!لا تكذبي! لديك وقت... وأكثر

نشر في 03-02-2017
آخر تحديث 03-02-2017 | 00:00
لا تعرفين متى بدأت الدوامة. منذ فترة ليست ببعيدة كنت مليئة بالنشاط دوماً. قبل زواجك، كنت دائمة النشاط وتشاركين في نشاطات اجتماعية وفي مناسباتٍ كثيرة. كنت تهتمين بنفسك وبمظهرك الخارجي. تزاولين الرياضة كمهنة دائمة، وكنت لا تهملين مظهرك الخارجي أبداً.
مرّت أيام المراهقة بسرعة. تزوّجت وأنجبت، فاقتصرت مهامك على الاهتمام بالمنزل وبالأولاد. قررت عدم التخلي عن عملك. أردت أن تكوني مثالية. ما الذي يمنعك من العمل والاهتمام بزوجك وأولادك على أكمل وجه.

كثر قالوا لك إنك ستفشلين لأنه على قولهم: «لا يسعك حمل أكثر من بطيخة في يد واحدة». كنت تهزئين برأيهم. انت امرأة «عملاقة». ستبرهنين لهم أنك قادرة على التوفيق بين الاثنين. ما الفارق بينك وبين هيلاري كلينتون، أو أنديرا غاندي، أو تيريزا ماي، أو سيغولين رويال؟ ثابرت ونلت شهادة جامعية وتعملين في مؤسسة راقية وزوجك محب وعطوف. ما الذي يمنعك من القيام بواجباتك المهنية والعائلية على أكمل وجه؟ لا شيء. ولكنك تشعرين بأنك بدأت تفقدين زمام الأمور منذ فترة. تشعرين بالإرهاق وكأنك كنت تشاركين في ماراثون للركض منذ سنوات.

تكاسل

تريدين الخروج ولكن جسمك يقول لك بضرورة البقاء في المنزل. تفكرين في الواجبات المنزلية كلها: غسيل، كوي، ثياب تنتظر التوضيب. مشغولة دائماً بالأولاد وبفروضهم المنزلية. تتذكرين أن النادي الرياضي أصبح حلماً بعيد المنال وأنك لم تقصدي صالون التجميل أو تصفيف الشعر منذ مدة طويلة. تلقين نظرة إلى أظفارك. تشعرين بأنها ليست لك، أنت من كنت دوماً تهتمين بها اهتماماً مفرطاً فتغيرين طلاءها وفق مزاجك اليومي. أين حلّت تلك الأيام؟ ماذا حدث لتلك الفتاة التي كانت تضجّ حياةً ولا تترك مناسبة اجتماعية إلا وتشارك فيها.

بت تشعرين بأن حياتك كلها واجبات منزلية وفروض لزيارة الأهل والأقارب. نسيت نفسك وحاجاتك وتركت الروتين اليومي يتغلغل إلى أدنى تفاصيل حياتك.

لعل المشكلة الأساسية تكمن في شعورك الدائم بافتقارك إلى الوقت. لا وقت لديك للاهتمام بنفسك وبحاجاتك. لماذا تهتمين بنفسك في حين يحتاج الآخرون إلى اهتمامك؟ لا وقت كافياً لديك لتلبية رغباتهم ورغباتك في آن.

لا وقت لديك! حجة واهية يستخدمها الضعفاء لتبرير إهمالهم ما ينبغي القيام به. كيف تركت تلك الحجة التي كنت تسخرين منها لدى معارفك تسيطر عليك؟ كيف سمحت لها بأن تتغلغل إلى حياتك وتكبّل يديك وتقطع طريقك إلى الهناء؟ تعرفين في قرارة نفسك أن المشكلة ليست في الوقت، بل في عدم رغبتك في تخصيص الوقت الكافي لنفسك. فأنت جاهزة لفعل المستحيل لتحقيق الراحة لزوجك وأولادك، ولكن ماذا عنك أنت؟ عليك الاهتمام بنفسك كي تنجحي بدورك في الاهتمام بهم على أكمل وجه.

أهمية التخطيط

ابدئي بالتخطيط. يمكنك مثلاً أن تشتري دفتراً تنظّمين فيه أوقاتك، وتدونين المهام التي عليك القيام بها في المواعيد المطلوبة، وخصصي ركناً سمّيه «أنا» تضعين فيه النشاطات كافة الكفيلة بتحويلك إلى إنسانة مرتاحة ومتصالحة مع نفسك.

فكّري بتخصيص وقت للنادي الرياضي أقله مرتين أو ثلاث إن أمكن أسبوعياً. يمكنك مثلاً أن تتسجّلي في صفوف للبيلاتس، أو اليوغا لأنها تعلمك الاسترخاء وتدخل السلام إلى روحك، بينما تتعلّمين مع البيلاتس كيفية تحقيق التوازن الجسدي واكتساب الليونة في وظائف العضلات.

لا تهملي أيضاً مظهرك الخارجي. اقصدي صالون تصفيف الشعر وغيري في تسريحتك باستمرار لأن لكسر الروتين فوائد عدة على معنويات المرأة، فكل تسريحة جديدة أو تغيير في لون الشعر إنما يزيد من قوتك المعنوية ويجعلك تنظرين إلى الحياة من منظار التفاؤل والبهجة.

كذلك لا تترددي في شراء ثياب جديدة. لا بأس إن انفقت بعض المال لشراء فستان جديد أو حتى حذاء أو حقيبة، فهل كنت لتبخلي على أولادك بثياب جديدة؟ أبعدي عنك كل فكرة تضعك في خانة الأنانية، فالاهتمام بالذات لا يعني الأنانية أبداً بل كلما اهتممت بنفسك كلما أصبحت امرأة كاملة وكلما استطعت أن تتمتعي براحة نفسية وسلام داخلي، ومن هذا المنطلق كذلك عليك الاهتمام بأظفارك. عاودي شراء طلاء الأظفار لأنه حليفك في اكتساب الثقة بالنفس. كذلك لا تنسي أن تخصصي بعض الوقت للنشاطات التي تحبينها. لا تترددي أبداً في إعطاء الأولوية لذاتك لأنّك بذلك تفكرين بعائلتك وبزوجك وأولادك أيضاً، فالمرأة السعيدة زوجة رائعة وأم مثالية!

في دفتر لتنظيم أوقاتك خصصي ركناً سميّه «أنا» تضعين فيه نشاطات كفيلة بتحويلك إلى إنسانة مرتاحة
back to top