الفوضى... طريقتان سهلتان للتخلّص منها

نشر في 03-12-2016
آخر تحديث 03-12-2016 | 00:00
No Image Caption
أعرف امرأة توصلت أخيراً إلى اكتشاف مريع بدّل حياتها: ما كانت هذه المرأة ترمي أي شيء مطلقاً، ما أدى إلى امتلاء منزلها بأكوام من الورق، علماً أنها في الواقع مجرد نفايات. ولما كانت تشعر بإحراج شديد من تلال الأوراق الموزعة على الأرض وعلى كل سطح في منزلها، لم تسمح لأحد بزيارتها، ولا حتى أعز أصدقائها. لكنّ والدتها قررت زيارتها للمرة الأولى منذ أن اشترت المنزل.
تحت هذا الضغط، كانت المفاجأة أن المرأة تمكّنت من مواجهة الفوضى وتنظيف منزلها.
بعدما اعتادت امرأة أعرفها على أن تزور هي والدتها، ألحّت الأخيرة هذه المرة على المجيء لرؤية منزل ابنتها.

المنزل تعمه الفوضى والأوراق، فكيف تستقبل والدتها وسط هذا الازدحام؟ لم تستطع المرأة تحمل فكرة فرز أكوام الرسائل والمجلات القديمة التي تغزو منزلها. لذلك جمعتها كلها في أكياس نفايات بلاستيكية كبيرة وخبأتها في زاوية من سقيفتها في الباحة الخلفية. وهكذا أصبح منزلها خالياً من الفوضى للمرة الأولى منذ زمن بعيد، فقد نظفت الأسطح كافة. نتيجة لذلك، صارت المرأة فخورة جداً بمنزلها الجميل النظيف، حتى إنها لم تكتفِ باستضافة والدتها، بل دعت أيضاً الأصدقاء والجيران.

أحبت المرأة شكل بيتها الجديد، ولكنها كانت تمتعض كلما فكرت في أنها قد تُضطر إلى فرز أكياس النفايات وإعادتها إلى المنزل. إلا أن الأمر المذهل أنها لم تفتقد شيئاً منها، فقد مرت الأشهر ولم تحتج مطلقاً إلى الغوص في هذه الأكياس بحثاً عن ورقة أو رسالة.

تتراكم الفوضى في المنزل بمرور الوقت، وتنجم هذه المشكلة عادةً عن الإهمال. تدرك هذه المرأة اليوم أنها لا تحتاج إلى تلك الرسائل القديمة كلها، والمجلات غير المقروءة، والصحف البالية التي سمحت لها بالتراكم إلى أن جعلتها تخجل بمنزلها.

كانت لا تزال تلك الأكياس المخزّنة في مكانها بعد مرور سنة على زيارة والدتها، مع أنها لم تمسها مطلقاً. لذلك اضطرت إلى تخطي رغبتها في تفادي فرزها، وأرغمت نفسها على إنجاز هذه المهمة بسرعة نسبية. لكنها لم تعِد سوى قليل منها إلى المنزل. أما الجزء الأكبر، فرمته في مستوعب إعادة التدوير.

أدت هذه التجربة إلى تغيير جذري في أسلوب حياتها. تبنت هذه المرأة خطة جديدة: صارت تحرص في الأول من كل شهر على جمع الأشياء كلها التي لم يمضِ على تراكمها سوى شهر وفرزها، ما سهّل عليها بالتالي تخزين الجزء الضروري منها فحسب. أما الباقي، فلم تتردد في رميه. فمن يرغب في الاحتفاظ بدعوات لتجديد اشتراك في مجلة طوال سنوات؟ فضلاً عن ذلك، تفادت هذه المرأة تكديس الرسائل التي لا ترغب فيها في أكوام لا تنفك تكبر، ذلك بتخزينها في سلة للنفايات قبل أن تدخلها حتى إلى المنزل. هكذا، بتخلصها من هذه الفوضى بانتظام بدل أن تتركها لتتراكم طوال سنوات، نجحت في إبقاء أسطح منزلها خالية ونظيفة، من ثم ما عادت تخجل من دعوة الناس لزيارتها.

يشكّل هذا الأمر حلاً سهلاً لمشكلة يواجهها كثيرون ممن بلغوا منتصف العمر: السماح للأشياء بأن تتكدّس وتتراكم على مرّ السنين إلى أن تتحوّل فكرة التخلص من أي شيء منها بحد ذاتها إلى مصدر للألم والصداع.

تنظيف السيارة

ثمة مكان آخر تتراكم فيه الفوضى أيضاً: السيارة. نرى في سيارة البعض أكواماً من عروض البيع القديمة، أكواب المشروبات الجافة، بعض ألعاب الأولاد، وقصاصات ورق عشوائية. لكن المالك سرعان ما يتوقف عن ملاحظة هذه الفوضى داخل سيارته أو شاحنته ولا يرى أياً منها.

إليك طريقة بسيطة وسهلة تساعدك في التخلّص من عادة تكديس الفوضى في السيارة. ولا شك في أن ذلك سيحقق النجاح بغض النظر عن سنك أو عدد الأفراد في عائلتك.

عليك اتباع قاعدة أساسية: كلما ركنت السيارة لتتوجه إلى المنزل، عليك أنت وحدك أو بالتعاون مع أفراد عائلتك أن تحمل معك كل ما جلبته إلى السيارة في ذلك اليوم، ما إن تطفئ المحرك. من الضروري أن تخرج كل الأشياء من السيارة أو الشاحنة: من أوراق لف السندويشات إلى إيصالات البيع أو حتى ذلك الحجر الجميل الذي عثر عليه حفيدك أو لائحة التبضع التي انتهيت منها.

يجب أن تتحوّل هذه العادة إلى جزء لا يتجزأ من حياتك اليومية. ولا شك في أنها ستدفعك إلى التفكير ملياً في أهمية الأشياء التي تنشرها بفوضى في السيارة. هل تود حقاً أن تحتفظ بذلك الحذاء القديم في سيارتك؟ لماذا؟ ولمَ ما زال هذا الدب المحشو البالي ملقى على المقعد الخلفي؟ عندما تُخرج من السيارة كل مساء الأشياء التي حملتها إليها في ذلك اليوم، تبقى نظيفة ومرتبة. ولن تشعر حتى أن ما تقوم به يتطلب جهداً كبيراً.

back to top