علاجات تساقط الشعر... مخاطر جديدة

نشر في 12-09-2016
آخر تحديث 12-09-2016 | 00:02
No Image Caption
يبدو أن الآثار الجانبية لأشهر أدوية الصلع (اكتئاب، أرق) قد تكون أسوأ مما توقّعنا وقد تصبح دائمة. يكفي أن تقصد طبيبك لاستشارته بشأن تساقط شعرك كي تتلقى على الأرجح وصفة بدواء «فيناستريد» المعروف باسم «بروبيسيا». تساهم هذه الحبوب التي صادقت عليها «إدارة الغذاء والدواء» وطُرحت في عام 1997 في زيادة سماكة الشعر في 65% من الحالات. سرعان ما زادت شعبية هذا الدواء بعد ظهور أكثر من 26 نسخة جديدة (سعر الحبة الواحدة منها أقل من دولار). صحيح أن الغلاف يحذّر من ظهور آثار جانبية جنسية مؤقتة في 1 أو 2% من الحالات، لكن يظن ملايين الرجال أن النتيجة تستحق العناء.
تشير الأبحاث المتزايدة وفيض الدعاوى المرفوعة إلى أنّ دواء «فيناستريد» قد يكون أكثر خطورة مما كنا نظن، وقد تدوم آثاره الجانبية (اكتئاب مزمن، أرق، تشوش ذهني، أفكار انتحارية) رغم وقف الدواء.

يقول الدكتور نيلسون نوفيك، أستاذ عيادي في الأمراض الجلدية في كلية الطب التابعة لجامعة جبل سيناء في نيويورك: «حين أعالج المرضى، أتساءل دوماً عما سأفعله لو كان المريض ابني. منذ عشر سنوات كنت لأعطي جواباً مختلفاً، لكني لا أشعر بالراحة الآن إذا وصفتُ دواء «بروبيسيا» لشاب ناشط جنسياً».

يصف معظم اختصاصيي الجلد دواء «فيناستريد» حتى الآن، لأنهم لا يسمعون المرضى يتذمرون من استمرار الأعراض إلا في حالات نادرة. قد يكون هذا الوضع مبرراً بحسب قول الباحثين. لا يعرف الرجال أن الآثار الجانبية المعرفية يمكن أن ترتبط بأخذ علاجات تساقط الشعر، لا سيما إذا استمرت تلك المشاكل بعد وقف الدواء. ويشعر كثر بالإحراج لدى التحدث عن مشاكلهم الجنسية مع خبراء الجلد أو الباحثين، لا سيما إذا كانوا يتحدثون مع نساء. كتب توماس مور، باحث في معهد «ممارسات الأدوية الآمنة»، في افتتاحية مجلة «جاما» للأمراض الجلدية: «طوال عقود، استخفّ الجميع بالضعف الجنسي الذي تسببه مضادات الاكتئاب لهذا السبب تحديداً». قال مور إن الآثار الجانبية المرتبطة بتلك الأدوية زادت منذ ذلك الحين من 1 أو 3 % إلى نسبة تتراوح بين 30 و60 %.

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن دواء «فيناستريد» قد يؤثر على مستويات الستيرويدات التي تحمي الأعصاب وتنظّم المزاج في الدماغ، بحسب قول الدكتور مايكل إيرويغ، أستاذ مساعد في الطب في جامعة جورج واشنطن، وقد ربط بحثه بين استعمال الدواء والميول الانتحارية. وفق مراجعة نُشرت في مجلة «العلاج الدوائي» في يوليو، تلقت «إدارة الغذاء والدواء» أكثر من 36 تقريراً عن ميول انتحارية لدى مستخدمي دواء «بروبيسيا». دخل معظم المرضى إلى المستشفى أو ماتوا أو أصيبوا بالعجز.

يقول ستيفن بيلكناب، أستاذ مساعِد في قسم الأمراض الجلدية في جامعة «نورث وسترن»: «حصل المرضى والأطباء على تطمينات خاطئة». في تحليل نُشر في مجلة «جاما» للأمراض الجلدية، راجع بيلكناب 34 تجربة عيادية مرتبطة بدواء «فيناستريد» ولم تخضع سلامة الدواء في أي منها لتقييم مناسب، ولم تذكر معلومات كثيرة عن آثاره المعاكسة المحتملة. يوضح بيلكناب: «إنه وضع غريب. بعد 18 سنة على المصادقة الأولية، يجب أن أعترف اليوم بأنني لا أعرف إذا كان الدواء آمناً». أعلنت شركة Merck من جهتها أنها أجرت «تجارب عيادية مدروسة».

