استمتعوا بمختلف وصفات البيض!

نشر في 14-08-2015
آخر تحديث 14-08-2015 | 00:01
البيض جزء أساسي من الحياة، فهو الخطوة الأولى التي تمهد لتكوين جميع البشر ومعظم الحيوانات في العالم.
أليس غريباً أن يكون البيض لذيذاً في الوقت نفسه؟
صحيح أن البيض معقد من الناحية العلمية، لكنه بسيط جداً في عالم الطبخ. بالنسبة إلى الطهاة والمستهلكين، يتألف البيض من ثلاثة أجزاء فقط: الزلال والصفار والقشرة، ولا يُعتبر أكل القشرة شائعاً جداً. مع ذلك، تتعدد الأنواع التي يمكن تحضيرها مع البيض. يمكن غَلْيها بشكل جزئي أو كامل، أو يمكن سلقها وقَلْيها. كما يمكن خلطها على شكل عجة وخبزها وخفقها على شكل فريتاتا أو سوفليه.
يمكن استعمال البيض على شكل لفائف أو فطائر أو قوالب بطبقات، أو مع التورتيلا المقرمشة أو الصلصة الحارة أو الميرانغ أو سلطة البيض. حتى إنك تستطيعين إضافته إلى الحساء.

لا عجب في أن يحمل اسم {البيض المدهش الصالح للأكل}. ويسميه خبير الغذاء ألتون براون {اللحم السائل}.

البيض خيار مدهش على الفطور طبعاً ولكنه ليس الأفضل على العشاء. لكنّ أنسب وجبة لتناوله هي تلك التي تقع بين الفطور والغداء. عند تقديمه خلال هذه الفترة، يعطي البيض أفضل ما لديه. هو يكون في هذه الحالة الأجمل من حيث الشكل والأكثر إبهاراً بالنسبة إلى المستهلكين.

الشكشوكة

أول طبق حضّرتُه مع البيض لتناوله بين الفطور والغداء هو الشكشوكة: صادفتُ هذا الطبق منذ سنوات عدة في أحد كتب الطبخ. رأيتُ صورة له وتعلّقتُ به فوراً. شعرتُ بأنني وقعت في غرامه. كانت واحدة من تلك اللحظات التي تغيرك بشكل جذري (أو على الأقل بقدر ما يمكن أن يتغير الفرد بسبب البيض المسلوق في صلصة الطماطم!).

الصلصة التي تتمتع بنكهة قوية هي التي تجعل الشكشوكة مميزة جداً. تُطبَخ الطماطم مع البابريكا والكمون وبذور الكراوية والكركم، وهي تكتسب نكهة حلوة وحامضة في آن بفضل العسل والخل. ثم يتمّ خلطها مع جبنة الفيتا والخضراوات المفرومة. أنا جعلتُ طبقي حاراً جداً، مثل النسخة التقليدية، لكن يمكن تخفيف حدة المذاق الحار إذا رغبت في ذلك. ستكون البيضة المسلوقة التي توضع فوق الطبق رفيقة مثالية. حين يلتقي صفار البيض السائل بصلصة الطماطم، سنحصل على مذاق خيالي!

الشكشوكة هي في الأصل من شمال إفريقيا. يمكن تجميد الصلصة بسهولة، وهكذا ستبقى في متناول يدك كلما احتجت إليها. قد ينتهي بك الأمر بتحضيرها كل أسبوع.

ثم حضّرتُ فطيرة بالبيض: إنه نوع الأطباق التي اختُرعت من أجله وجبة منتصف الصباح. هي تتألف من خبز منقوع في البيض والحليب والجبنة ويتم خبزها إلى أن تنتفخ وتصبح قشدية ولذيذة. أضفتُ لحم الحبش المقدد فوق الفطيرة التي حضّرتُها: كلفته أقل بمرتين وهو يحتوي على ثلثَي السعرات الحرارية الموجودة في اللحم المقدد العادي والهليون.

