاختيار، وهي أن يلاقي قبولا وإعجابا عند الجمهور. ولكن السؤال كيف يلاقي الشعر قبولا عند الجمهور؟ إن لهذا القبول أسبابا عديدة؛ إما أن يكون شعرا متينا موسيقياً، وذلك بالنسبة للمثقف، أو أن يكون في الشعر لوحة أو صورة موجهة للمستمع، بمعنى أنه من المفروض، بل الواجب أن يكون في القصيدة ما يقول «هأنذا» حتى تلفت وتشد انتباه المستمع عندما تغنى.

«قل للمليحة» قصتها هي عبارة عن كذبة، ويقولون إنها أول إعلان في التاريخ، فالشعر هو الصحافة العربية في الماضي في زمن سابق، أما القصة فتعود إلى تاجر خُمُر (جمع خمار) صنع بضاعة من كل الألوان، ثم نفدت كل تلك الألوان التي في متجره، وبقي عنده فقط اللون الأسود غير الجيد، فجاء إلى صديقه الشاعر «مسكين الدارمي»، في العصر العباسي، يشكو له ما حل به من أن اللون الأسود بقي عنده ولم يستطع أن يبيع منه شيئا، وقد كسدت بضاعته فكتب له قصيدة «قل للمليحة في الخمار الأسود». وكما قلنا فإن الشعر في تلك الأزمنة كان بمثابة الصحافة الآن. وبدأت بعد انتشار القصيدة كل سيدة وكل امرأة تتسابق لشراء الخمار الأسود، لتكون هي المقصودة بالقصيدة. وبعد فترة بسيطة بيعت كل الخُمر السود، بسبب هذه اللعبة، أو يمكن أن نسميها دعابة نوعا ما، فكانت عبارة عن كذبة، فلا هو شاهدها عند باب مسجد ولا هي أخرجته عن دينه.

وقد اختارها صباح للصور الجميلة فيها، والتي تلفت نظر المستمع، واللحن لصباح طبعاً ألبسه للكلمات بما يتناسب مع المعنى، وليكون فيه حس، فمثلا في مقطع «قد كان شمر للصلاة» وكأنه يستعد للأذان.

ونضيف إلى كل ما تحدثنا عنه حول أغنية «قل للمليحة» وانتشارها الكبير وإعجاب الجميع بها أنه كان هناك طالب في المعهد العالي للموسيقى في تونس يحضر للماجستير، والموضوع أو الرسالة هي عن صباح فخري، وبعد فترة تمكن الطالب من الوصول إلى صباح، ولأن موضوع الأطروحة أعجب الفنان فقد استقبله، وكان العنوان الأساسي: في زمن العمالقة كأم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب كيف برز هذا الشاب؟ وهذا فعليا ما لفت نظر فخري إليها، كما أن الطالب «الياس بودن» اختار أغنية «قل للمليحة» وحللها موسيقيا من جهة المقامات، أين «يطلع وينزل صباح فخري في الأغنية» وفي كل النوتات، وذلك لأن هذا الشاب درس الموسيقى بشكل أكاديمي. أما ما أعطاه إياه صباح ليكمل أطروحته، فكان الأمور التي ميزته حتى استطاع أن يبرز بين هؤلاء العمالقة، وقد حقق الشاب الدرجة الأولى على المعهد بالكامل، وبدأ يحضر بعدها مباشرة للدكتوراه، فقصيدة «قل للمليحة» تابلو وقصيدة «السمراء» أيضا تابلو، حيث يتم تمثيل المعنى بشكل جيد، كما أن قصيدة «يا حادي العيس» أيضا تابلو، إذ لا يوجد قصيدة اختارها إلا وألبسها ثوب المعنى حتى تصل للمستمع دون أن يقرأها.

مفاتيح المدن

تقديرا لإسهاماته الفنية ولعطائه الغزير، الذي أثرى به ساحة ومكتبة الغناء العربي الأصيل، والذي سيظل زادا لإسعاد الأجيال القادمة من عشاق الفن الراقي، ومرجعا للمشتغلين بالموسيقى والغناء، نال الفنان والمطرب صباح فخري كثيرا من الجوائز والأوسمة، منها: مفتاح مدينة «ميامي» ومفتاح مدينة «ديترويت» في ولاية «ميشيغان» بالولايات المتحدة الأميركية، فماذا يعني هذا التكريم بالنسبة لصباح. يقول: عندما يمنح الإنسان مفتاح مدينة ما حتما يكون إنسانا مهما، ولدي خمسة مفاتيح من أميركا منها لاس فيغاس وديترويت وميامي، أما مفتاح مدينة فاس فكنت أول فنان عربي وعالمي يقدم له مفتاح هذه المدينة. وفي 1973، أقيم في قاعة «رويس» بجامعة U.C.L.A في لوس أنجلس الأميركية حفلا تكريميا للمطرب صباح فخري، علما أنها لم تكرم من الفنانين العرب إلا هو ومحمد عبدالوهاب.

وقد قدمت لصباح شهادات التقدير؛ لأنه يحمل ولا يزال لواء إحياء التراث الغنائي العربي الأصيل، ولأنه صاحب مدرسة عربية في الغناء، وتعتبر أشرطته وسائل إيضاح في الجامعة يطلع عليها دارسو الموسيقى والفن عموما. كما كرمته كلية الفنون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس الأميركية في 23 يونيو سنة 1992 باعتباره أحد رواد الفن في العالم العربي، تقديرا له على إنجازه المتميز في هذا الميدان.

