Thor: The Dark World... انتكاسة لاستوديوهات {مارفل}!

نشر في 15-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 15-11-2013 | 00:02
No Image Caption
تتعدد اللقطات السريعة والمضحكة داخل فيلم Thor: The Dark World المستوحى من كتاب هزلي. يمكن رصد بعض اللمحات منها من وقت إلى آخر، مثل مشهد دخول البطل المفتول العضلات (كريس هيمسورث) إلى شقة في لندن حيث يعلّق مطرقته على عمود المعاطف كما لو كانت مظلة، أو المشهد الذكي حيث يظهر شقيق «ثور» الشرير، «لوكي» (توم هيدلستون)، الذي دمّر جميع أنواع الشرور في فيلم The Avengers، وهو يستمتع بوقته لأن شقيقه الأكبر يطلب مساعدته. كان ذلك المشهد مضحكاً أكثر من أي مشهد آخر في الفيلم كله.
يتعلق جوهر السلسلة البطيئة والمبالغ فيها Thor التي كتبها كريستوفر يوست وكريستوفر ماركوس وستيفن ماكفيلي (كتب الأخيران فيلمي Pain and Gain و Captain America: The First Avenger. يا له من تنوع!) بقصة مبتذلة أخرى عن كائن قديم اسمه {ماليكيث} (كريستوفر إكليستون الذي يصعب التعرف إليه بسبب التبرّج) يريد تدمير الكون (بل جميع الأكوان المعروفة) انتقاماً لإساءة قديمة ضد شعبه. ألم تكن هذه الأفكار مبتذلة حتى في زمن عرض فيلم Masters of the Universe؟ حتى {ثانوس} كانت له دوافع منطقية أكثر من تلك المطروحة في هذه القصة.

تكمن المشكلة الأساسية في رفع سقف التوقعات من الفيلم وعدم وجود فرصة بفوز الأشرار. ما من حبكة مشوقة ولا مخاطر مثيرة للاهتمام ولا عوامل جاذبة. قد يُقتَل طبعاً بعض الشخصيات المساعِدة، لكن تصرف شركة «مارفل» أموالاً طائلة على هذه النسخة الجديدة من الأفلام عن الأبطال الخارقين، علماً أن تدمير جميع مظاهر الوجود التي نعرفها يبقى احتمالاً مستبعداً، لذا يبطل مفعول الشر في شخصية «ماليكيث» بكل وضوح. لا يبقى له إلا التوعد وإطلاق التهديدات واستعمال قدراته للانتقال بالزمن أو القيام بأمور مماثلة.

لم يكن مشروع Thor الذي ظهر على الشاشة أو في الكتب يعرض معطيات منطقية بالكامل من الناحية الفيزيائية، لكن يقلب جزء Thor: The Dark World السلسلة إلى خليط محيّر من أفلام Star Wars وStar Trek و Lord of the Ringsو Flash Gordon. هل هو من فئة الخيال العلمي؟ أم مجرد أسطورة؟ أم غباء محض؟ لا نتذكر أننا أمام كائنات خارقة (وليس آلهة كما يوضح الفيلم) إلا عندما يلقي {أودين} (أنتوني هوبكينز الذي يضع تلك الرقعة الذهبية على عينه) خطاباً طويلاً حين يقف أمام عرشه أو يأخذ وضعية البطل. يكرر هذه التصرفات طوال الفيلم. حتى هوبكينز العظيم يبدو في هذه المشاهد وكأنه يقول للمشاهدين: أعتذر من الجميع لكني أبذل ما بوسعي لتجسيد هذا الدور السخيف. يجب أن تعذروني حين تعلمون الأجر الذي أتلقاه مقابل هذا العمل!

فكاهة عبثية

نجح أول جزء من سلسلة Thor (أخرجه في عام 2011 كينيث برانا) في الربط بين عالم {أسغارد} وكائناته الغريبة من جهة والأشخاص العاديين من جهة أخرى: كانت العلاقة الرومانسية التي ربطت {ثور} مع العالِمة جاين (ناتالي بورتمان) مشوّقة ويمكن تصديقها، لأن الفيلم وجد التوازن المثالي بين الخرافات والواقع. كان يسهل أن نصدق أنهما يشكلان أكثر ثنائي غير متناغم في تاريخ الأفلام. لكنّ الجزء الجديد هو من إخراج آلان تايلور الذي يخوض تجربته الإخراجية الأولى في مجال الأفلام الطويلة (أخرج بعض الحلقات المفضلة من مسلسلات Game of Thrones

 Mad Men و The Sopranos)، ولا يبدو العمل حماسياً إلا حين يُسمح لتايلور بتقديم أفضل فكاهة عبثية يبرع فيها، مثل المشهد الذي يُجبَر فيه {ثور} على ركوب مترو أنفاق لندن. لكن تبقى عظمة الحرب بين المجرات بعيدة المنال بالنسبة إليه: تبدو أبرز مشاهد الحركة في الفيلم عامة ومألوفة. سبق ورأينا مشاهد مماثلة بشكل متكرر. كم مرة يجب أن نشاهد مدينة كبيرة تدمّرها مركبة فضائية عملاقة؟

يتابع هيمسورث تحقيق المستحيل فيطعّم شخصيته الخارقة بجانب إنساني دافئ («ثور» بطل محبوب وودود ولم تكن هذه الميزة حقيقية دوماً في الكتب الهزلية)، لكنه يبدو تائهاً في قصة لا تستغل ولو جزءاً بسيطاً من جاذبيته الفطرية. تظهر بورتمان وصديقاها العالمان الغريبا الأطوار (ستيلان سكارسغارد وكات دينينغز) وكأنهم مهرّجون (عبر مشاهد كوميدية رخيصة تهدف إلى إبقاء هذا الفيلم الضخم ظاهرياً مترسخاً في الواقع). لكن بعد أن ظهروا في الجزء الأول كأشخاص غريبين لكن واقعيين، يحوّلهم فيلم Thor: The Dark World إلى مهرّجين. كلما ظهروا على الشاشة، نشعر بأن صانعي الفيلم يعتبرون المشاهدين أغبياء فيحاولون إضحاكهم بأسخف الطرق.

لكنّ تلك المشاهد ليست مضحكة بأي شكل. لا قيمة فعلية لفيلم Thor: The Dark World، لدرجة أن محبي أعمال استوديوهات {مارفل} يستطيعون تفويت كامل الفيلم، باستثناء المشهد الأخير (إنها اللحظة المفاجئة الوحيدة في الفيلم كله). في الوقت الذي يجب أن تعمد فيه استوديوهات {مارفل} إلى ترسيخ نجاحاتها السابقة وإنتاج أعمال أكثر عمقاً وتعقيداً، يبدو وكأنّ فيلم Thor: The Dark World يرجعها ثلاث خطوات إلى الوراء. يبدو الفيلم رائعاً ظاهرياً (تأثيرات التقنية الثلاثية الأبعاد لافتة) ويبقى إدريس إيلبا بارعاً في دور {هيمدال}، بواب {جسر قوس قزح} الذي يقود إلى {أسغارد}. لكن بما أن الشخصية الأكثر إثارة للاهتمام في الفيلم كله ({لوكي}) تؤدي دوراً مساعداً، يتضح وجود خطب كبير في العمل.

يحاول فيلم Thor: The Dark World بكل قوته تقديم عمل مختلف عن الفيلم الأول. لكن كل ما يحققه الفيلم هو تذكيرنا بحجم نجاح الجزء السابق. تكثر التأثيرات المتطورة والمبهرة ولكنها لا تعني شيئاً!

back to top