أهمّ مفاصل الجسم... كيف نحميها؟

نشر في 25-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 25-02-2016 | 00:01
No Image Caption
بعد 20 سنة تقريباً، هل ستتمنى أن تعود بالزمن إلى الوراء كي تهتم بكل ما أهملت فعله اليوم؟ قد يحصل ذلك إذا كنت تمارس الرياضة ولا تخصص الوقت الكافي لضخّ السائل في مفاصلك الزلالية قبل أن تبدأ نشاطك الرياضي. ما هي المعطيات العلمية في هذا المجال؟
تنتج مفاصل كثيرة في الجسم السائل الزلالي ويكون المفصل نقطة التقاء بين عظمتين. غالباً ما تكون المفاصل التي تتحرك أكثر من غيرها زلالية بطبيعتها، ما يعني أن هذا السائل الذي يتمتع بتركيبة زلال البيض النيئ يحمي السطح الزلق حيث تلتقي أطراف العظام، كذلك يمنع احتكاك العظام ببعضها، علماً أن الاحتكاك يحصل عند غياب السائل الزلالي الذي يحمي سطح المفاصل. تشمل المفاصل الزلالية: المفاصل الكروية مثل الورك والكتف، والمفاصل المركّبة مثل الركبة، وأنواع أخرى مثل المرفق والمعصم وجزء من الإبهام والكاحل وغيرها...

ينتج الغشاء الزلالي ذلك السائل، علماً أن هذا الغشاء يحيط بجراب أو كيس صغير ومليء بالسائل يغلّف المفصل ويتواجد حول معظم المفاصل المهمة في الجسم، لا سيما الكتف والورك والركبة.

يتمتع كل واحد من هذه المفاصل بمساحة خاصة تنتهي فيها العظام وتسمح بتلقي السائل الزلالي. تبدأ المشكلة في هذه النقطة بالذات. يكون الجسم قابلاً للتكيف، لكن بوتيرة ضئيلة. عند غياب الإجهاد الجسدي أو تراجع مستواه في العضلات، ستضعف تلك العضلات لأن شيئاً لا يجعلها تمتلئ بالسائل الذي يغذيها أو يجهّزها للعمل. وإذا لم تتحرك المفاصل الزلالية، لا يجد الجسم سبباً لملئها بالسائل.

تحرّك وإجهاد

لا يكفّ الأولاد عن التحرك. لذا تكون مفاصلك الزلالية في صغرك محميّة بسبب تجدد هذا السائل باستمرار. لكن مع التقدم في السن وتراجع الحركة، ينتظر الجسم إنتاج ذلك السائل عند استعمال المفصل حصراً.

يتراجع أداء الجسم تدريجياً، لذا يحتاج إلى وقت أطول لإنتاج كميات كافية من السائل الزلالي مع مرور الوقت. في غضون ذلك، قد تحتكّ غضاريف عظام المفاصل ببعضها من دون أن يحميها ذلك السائل.

صحيح أن الغضروف يكون قوياً، لكنه يتأثر حتماً بالإجهاد الذي يواجهه على مر العقود. في السابق، قد يكون صعود مجموعة من السلالم كافياً لإطلاق عملية إنتاج السائل. لكن بسبب غياب النشاطات الشاقة أو تراجع مستواها لفترة طويلة، تزيد مدة التحمية اللازمة لتليين الجسم. إذا بدأتَ تركض فجأةً بوتيرة مكثفة أو تلعب كرة السلة أو تمارس أي نوع من ألعاب الكرة النشطة من دون تخصيص الوقت اللازم لتحمية جسمك وتحفيزه على إنتاج السائل الزلالي، ستعرّض تلك المفاصل لإجهاد مفرط وغير مبرر.

نتيجةً لذلك، قد تحتاج في مرحلة لاحقة من حياتك إلى استبدال وركك أو ركبتك، مع أن هذه الجراحة ما كانت لتصبح ضرورية لو حرصتَ على تحمية مفاصلك الزلالية بما يكفي لتليينها قبل البدء بأي نشاط رياضي.

يكون الألم مؤشراً تحذيرياً شائعاً غالباً يهدف إلى إبلاغك بأنك تفرط في التحرك أو أنك انتقلتَ إلى نشاط شاق من دون تحمية جسمك بما يكفي. يكون المؤشر بارزاً حين تشعر بالألم في المعصم أو الورك أو الركبة أو الكاحل بعد بضع دقائق من بدء نشاط رياضي غير مألوف، أو إذا بدت هذه المناطق ليّنة وسببت لك الألم بعد انتهاء النشاط.

بدل القيام بحركات تحمية عابرة قبل ممارسة نشاط غير مألوف، من الأفضل أن تخصص 15 دقيقة أو أكثر لتحمية جسمك يومياً، عبر القيام بحركات مرتبطة بالرياضة التي اخترتها أو أي حركات رياضية عامة، حفاظاً على صحة مفاصلك الزلالية مستقبلاً.

ابدأ بالمشي الخفيف في مكانك ثم خذ وضعية القرفصاء من دون حمل أي أوزان. قم بتحمية الكتف عبر تحريك كل ذراع بشكل دائري، ثم مدد ذراعيك نحو أطراف الكتفين ووجّه يديك نحو الأمام مجدداً كي تلتقيا في وسط الصدر. تكون الحركة البطيئة والثابتة، وليس القوية، كفيلة بتسريع إنتاج السائل الزلالي وزيادة فاعليته. لا شك في أن تخصيص 15 دقيقة أو أكثر في اليوم لتجنب الحاجة المستقبلية إلى مفاصل بديلة يستحق العناء!

back to top