واشنطن «تتموضع» في وجه إيران

● قوات أميركية في السعودية واليمن... و«التحالف» يبقي سيطرته على الحدود السورية - العراقية
● رد إيران على انهيار «النووي» مرهون بأوروبا... وخطيب طهران يهدد واشنطن بقاسم سليماني

نشر في 05-05-2018
آخر تحديث 05-05-2018 | 00:15
إيرانيون خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران أمس (إرنا)
إيرانيون خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران أمس (إرنا)
رسمت واشنطن خريطة لمواجهة محتملة بينها وبين طهران قد تندلع في أكثر من مكان، في حال انهيار الاتفاق النووي.
لا تزال كل المؤشرات تسير في اتجاه انهيار الاتفاق النووي الإيراني، مما قد يؤدي، في حال فشل المساعي لاحتواء تداعياته، إلى مواجهة مفتوحة في المنطقة.

وبانتظار 12 الجاري، موعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بشأن الاتفاق، بدأت الدول الأوروبية بالفعل تبحث فعلياً مرحلة ما بعد الاتفاق، في محاولة لإنقاذ صفقات تجارية ضخمة أبرمتها مع طهران.

وكشفت مصادر أن الثلاثي الأوروبي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الموقع على الاتفاق، ينوي خلال أيام، تقديم «اتفاق سياسي» مكمل لترامب، يتضمن التزاماً بمواجهة برنامج إيران البالستي وأنشطتها بالمنطقة، خصوصاً في سورية واليمن، لكن المصادر نفسها لا ترى أي سبب للتفاؤل.

اقرأ أيضا

في هذه الأجواء، كشف المبعوث الخاص لقوات التحالف الدولي ضد «داعش» بيرت ماكغورك ومسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية عن معلومات عسكرية، أظهرت بعض ملامح خطط الإدارة الأميركية لإدارة الصراع مع إيران في المنطقة.

ففي سورية، أكد ماكغورك، أن دور القوات الأميركية سيتمحور في المرحلة المقبلة بعد الانتهاء من عملية تصفية جيوب «داعش» المتبقية في شرق الفرات، حول وقف تمدد إيران في سورية، ومنعها من الوصول إلى البحر المتوسط، مشدداً على أن «التحالف» سيحتفظ بقاعدة التنف العسكرية على المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن، مما يعني أن طهران لن تكون قادرة على اجتياز الحدود العراقية باتجاه سورية.

وكشفت مساعدة وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة دانا وايت، أن عدد القوات الأميركية في العراق لا يزال في حدود 5 آلاف جندي، رغم تغير مهامها وتحولها منذ بداية الأسبوع إلى تقديم الاستشارة وتدريب القوات العراقية، مشددة في الوقت ذاته على أن حجم تلك القوات قابل للتغيير وفق التطورات الميدانية، في ظل اتفاق واضح مع الحكومة العراقية على هذا الموضوع.

وفي تطور ذي مغزى، كشفت وايت، خلال مؤتمر صحافي عقدته بمقر «البنتاغون» أمس الأول، عن وجود قوات أميركية خاصة في السعودية لمساعدتها على حماية حدودها، وأخرى تقوم بمهام قتالية داخل اليمن.

واتهمت وايت إيران بالقيام بعمليات تخريبية، قائلة إنه حيثما حلت انتشرت الفوضى من خلال دعمها لتنظيمات إرهابية كـ «حزب الله» وحركة الحوثيين.

وأوضح المتحدث باسم «البنتاغون» المايجور ادريان غالاواي وجود مجموعات صغيرة من الوحدات الخاصة الأميركية تدخل إلى اليمن فترات قصيرة لتنفيذ عمليات أمنية، بينما قالت مصادر مطلعة، إن توقيت كشف تلك المعلومات مرتبط، على ما يبدو، بالتصعيد السياسي والميداني المرتقب مع إيران في الأيام المقبلة.

وأكدت أوساط «البنتاغون» أن المواقف الإيرانية التصعيدية الأخيرة بسبب احتمال إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي، تندرج في خانة الشد والجذب المستعرة في هذه المرحلة، وانسداد الأفق السياسي أمام طهران، بعدما فشلت في حض الغرب على إقناع ترامب بتليين موقفه.

وأضافت تلك الأوساط أن احتمال اندلاع مواجهة بات راجحاً، خصوصاً إذا قررت طهران الرد على الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد مواقعها في سورية، وهو ما تقف تل أبيب على أهبة الاستعداد لمواجهته، بدعم كامل من إدارة الرئيس الأميركي، ما لم تطرأ تغييرات دراماتيكية على موقف طهران.

في غضون ذلك، قال آية الله موحدي كرماني، خطيب جامعة طهران، في خطبة الجمعة أمس، إن «الأميركيين يحاولون أخيراً جر الأوروبيين والسعودية والكيان الصهيوني إلى جانبهم»، مضيفاً: «إذا أراد هؤلاء الدخول في مواجهة معنا فهم لا يحاربوننا، بل يحاربون الله، وسيهزمون وسيزولون بالتأكيد... ونعلن للاستكبار العالمي أننا صامدون ولدينا القدرة والقوة».

وتابع: «نحن صامدون، لأن لدينا جيش الثورة الإسلامية وحرسها، والكثير من أمثال القائد قاسم سليماني والشهيد حججي، ونقول لهم إنهم سيتلقون صفعة قوية مهما فعلوا».

ويقول محللون، إن رد فعل طهران سيتأثر بالكيفية التي سترد بها الدول الأخرى، الموقعة للاتفاق، على انسحاب الولايات المتحدة المحتمل منه. وسيعتمد ذلك على مدى إصرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا على أن شركاتها يمكنها أن تستمر في العمل مع إيران، ومستوى الدعم الدبلوماسي الذي ستتلقاه إيران من روسيا، شريكتها في سورية، وسيعتمد أيضاً على مدى رغبة الصين في ربط إيران بمبادرة الحزام والطريق للتجارة الخارجية والاستثمار.

back to top