فطائر البيض لا تُقاوَم لأنها عبارة عن شرائح سميكة ولذيذة من الخبز الفرنسي المحمص. مثل الخبز المحمص، من الأفضل استعمال الخبز البائت بعض الشيء (أنا استعملتُ الخبز الطازج لكني قطّعته إلى مكعبات قبل ساعتين من تحضير الطبق ونجحت هذه الخطوة). كلما نُقِع الخبز في البيض والحليب لفترة أطول، يصبح مذاقه أفضل. أنا نقعتها طوال الليل، وقد كانت هذه الخطوة مثالية على مستوى النكهة وسهولة التحضير في اليوم التالي.

كل ما كان يجب أن أفعله في الصباح التالي هو وضع الخبز في الفرن والاستمتاع برائحته أثناء خَبزه.

البيض المخبوز

للحصول على وجبة لذيذة بمعنى الكلمة، حضّرتُ البيض المخبوز. للوهلة الأولى، هو يشبه البيض الذي يتم خبزه في الفرن بكل بساطة. لكنّ المقادير الأخرى التي تضاف إليه هي التي تجعله مميزاً ولذيذاً. مثل الطبق الفرنسي الأصلي، حضّرتُ طبقي مع جبنة الروكفور والجوز والكريما الثقيلة. تكون تركيبة البيض المخبوز أشبه بالكريما، وهو يصبح أكثر تميّزاً عند إضافة الكريما الثقيلة والجبنة المالحة إليه. يوفر الجوز طعماً مقرمشاً وترابياً يتناقض مع جميع النكهات الأخرى.

لا شك في أن هذا الطبق سيكون غنياً جداً. لن ترغبي في تقديم أكثر من حصة لكل شخص. لكن لا يجب تقديم كمية أقل من ذلك في الوقت نفسه.

«كوكو» بالأعشاب الطازجة

توجّهتُ نحو المطبخ الإيراني لتحضير طبق فارسي شهير: {كوكو} بالأعشاب الطازجة. هو أشبه بنسخة من الفريتاتا لكن مع كمية بيض أقل، ويُقدَّم طبق {كوكو} بالأعشاب في عيد رأس السنة الإيرانية. يمكن تقديمه ساخناً أو بارداً أو على حرارة الغرفة وهو يكون لذيذاً في مختلف أشكاله.

يحتوي طبق {كوكو} الذي حضّرتُه على كمية هائلة من الأعشاب مقابل كمية صغيرة نسبياً من البيض. لضمان تماسك المقادير، يجب استعمال البطاطا المهروسة: إنه خيار لامع في هذا الطبق!

بسبب ارتفاع كمية الأعشاب نسبةً إلى البيض واستعمال مسحوق الخبز، تكون تركيبة هذا الطبق اسفنجية بعض الشيء. لكن لا يكون مذاق الأعشاب قوياً جداً لأن معظم الكمية يتألف من البقدونس الخفيف نسبياً. يُقدَّم {كوكو} في إيران كطبق جانبي بشكل عام وهو لذيذ جداً!

احتفظتُ بالتحلية للمرحلة الأخيرة. يمكن أن يكون البيض الذي نتناوله في وجبة منتصف الصباح حلو المذاق أو مالحاً، لذا حضّرتُ طبقاً ألمانياً وهو خليط مدهش بين طبقين فرنسيين: العجة والسوفليه.

تخلط سوفليه العجة بين صفار البيض المخفوق المستعمل في العجة التقليدية وزلال البيض المخفوق المستعمل في السوفليه. عند تسخينه على الفرن، يتحول هذا الخليط بعد طبخه إلى طبق خفيف ولذيذ. هو يحتوي على برش الليمون لتعزيز النكهة والقليل من السكر لزيادة مذاقه الحلو. لكنّ عبقرية هذا الطبق تظهر بعد نزعه عن النار.

قبل طيّ العجة، يجب أن تدهني فيها المربى أو طبقة من الفاكهة. ستتحول العجة فجأةً إلى شيء مختلف: قد تحصلين على كريب فخمة بالفعل!

سيبدو الطبق رقيقاً وحلو المذاق ومدهشاً بغض النظر عن طبيعته. سيكون البيض في هذا الطبق أكثر من مجرّد بيض!

back to top