لماذا يتابع الأطباء وصف الدواء إذاً؟ لا تزال الأبحاث عن آثاره الجانبية على الأداء المعرفي جديدة نسبياً، ويبقى عدد المرضى الذين يتذمرون من المشاكل منخفضاً بحسب رأي خبراء الأمراض الجلدية. تقول اختصاصية الجلد جاني ليدون من «بولدير»، كولورادو: «لا أتردد في وصف هذا الدواء للمرضى المناسبين، لكني أخصص وقتاً أطول الآن لتقييم المخاطر لديهم».

عند التعرّف على أصل الدواء، قد يقرر البعض التخلي عنه. ظهر دواء «فيناستريد» في الأصل خلال السبعينات، حين اكتشف العلماء في جمهورية الدومينيكان مجموعة نادرة من الرجال الذين حملوا أعضاء تناسلية غامضة عند ولادتهم فتربّوا عن طريق الخطأ وكأنهم فتيات. كان هؤلاء الرجال يتمتعون بخصائص استثنائية أخرى: لم يفقدوا شعرهم يوماً ولم يواجهوا أي مشاكل في البروستات لأن أجسامهم لم تكن تنتج الأنزيم الذي يحوّل التستوستيرون إلى ديهدروتستوسترون. يكون الديهدروتستوسترون أساسياً لنمو الأعضاء التناسلية الذكورية لكنه يعوق نمو الشعر في سن الرشد. ثم كشفت شركة Merck عن مركّب («فيناستريد») يخفّض مستويات الديهدروتستوسترون بنسبة 70 %. يقول بيلكناب إن الدواء يعطي مفعوله عبر تقليد مواصفات الستيرويدات الجنسية التي تعطي خنوثة كاذبة. يعتبر بعض المستخدمين السابقين أن هذه العملية تساوي «الإخصاء الكيماوي». حتى اليوم، يحذر الأطباء النساء من لمس حبوب «فيناستريد» لأنها قد تسبب تشوهات تناسلية لدى الصبي الذي لم يولد بعد.

في عام 1992، طرحت شركات الأدوية أقراص «فيناستريد» لمعالجة تضخم البروستات. يصفه اختصاصيو المسالك البولية حتى اليوم لأنهم يعتبرون في هذه الحالة أن الاحتماء من المشاكل الصحية يتفوّق على المخاطر. لكن يختلف الوضع مع دواء «بروبيسيا». يشدد بيلكناب على أنه منتج تجميلي وليس دواءً ينقذ حياة الناس. وقد يترافق مع ثمن باهظ.

حافظ على شعرك!

في ما يلي أربع استراتيجيات غير دوائية لإبطاء تساقط الشعر.

• جرّب هذه العشبة:

يوصي اختصاصيو الجلد بالبلميط المنشاري (مكمّل غذائي) كبديل نباتي خفيف عن دواء «بروبيسيا». إنه مكمّل عشبي وتدعم الأبحاث فاعليته لإبطاء تساقط الشعر. يوصي الدكتور شاني فرانسيس، مدير «مركز التميّز لاضطرابات الشعر» في جامعة شيكاغو، بأخذ 160 ملغ من خلاصته الجافة مرتين في اليوم.

• أوقف المكملات الرياضية:

قد تؤدي الأدوية والمكملات المستعملة لتعزيز نمو العضلات وتقوية الرغبة الجنسية إلى تفاقم مشكلة تساقط الشعر، لأن هذه المنتجات ترفع مستوى التستوستيرون في بصيلات الشعر (ما يمهّد لزيادة هرمون الديهدروتستوسترون الذي يقضي على الشعر).

• دلِّكْ فروة رأسك:

يقول خبير التجميل فون أكورد من مدينة نيويورك: «يحاول الشبان الذين يفقدون شعرهم عدم لمسه. لكن كلما لمستَ فروة رأسك، سيزيد تدفق الدم نحو الجلد». تساهم هذه الحركة في الحفاظ على سلامة بصيلات الشعر.

• استعمل الشامبو المناسب:

ابحث عن شامبوهات تكافح القشرة وتزيد سماكة الشعر. تحتوي الفئة الأولى على مقادير تحارب الفطريات التي يمكن أن تسبب الالتهابات وتساقط الشعر. وتحتوي الفئة الثانية على بروتينات مثل الكيراتين لزيادة كثافة الشعر.

التكثيف بتقنيات حديثة

في ما يلي علاجات جديدة لمحاربة صلع الرجال من دون مواجهة آثار جانبية.

• علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية:

يقول جوزيف غريكو، أول اختصاصي يستعمل البلازما الغنية بالصفائح الدموية لمعالجة تساقط الشعر: «يستعمل هذا العلاج خلايا الجسم لتجديد الخلايا المسؤولة عن نمو الشعر في فروة الرأس». تبيّن أن علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية يعزز الشفاء في مناطق أخرى أيضاً مثل القلب أو الركبة المصابة.

طريقة عمله: يسحب الأطباء الدم ويدوّرونه في جهاز للطرد المركزي لعزل البلازما الغنية بالبروتينات وبجزيئات، يُقال إنها تبطئ موت الخلايا وتعزز تشكّل الأوعية الدموية وتكبح الالتهاب داخل البصيلات. ثم يحقنون السائل في 40 نقطة على فروة الرأس. تشير الدراسات إلى أن علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية قد يوسّع مساحة الشعر ويزيد سماكته. نجحت هذه الطريقة في التجارب العيادية مع 55 % من المستخدمين.

• علاج بالليزر:

منذ عام 2007، حين صادقت «إدارة الغذاء والدواء» على أول مشط ليزر بالضوء الأحمر، ظهرت فراشٍ وخوذات وقبعات منزلية تبث الليزر. يوصي المصنّعون بتسريح الشعر بالفرشاة بضع مرات أو وضع قبعة طوال 15 دقيقة كل بضعة أيام.

طريقة عمله: يمكن أن يساهم الضوء الأحمر منخفض القوة في نمو الشعر لأن «البصيلات في وقت الراحة تنشط وتدخل في مرحلة نمو الشعر»، بحسب قول الباحث في مجال العلاج الضوئي، مايكل هامبلين، أستاذ مساعد في قسم الأمراض الجلدية في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد. لا تزال الأبحاث حول هذا العلاج ضئيلة، لكن اكتشفت دراسة واعدة في عام 2014 أن كل من استعمل مشط الليزر ثلاث مرات في الأسبوع سجّل تحسناً واضحاً على مستوى سماكة الشعر.

• كريم «لاتيس» (بيماتوبروست)

كان كريم «بيماتوبروست» يُستعمل في الأصل لتخفيف الضغط داخل عيون المصابين بداء الزرق. حين كانت رموشهم تنمو لدرجة أن تلمس نظاراتهم، لاحظت شركة الأدوية Allergan ما يحصل وابتكرت كريم «لاتيس» الذي يعزز نمو الرموش. لم يثبت رسمياً أنّ هذا الكريم يعالج صلع الرجال لكن يوصي به بعض الأطباء والمنتديات الخاصة بتساقط الشعر.

طريقة عمله: قد يكبح الكريم إنتاج البروستاغلاندين الذي يعزز التهاب بصيلات الشعر ويبطئ نمو الشعر.

أفضل مشروب مخفوق في وعاء

قد تكون معتاداً على تناول مشروب مخفوق كوجبة سهلة وصحية. أخذت نزعة جديدة هذه الفكرة وابتكرت «وعاء المشروب المخفوق». تشمل هذه النسخة القشدية والسميكة مقادير فيها كمية إضافية من البروتينات مثل الأفوكادو وزبدة اللوز والبذور، لتحصل على وجبة تفيدك وتعطيك في الوقت نفسه شعوراً بالشبع حتى وقت الغداء بحسب قول أليسيا رومانو، اختصاصية تغذية في «مركز تافتس الطبي». استعمِل ملعقة بدل القشة كي تبطئ مسارك وتستمتع بما تأكله وتشعر بشبع إضافي لاحقاً. ابتكرت رومانو وصفة من وعاء المشروب المخفوق الأخضر للحصول على نسبة مثالية من الألياف والبروتينات والدهون الصحية. لتحضيره، اخلط جميع المقادير واسكبه في وعاء ووزّع عليه الإضافات.

المقادير:

• ربع حبة أفوكادو ناضجة.

• موزة مجمدة.

• نصف كوب من المانغا المجمدة.

• باقة كبيرة من السبانخ.

• نصف كوب من حليب جوز الهند غير المُحلّى.

• نصف كوب من اللبن اليوناني كامل الدسم.

• ملعقة كبيرة من بذور الشيا.

• ملعقة كبيرة من زبدة اللوز.

• نصف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون.

تتألف الإضافات الخارجية من ملعقتين كبيرتين من الكاجو، قبضة من التوت، ملعقتين صغيرتين من جوز الهند المبروش وغير المُحلّى.

اختصاصيو الجلد يوصون بالبلميط المنشاري (مكمّل غذائي) كبديل نباتي خفيف

يحاول الشبان الذين يفقدون شعرهم عدم لمسه لكن كلما لمستَ فروة رأسك، ازداد تدفق الدم نحو الجلد
back to top