الإفراط في تناول السكر يضِرُّ بقلبك

نشر في 28-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-01-2015 | 00:01
No Image Caption
قد يزيد النظام الغذائي المثقل بالسكر خطر الموت من جراء مرض القلب، حتى لو لم تكن تعاني زيادة في الوزن. هذا ما تؤكده دراسة كبيرة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية – الطب الداخلي على موقعها على شبكة الإنترنت.
يشكل السكر المضاف ما لا يقل عن 10% من معدل السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان يومياً. لكن واحداً من كل 10 أشخاص يحصل على ربع سعراته الحرارية أو أكثر من السكر المضاف.

في دراسة دامت 15 سنة، تبين أن خطر الموت جراء مرض القلب يرتفع إلى الضعف بين مَن يحصلون على 25% من سعراتهم الحرارية اليومية أو أكثر من السكر، مقارنة بمن يشمل نظامهم الغذائي أقل من 10% من السكر المضاف. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع احتمال الموت جراء مرض القلب عموماً مع ارتفاع نسبة السكر في الغذاء. ويصح ذلك بغض النظر عن سن الشخص، جنسه، معدل نشاطه الجسدي، أو مؤشر كتلة جسمه (قياس الوزن).

تُعتبر المشروبات المحلاة بالسكر، مثل المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، والمشروبات الرياضية، مصادر السكر المضاف الكبرى. فهي مسؤولة عن أكثر من ثلث السكر المضاف الذي نستهلكه. أما مصادر السكر المضاف البارزة الأخرى، فتشمل الكعك، الحلوى، المخبوزات، وغيرها من مأكولات مماثلة، مشروبات الفاكهة، المثلجات، اللبن المثلج وما شابه، السكاكر، وحبوب الفطور الجاهزة.

يمقت اختصاصيو التغذية السكر المضاف لسببين. يعود الأول إلى علاقاته الواضحة بزيادة الوزن ومشاكل الأسنان. وثانياً، يزودنا السكر “بسعرات حرارية فارغة”، أي سعرات حرارية لا تترافق مع الألياف، الفيتامينات، الأملاح المعدنية، وغيرها من مواد مغذية. ويمكن للإفراط في تناول السكر المضاف أن يحد من كمية الطعام الصحي الذي يتناوله الإنسان.

هل يمكن ألا يكون السكر سبب ارتفاع مخاطر مرض القلب، بل نقص الأطعمة المفيدة للقلب مثل الفاكهة والخضروات؟ الجواب على ما يبدو {كلا}. ففي هذه الدراسة، قاس الباحثون مؤشر الطعام الصحي في حالة المشاركين، علماً أن المؤشر يحدد مدى توافق نظامهم الغذائي مع التوجيهات الغذائية الفدرالية الأميركية.

تذكر الدكتورة تيريسا فانغ، بروفسورة متخصصة في الغذاء في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد: {واجه مَن تناولوا مقداراً أكبر من السكر خطراً أكبر هدد بوافاتهم جراء أمراض قلبية وعائية، بغض النظر عن العلامات التي سجلوها في مؤشر الطعام الصحي}.

لا يدرك العلماء بالتحديد الطرق التي يسيء بها السكر إلى القلب. لكن الأبحاث الأولية تُظهر أن تناول المشروبات المحلاة بالسكر قد يرفع ضغط الدم. كذلك من الممكن للغذاء الغني بالسكر أن يحفز الكبد على إنتاج كمية أكبر من الدهون المضرة في مجرى الدم. ولا شك في أن هذين العاملين كليهما يعززان خطر الإصابة بمرض القلب.

تحدد التوجيهات الصحية بدقة كمية الملح والدهون التي يجب أن نتناولها. ولكن ما من حدود قصوى مماثلة للسكر المضاف. إلا أن معهد الطب ينصح بألا يشكل السكر المضاف أكثر من 25% من مجموع السعرات الحرارية. لكن هذه النصيحة تعود إلى عام 2002، قبل أن تتوافر البيانات عن تأثيرات السكر المضرة على الأرجح بالقلب، وفق الدكتورة فانغ.

تؤيد البروفسورة توصيات جمعية القلب الأميركية بأن تستهلك المرأة أقل من مئة سعرة حرارية من السكر المضاف يومياً (نحو 6 ملاعق صغيرة) والرجل أقل من مئة وخمسين يومياً (نحو 9 ملاعق صغيرة).

لفهم هذه التوصيات بشكل أوضح، تحتوي عبوة المشروبات الغازية العادية (سعتها 340 غراماً) على نحو 9 ملاعق صغيرة من السكر. إذاً، يجعل تناول عبوة واحدة منها كل النساء ومعظم الرجال يتخطون الحد اليومي الموصى به.

توضح الدكتورة فانغ: “إذا كنت ترغب في تناول طعام حلو، فاختر وجبة خفيفة تحتوي على الفاكهة. وهكذا تجني منها بعض الفوائد على الأقل”. لا شك في أن تناول الفاكهة وحدها من دون أي سكر مضاف وجبة مثالية. وإذا كنت تحاول الحد من عادة تناول المشروبات الغازية، تقترح الدكتورة فانغ اختيار بدلاً منها قليل من عصير الفاكهة الممزوج بالماء المكربن.

back to top