كيف نقصد النادي الرياضي إذا كنَّا لا نرغب في ذلك؟

نشر في 15-10-2015
آخر تحديث 15-10-2015 | 00:01
No Image Caption
حين أفكر بالذهاب إلى النادي الرياضي، أشعر أحياناً بأنني أريد أن أعزل نفسي وأوقف الزمن، وكأني طفل يرفض التحرك من مكانه فيضطر الكبار إلى جرّه. لكن حين نصبح راشدين، لا أحد يمكن أن يجبرنا على فعل شيء لا نريده، بل يتوقف كل شيء على إرادتنا الشخصية. بدأتُ أمارس الرياضة بشكل منتظم منذ فترة قصيرة بعد استراحة دامت عشر سنوات، وقد نجحتُ في تطبيق بعض الحِيَل لإجبار نفسي على التدرّب حين لا أرغب في ذلك (أو أعجز عن ذلك!).
لا تفكّر بالتمارين

أول ما تعلّمتُه هو ضرورة الوصول إلى النادي. حتى لو كنت تشعر بتعب شديد أو بدت لك فكرة التدرّب على الآلات غير مفهومة وأزعجتك فكرة الاضطرار لاستعمالها لدرجة قد تجعلك تبكي، توقف عن التفكير بنوع التمارين وانتقل إلى المرحلة الثانية. لا تتخيل الآلات أو استحالة التحرك والتعرق. توجّه نحو باب النادي بكل بساطة. قل في نفسك: {سأذهب إلى هناك. لن أفكر بأي أمر آخر، لكني سأذهب حتماً}. لا بأس إن انزعجت قليلاً. حين تصل إلى الباب الأمامي، ستختفي مشاعر الخوف والتردد على الأرجح. لن تعود التجربة مزعجة بقدر ما كنت تظن حين تصبح أمام باب النادي وتدرك أنّ كل ما تحتاج إليه هو القيام ببعض الخطوات الإضافية وإنهاء الحصة الرياضية. حين تبدّل ملابسك وتدوس على الآلة، يمكنك أن تكتفي بتمرين مدته خمس دقائق إذا كانت قدرتك تقتصر على ذلك. قد تبذل جزءاً بسيطاً من قدراتك الاعتيادية أو قد تمشي بوتيرة بطيئة جداً، لكنك وصلتَ إلى النادي وبذلتَ مجهوداً يفوق ما كنت لتفعله لو لم تذهب.

ملابس رياضية للأسبوع

بدأتُ أخيراً أطبّق حيلة ناجحة وهي تقضي باختيار الملابس الرياضية للأسبوع كله وليس لليوم التالي فقط. يعتاد بعض الناس على تحضير ملابسهم الرياضية في الليلة السابقة، لكني استفدتُ كثيراً من اختيارها للأسبوع كله. أولاً، جعلني هذا النشاط أتحمّس لخوض أسبوع التمارين، كذلك عزز التزامي بالجدول الرياضي وحسّن أسلوب حياتي. أنا أوضب كومة الملابس في سلة بالقرب من خزانتي. في كل صباح، أختار الملابس الخاصة بذلك اليوم من السلة وأضعها في حقيبتي الرياضية وآخذها معي إلى العمل (أقصد النادي بعد دوام العمل).

من الممتع أن أشاهد كومة الملابس وهي تتقلص، وهذا الأمر يحمّلني مسؤولية الالتزام بالجدول الرياضي. لا أريد أن أعود إلى تلك السلة في نهاية الأسبوع وأجد فيها ملابس نظيفة ومرتّبة لأنها ستذكّرني بأنني لم أستعملها. أريد أن أعود وأجد السلة فارغة وأشاهد جميع ملابسي الرياضية القذرة في مكان مختلف. حين أفكر بتفويت حصة التمارين لأنني لا أرغب في الذهاب إلى النادي، أتخيل تلك الملابس في السلة وأتذكّر المتعة التي أشعر بها حين أستعملها. كما أن هذه الخطة تعطي كل تمرين معنىً مختلفاً. إذا حضّرتَ ملابسك الرياضية كل يوم، من الأسهل عليك أن تمتنع عن الذهاب. أما توضيب الملابس الأسبوعية دفعةً واحدة، فهو يعطي التمارين بعداً مختلفاً وجدياً.

فكّر بصحتك وبإطالة عمرك!

حين أرغب في تفويت حصة رياضية، أحاول تذكّر المنافع المدهشة للتمارين الجسدية المنتظمة مثل إطالة العمر وتحسين المزاج والحفاظ على صحة القلب، والأهم من ذلك كله هو تقليص خطر الزهايمر والتراجع المعرفي مع التقدم في السن. أتذكر هذه الإحصاءات التي تشير إلى أن ممارسة 20 دقيقة فقط من التمارين يومياً تخفّض خطر الوفاة بنسبة 20%. وحين أفكر بتفويت الحصة، أقول في نفسي: {أريد أن أعيش حياة مديدة!}. هكذا أتذكّر أن المعطيات العلمية تؤكد على أن التمارين المنتظمة تخفّض خطر الوفاة المبكرة. إنه هدف يصبو إليه الجميع ويصعب تجاهله لتجنب حصة الرياضة بكل بساطة.

ركّز على أمور تتحكم بها!

أخيراً، أحاول دوماً إعادة التركيز على طريقة تفكيري وأتذكر حجم قوتي لأنني أستطيع التحكم بمسار التمارين. الحياة مخيفة وقد يكون العالم مكاناً مخيفاً جداً: نحن نعيش في المجهول وتكثر الجوانب التي نعجز عن السيطرة عليها. أشعر بالقلق بشأن أمور كثيرة. لكن في إحدى المرات، حين أصابتني نوبة قلق، ذكّرتني صديقتي بأن بعض العادات، مثل الأكل السليم والنوم وممارسة التمارين، هي جزء من المهام القليلة التي يمكن أن نتحكم بها ونركز عليها. وسط عالم شائك ومتبدّل لا يمكن السيطرة عليه، قالت لي: «فكري بالأمور التي تستطيعين السيطرة عليها. تذكّري النشاطات التي يمكنك القيام بها والتي تصبّ في مصلحتك. يمكنك أن تتناولي مأكولات مغذّية وتتحركي وتتعرقي وتشربي الماء. لذا يكفي أن تقومي بهذه الأمور ولا تفكري بأي شيء آخر». كانت تلك النصيحة بسيطة جداً لكنها بدت لي عميقة في تلك اللحظة.

حين أفكر بأنني لا أستطيع ممارسة الرياضة وأرفض الذهاب إلى النادي، أتذكر تلك الحقيقة وأفكر بمنافع الرياضة المدهشة والقوة التي تمدّني بها وأدرك أنني أستطيع التحكم بنفسي من خلال الذهاب إلى النادي يومياً.

 إنه أمر أستطيع تحقيقه، لذا يجب ألا أتردد في فعله. يجب أن أمارس التمارين الجسدية لأنني سأتمكن بذلك من الاعتناء بنفسي والسيطرة على ذاتي وسط العوامل الكثيرة التي أعجز عن التحكم بها. إنها نعمة حقيقية!

back to top