«رجل من الزمن الجميل... فهد عبدالرحمن المعجل»

كتاب تاريخي يوثق رحلته من الجذور إلى الفيحاء

نشر في 23-12-2019
آخر تحديث 23-12-2019 | 00:00
غلاف الإصدار  «رجل من الزمن الجميل... فهد عبدالرحمن المعجل»
غلاف الإصدار «رجل من الزمن الجميل... فهد عبدالرحمن المعجل»
يتتبع كتاب «رجل من الزمن الجميل» مشوار فهد عبدالرحمن المعجل المرصع بالعطاء والتميز.
مفتاح شخصية فهد المعجل تتعدى حدود البحث الذي قام به الباحث محمد جلال القصاص، وتصدرت مقدمات الكتاب الذي حمل عنوان "رجل من الزمن الجميل... فهد عبدالرحمن المعجل"، مذيلا باسم ناشره الأستاذ محمد ناصر السنعوسي، فللوصول الى هذه الغاية يحتاج المرء إلى الغوص مليا في فصوله الأحد عشر.

ربما كان البحث في الجذور هو أقصر الطرق لمعرفة تاريخ هذا الرجل ومن أي بيئة خرج، وما هي الظروف التي قادته الى هذه البقعة من أرض الجزيرة العربية.

جده من وجهاء منطقة الداخلة في إقليم سدير، وتعود أصولهم الى آل رحمة من النواصر، ومعجل الاول كان يسكن في بلدة الداخلة، وبعض أفراد أسرة المعجل انتقلوا إلى عدة مناطق واستقروا فيها مثل: الحصون والمجمعة والعودة والدمام والكويت والزبير.

أما الكويت فقد انتقل إليها عبدالله بن عبدالكريم عبدالله المعجل، واستقر فيها ومن بعده أبناؤه، وكانت بيوت الشلفان والمعجل مقصدا للكثيرين من معارفهم القادمين من سدير للزيارة والتجارة.

وأول من قدم الى إمارة الكويت من أسرة المعجل هو عبدالله بن ابراهيم بن سلطان بن معجل، وكان ذلك ما بين عامي 1810 و1820م في عهد الشيخ عبدالله بن صباح.

سكن والده في بيت بسكة عنزة اشتراه من ابراهيم العامر سنة 1938 أي في منطقة شرق، ثم انتقلت العائلة الى بيت آخر اشتراه من عبدالرحمن الدويسان بالصالحية عام 1947، أما البيت الأول فحوله الى قيصرية حملت اسم سوق المعجل وضمت حوالي 60 دكانا.

عام التجارة

بنى والده فندق الشرق مع مطلع الخمسينيات، وهذا ما شجع ابنه فهد على دخول عالم التجارة. وبالفعل انقطع عن الدراسة عند الملا مرشد وخضع لرغبة والده للعمل معه بدكان بسوق التجارة، وإن عمل على تعويض إكمال الدراسة بتعلم اللغة الانكليزية على يد الاستاذ كدو العراقي الأصل.

ومنذ مطلع الستينيات، اختار فهد المعجل السكن في الفيحاء، وارتبط بها كالعاشق ليساهم في نهضة المنطقة ويبني فيها ما جادت به أياديه من عطاءات.

دخل عالم التجارة من أوسع ابوابه فأسس شركة المعجل للأدوية، وقام بتطوير أعماله وتوسع بها من خلال مجموعة المعجل التجارية، التي ضمت السفريات وقطاع النفط، وأسس أربعة بنوك إقليمية ودولية، وساهم في تأسيس عدد من الشركات داخل وخارج الكويت، واختير في عدد من الجمعيات والاتحادات، وكان له دور مجتمعي بارز بإنشاء مركز هيا المعجل لغسل الكلى ومركز ناصر عبدالرحمن المعجل لأطفال الداون وصالة المعجل للأفراح بالفيحاء، وترميم ديوانية جده في سدير، وتحويلها الى معلم تاريخي.

ومن الروايات النادرة بالكتاب قصة الملك عبدالعزيز في الرياض عندما شاهد سيارة والده في أحد أيّام عام 1936، وهو في طريقه لزيارة جده وكيف شاهده الملك بالمنظار بسيارتهم التي دخلت الرياض التي كانت محاة بسور آنذاك، ثم يستقبله مع شقيقه ويستفسر منهما عن السيارة التي استأجراها من الكويت وأكرمهما بالضيافة.

الكتاب ذو صفة توثيقية وتاريخية بامتياز، فقصة العلاقة مع قبرص تجدها من الألف الى الياء بكل تفاصيلها وبكونه الراوي والصانع لها والشاهد عليها.

أهم الأحداث

في الفصل الخامس الذي يتناول الابناء وأباهم وأحداثا قلما يعرفها العامة من الناس، هناك جانب لم نعهده من قبل، وهو ان العم فهد المعجل يكتب في مفكرة يومية اهم الأحداث ذات القيمة في حياته، وهي مفكرات يحتفظ فيها بمكتبته منذ عام 1952 معتمدا على المختصر المفيد.

والحديث عن الديوان يستوقفك تماما مثل الحديث عن الدور المجتمعي الذي قام به، وهو من الجوانب المشرقة في حياته.

الكتاب من النوع الذي يطلق عليه صفة موسوعية فقط، واحتوى على شهادات ووثائق نادرة تنشر أول مرة، وتقديم من ابنته الزميلة سعاد التي أفاضت بمكنوناتها الوجدانية عن والدها الذي أعطاها الكثير في حياته.

مطالعة الكتاب لا تشعرك بالملل، فالصور تتكلم أحيانا أكثر من الكلمات، وبلغ عدد الصفحات 330 صفحة بإخراج جميل وفني مميز.

جده من وجهاء منطقة الداخلة في إقليم سدير
back to top