في الليلة الظلماء يفتقد... البدر

الراحل أحد فرسان المقاومة ضد الغزو

نشر في 12-03-2017
آخر تحديث 12-03-2017 | 00:14
فقيد الكويت محمد عبدالعزيز البدر
فقيد الكويت محمد عبدالعزيز البدر
في مشهد مهيب، ودّعت الكويت أمس ابنها البار، الفريق متقاعد محمد عبدالعزيز البدر، أحد فرسان المقاومة الكويتية ضد الاحتلال العراقي، والذي كان أكبر رتبة عسكرية تبقى مع المقاومة في هذه الأيام الصعبة، مخلفاً وراءه مسيرة عطرة تُذكِّر به الأجيال المتعاقبة من أبنائه وأحفاده إذا جدَّ جِدُّهم... «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر».

محطات بارزة مر بها البدر تكفي واحدة منها لتسجل اسم صاحبها في سجل الفخار والشرف، من مشاركته البارزة في المقاومة ضد الغزو، إلى تأمين حدود الكويت عقب التجربة المريرة، إلى فترة توليه لجنة إزالة التعديات على أملاك الدولة والمظاهر غير المرخصة التابعة لمجلس الوزراء، متشحاً خلالها سيف الالتزام والتفاني والإخلاص، فطبق القانون، كما ينبغي أن يُطبَّق، دون تَجنٍّ أو محاباة، ماضياً في طريقه لا يلوي على شيء، إلا مصلحة الكويت، وظل مخلصاً لهذا المبدأ، منتقلاً من نجاح إلى آخر.

اقرأ أيضا

وفي موازاة ذلك، كان الراحل يخوض معركة أخرى غير متكافئة، في مسلسل صراعه مع المرض، مؤمناً بأن لكل أجل كتاباً، حتى رفع رايته، وأسلم روحه إلى بارئها، فرحل في هدوء، تاركاً ميراثاً وطنياً زاخراً في قلوب كل من يحبون الكويت، وفي أفئدة من يعشقون الالتزام بواجبهم غير ملتفتين إلى حقد الحاقدين أو مدح المادحين.

و«الجريدة» التي آلمها هذا المصاب الجلل، تدعو الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزل عطاءه نظير ما قدم لأهله وبلاده، كما تتقدم إلى أسرته الكريمة بأحر التعازي، سائلة المولى تعالى أن يلهمها الصبر والسلوان، و«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».

back to top