الإصابة... كيف تتعافى منها؟

نشر في 11-04-2017
آخر تحديث 11-04-2017 | 00:03
No Image Caption
إذا كنت رياضياً، فلا مفر من أن تتأذى في نهاية المطاف. قد تكون الإصابة طفيفة مثل التواء المعصم أو حادة مثل كسور الظهر. يجب أن تعرف أمرَين سابقاً وتتذكّرهما بعد وقوع الإصابة: ستشعر بألم حتماً ويتوقف مسار تعافيك على طريقة تعاملك مع الألم.
لا أشارك القراء قصصي عادةً، لكنّ هذه القصة مختلفة. منذ أسبوعين، كسرتُ عظم فخذي: إنه أطول عظم في الجسم ويُعتبر الكسر في هذه المنطقة إحدى أخطر الإصابات وقد تُعرّض الحياة للخطر، ويمكن اعتبارها أكثر إصابة عظمية مؤلمة.

كنت أتزلج على الجليد حين وقعت الإصابة. اصطحبتني سيارة الإسعاف إلى المستشفى حيث خضعتُ لجراحة. بعد خمسة أيام في وحدة العناية المركّزة، انتقلتُ إلى مركز لإعادة التأهيل.

بدأت مسيرة التحسن في هذه المرحلة تحديداً.

في البداية، كنت أشعر بألم شديد حين أرفع ساقيّ من الأرض إلى السرير.

تمكّنتُ من السير بمساعدة جهاز المشي لكني لم أستطع الاستناد إلى الساق المصابة.

قال لي الجراح إنني أستطيع أن أحمل أي أوزان لكن سيكون اتخاذ خطوة واحدة مؤلماً جداً.

ثم أدركتُ فجأةً أنني مضطرة إلى تجاوز هذه المرحلة وتحمّل الألم وتجنّب الاستسلام.

كان يجب أن أشغّل كل عضل في فخذي كي لا تضعف الألياف العضلية.

أول خطوة

حصل ذلك منذ أكثر من أسبوع. حين خطوتُ خطوتي الأولى عمداً وضغطتُ على عظم الفخذ الملتحِم، شعرتُ بألم مريع. لكني أصرّيتُ على متابعة خطواتي بمساعدة جهاز المشي (برفقة ممرضة) ثم عدتُ إلى السرير.

في اليوم التالي، كان المشي

لا يزال مؤلماً لكن تراجع الألم قليلاً. لم أكن قد جرّبتُ بعد رفع ساقي المصابة لأنها حركة مؤلمة. لكن حين أدركتُ حقيقة وضعي، عرفتُ أن الألم ينتظرني وإذا لم أقبل به وأتدرّب على التحرك رغماً عنه، قد تعيق الإصابة حركتي لبقية حياتي.

في أول يومين، عملتُ على رفع ساقي وأدركتُ أنني لم أرغب في تجربة هذه الحركة لأن مجرّد التفكير بها يؤلمني. لكن تحسّن الوضع سريعاً. خلال ثلاثة أيام، تمكّنتُ من رفع ساقيّ من الأرض إلى السرير من دون مساعدة أحد رغم استمرار الألم.

تسبّب هذه الإصابة ألماً مستمراً. لكن رغم اشتداده، يجب أن أتجاهله وأتكيّف مع الوضع كي يُشفى العظم بأسرع وتيرة ممكنة ويخفّ الألم تدريجاً. أخصّص ثلاث ساعات تقريباً في اليوم للتمارين لكني أحرص على عدم المبالغة، لأن الألم مؤشر تحذيري على زيادة الضغط في المنطقة المصابة أيضاً.

لأنني كاتبة رياضية، شاهدتُ مئات الرياضيين الذين يتعرّضون لإصابات حادة ويعودون لتقديم أفضل أداء لهم. أخبرتني لاعبة أولمبية فائزة بميدالية أن الألم الذي شعرت به خلال جلسات إعادة التأهيل بعد كسر عظم فخذها كان أشبه بالنظر إلى «بحيرة باردة وداكنة: بقدر ما أردتُ التراجع وتجنّبها، كنت أعرف أنني مضطرة إلى الغوص فيها».

إذا لم تبذل قصارى جهدك خلال جلسات إعادة التأهيل وتعطي من ذاتك بالكامل، يتراجع احتمال أن تسترجع القدرات الرياضية التي كنت تتمتع بها قبل الإصابة. التزم بتوصيات طبيبك وقاوم الألم لتسريع مسار التعافي.

يسهل أن تتجنّب نشاطاً لا تُحبّذه. لكنك لن تصبح بطلاً حقيقياً ما لم تتحَدَّ نفسك جسدياً وتحرز التقدم رغم العوائق كافة التي تواجهها.

back to top