مهرجان الرواد

وعن مشروع مهرجان الرواد والمبدعين العرب، وهو من أيام المرحوم سعد الدين وهبي، رحمه الله، وصباح فخري عضو لجنة عليا فيه، مع الدكتورة سميحة أيوب والسفير السوري في مصر الدكتور عيسى درويش والسيد عبدو بلان، فقد انبثق هذه المهرجان من القاهرة، حيث يجتمع الرواد والمبدعون العرب ويقيمون ندوات، وفي خلاصتها ونتائجها توصيات ليتم متابعتها مستقبلا، وليس فقط في الغناء والموسيقى، بل هناك أحد عشر بندا يشتمل التمثيل والنحت والرسم وكل الفنون الموجودة، ومن هنا تأتي قيمته الثقافية الفنية الكبيرة. أقيم المهرجان للمرة الأولى في القاهرة بحضور أربع عشرة دولة عربية، والثاني أقيم في حرم الجامعة العربية بحضور ثماني عشرة دولة عربية، وفي سورية أقيم سنة 2008، وكان فخري مديرا للمهرجان الذي أقيم في دار الأوبرا.

وقد أقام الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، حفلا تكريمياً للفنان صباح فخري، قلّده فيه وسام تونس الثقافي سنة 1975. وتقديراً لما قدمه للحركة الفنية في سورية من عطاء وجهد متميزين، قررت نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية، في مارس 1985، تقليده ميدالية النقابة الذهبية و»براءة التقدير»، بالإضافة إلى تقليده الميدالية الذهبية في مهرجان الأغنية العربية بدمشق سنة 1978. ولم يفوت مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة بمصر فرصة تكريمه في السنوات 1996 و1997 و1998 و1999 و2000، وقدمت له كتب الشكر لمشاركته ومساهمته لعدة سنوات في المهرجانات التي أقيمت على مسرح دار الأوبرا المصرية الكبير ومسرح الجمهورية في القاهرة ومسرح قصر المؤتمرات في الإسكندرية.

وتقديرا لفنه الراقي وأصالته، تشكلت باسمه في مصر سنة 1997 جمعية فنية تضم محبيه ومريديه أشهرت تحت رقم 1319، وهي أول جمعية رسمية من نوعها تقام هناك لفنان غير مصري، كما كرمته وزارة السياحة المصرية بجائزة مهرجان القاهرة الدولي للأغنية في أغسطس سنة 1999.

وقد حصل على جائزة الغناء العربي من دولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره أحد أهم الرواد الذين ما زالوا يعطون ويؤدون التراث الغنائي العربي الأصيل. وقدم له سلطان عمان «قابوس بن سعيد» وسام التكريم السلطاني تقديرا لعطاءاته وإسهاماته الفنية، خلال نصف قرن من الزمن، ولجهوده في المحافظة على التراث الغنائي العربي، وذلك بقصر البركة سنة 2000، بالإضافة إلى شهادة تقديرية نالها من قبل الملتقى الدولي لترويج التراث الموسيقي المحلي في عصر العولمة بالأردن بعمان في سبتمبر سنة 2000. وفي مارس سنة 2000، منح شهادة تقديرية من قبل المجمع العربي للموسيقى في دمشق، تقديراً له على إسهاماته الموسيقية المتميزة التي وضعها في خدمة الحركة الموسيقية العربية. كما تحصل أيضا على شهادة تقديرية من قبل جمعية مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان في أبريل سنة 2001 لجليل عطاياه في الفنون والثقافة العربية.

وكرم صباح في لبنان من طرف لجنة مهرجان تكريم كبار نجوم الطرب العربي الأول، لعطائه المميز في مسيرة الأغنية العربية الطربية الأصيلة ببيروت في مايو سنة 2001. وفي التاريخ نفسه كرمه اتحاد الكتاب الجزائريين بمنحه شهادة تقديرية كتقدير منهم لما قدمه للفن والفكر والإبداع. كما نال شهادة تقديرية من محافظ مدينة لاس فيغاس الأميركية مع مفتاح المدينة، تقديرا لفنه ولجهوده الحثيثة المبذولة في إغناء وإثراء الحركة الفنية التراثية العربية.

معهد فخري والتراث

حمل صباح على عاتقه مهمة الحفاظ على التراث بشكل جدي، وكرس جهده لذلك في عدة مناسبات، إضافة إلى المعهد الخاص الذي يديره في حلب بحي الجميلية، والذي يعتبر فخري أن الهدف الأساسي من إقامته هو الحفاظ على الآلات الشرقية التراثية المعرضة للانقراض والاندثار، حتى تتم تنميتها وتبقى في أغانينا، لأننا نكاد بعد فترة من الزمن نصحو فلا نجد إلا آلة «الأورغ»؛ لا قانون ولا عود لا ناي ولا أي آلة من آلاتنا التراثية، وهو يقول: أنا سأبذل جهدي من أجل التأكيد على وجود هذه الآلات واستمراريتها، وإن شاء الله سننجح في هذا.

شادي عباس

صباح قدم روائع متنوعة في محطات كثيرة لكن بعضها كان هو القمة

صباح: تكريمي في سورية جعلني أشعر بالانتماء الحقيقي والمحبة

أول فنان عربي يتسلم مفتاح مدينة «فاس» إضافة لمفاتيح 5 مدن أميركية

مسكين الدارمي يروّج للخمار الأسود بـ«قل للمليحة» خدمة لأحد التجار
back to top