الفيتامينات والشوكولاتة... حليفا القلب؟

أنا مدمن شوكولاتة. دخلت ذات مرة متجراً لبيع المثلجات ورأيت خلطة تُدعى {الموت الثلاثي بالشوكولاتة»، ففكرت: «يا لها من ميتة!». لكن أحد زملائي أخبرني أخيراً عن خلطة تُدعى «العلاج بالشوكولاتة»، ما يعكس تبدّل المواقف والآراء.

بالنسبة إلى الفيتامينات، تُظهر دراسات كثيرة أن مَن يتناولون أطعمة غنية بالفيتامينات يكونون أقل عرضة لخطر الإصابة بمرض القلب والسرطان. لكن الأدلة على فوائد حبوب الفيتامينات أقل وضوحاً وحسماً. ثمة أسباب تدفعنا إلى الاعتقاد بأن الحبوب التي تحتوي على فيتامينات متعددة تشمل جرعة كبيرة من فيتامينات B أو حبوب الفيتامين B وحده تساهم في الحد من خطر مرض القلب. على سبيل المثال، كشفت دراسة صحة الممرضات الكبيرة، التي أجرتها جامعة هارفارد، أن مَن استهلكن كميات كبيرة من الطعام الغني بحمض الفوليك تمتعن بضغط دم أدنى، ما حدّ بالتالي من خطر الإصابة بمرض القلب. بالإضافة إلى ذلك، تساهم حبوب حمض الفوليك (أحد فيتامينات B) والفيتامين B12 في خفض معدل جزيء طبيعي في الدم يُدعى هوموسيستين، علماً أن ارتفاع معدل هذا الجزيء في الدم يرتبط بتفاقم خطر الإصابة بمرض القلب. رغم ذلك، لا تساهم حبوب الفيتامين B في خفض هذا الخطر في حالة مَن يتمتعون بمعدلات هوموسيستين طبيعية أو مرتفعة قليلاً. كذلك لم تختبر أي دراسة تأثيرات فيتامينات B في حالة مَن يعانون معدلات مرتفعة جداً من هذا الجزيء.

علاوة على ذلك، يؤدي حمض الفوليك دوراً مهماً عندما تُنتج الخلايا الحمض النووي، علماً أن الحمض النووي المتضرر يؤدي إلى السرطان. لذلك من المنطقي الاعتقاد بأن حبوب الفيتامين B تخفض خطر الإصابة بهذا المرض. لكن التجارب العشوائية التي أُجريت على حمض الفوليك توصلت إلى خلاصات مختلفة. نتيجة لذلك، ما زلنا لا نملك إجابة حاسمة.

أما بالنسبة إلى الشوكولاتة، فثمة أسباب تدفعنا إلى الاعتقاد أنه مفيد. تحتوي حبوب الكاكاو (التي تُعدّ منها الشوكولاتة) على الفلافانولات، وهي مواد كيماوية في النباتات. وتساهم الفلافانولات في خفض ضغط الدم والحد من احتمال تخثره. أضف إلى ذلك مضادات الأكسدة، التي تخفض على الأرجح تشكّل الصفيحات التي تسد الشرايين. ومن الممكن لهذه التأثيرات كافة أن تحدّ من خطر الإصابة بمرض القلب. لكن حلوى الشوكولاتة تحتوي أيضاً على الدهون، بما فيها المشبعة {السيئة} المضرة بالقلب.

إذاً، صحيح أن الفيتامينات المتعددة والشوكولاتة يساهمان نظرياً في خفض خطر الإصابة بالقلب وبعض أنواع السرطان، إلا أننا لا نملك أدلة من تجارب عشوائية تؤكد ذلك. ولكن من حسن الحظ أن تجربة عشوائية جديدة تدعى COSMOS يقودها بعض الزملاء في هارفارد ستختبر فوائد حبوب الفيتامينات المتعددة والكاكاو على الصحة. ستشمل COSMOS

رجالاً في الستين من العمر أو أكبر ونساء في الخامسة والستين من العمر أو أكبر لم يسبق لهم أن تعرضوا لنوبة قلبية، سكتة دماغية، أو سرطان (باستثناء سرطان الجلد).