داء الشريان المحيطي... حذار الألم في الساق!

نشر في 10-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-05-2014 | 00:01
يمكن أن يكون انسداد الشرايين في الساق مزعجاً وخطيراً. تنبّه إلى المؤشرات التحذيرية! يتدفق الدم بكل حرية عبر الشريان الطبيعي. لكن عند الإصابة بمرض الشريان المحيطي، تقوم الصفائح بتضييق الشريان وإعاقة تدفق الدم.
هل تقوم برحلتك اليومية إلى صندوق البريد وتشعر بألم في ساقك مجدداً؟ يسهل تجاهل هذا الانزعاج العابر واعتباره مجرد نوبة ألم في عرق النسا أو تشنج في مفصل الورك، لكنها فكرة سيئة. الألم الذي يتمركز في ربلة الساق أو الفخذ أثناء المشي لكنه يزول مع الراحة (أو ما يُسمى {العرج}) هو مؤشر أساسي على مرض الشريان المحيطي. وغالباً ما يكون أول مؤشر على تراكم الرواسب المليئة بالكولسترول في شرايين الساقين والقدمين وتوقف تدفق الدم.

ارتفاع الخطر

لا تستخف بمعنى انسداد شرايين القدم! حين تصبح الشرايين مسدودة بسبب الصفائح المليئة بالكولسترول في جزء واحد من الجسم، مثل الساقين، يحصل ذلك في جميع المناطق تقريباً. يقول د. مارك بوناكا، طبيب قلب في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: {قد لا يفكر الناس بالمخاطر المطروحة على القلب أو الدماغ بسبب الألم في الساقين. لكن قد تشير هذه الحالة إلى مشكلة شائعة يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو جلطة دماغية}. قد يؤدي تخثر الدم في شريان الساق إلى وقف تدفق الدم إلى الأطراف، ما يعني موت الأنسجة واحتمال بتر الطرف.

يرتفع خطر الإصابة بمرض الشريان المحيطي بعد عمر الخمسين. يتصاعد الخطر أيضاً إذا كنت من المدخنين أو المصابين بالسكري. يبحث الأطباء عن مؤشرات في نمط الألم، لكن يمكن تشخيص الحالة عبر اختبار بسيط في العيادة. يقول د. بوناكا: «العرج لا يظهر في العادة حين لا يتحرك الجسم، لكن يزداد الألم أثناء المشي». في المقابل، غالباً ما يخف الألم بسبب مشكلة في العضلات أو العظام (مثل تضيّق العمود الفقري) عبر تغيير الوضعية أو التحرك. تشمل المؤشرات الأخرى على ضعف تدفق الدم في الأطراف السفلى: فقدان شعر الساقين، تقرحات لا تُشفى في القدمين، وضمور العضلات. إذا كانت المشكلة في مرحلة متقدمة جداً، قد تبرد الأطراف أو يصبح لونها داكناً.

عند معالجة مرض الشريان المحيطي، يقضي الهدف الأول بتخفيف خطر الإصابة بحدث كارثي مثل نوبة قلبية أو جلطة دماغية بسبب الرواسب المتراكمة في الشرايين في أجزاء أخرى من الجسم. لتحقيق ذلك، نشجع الأفراد على تغيير أسلوب حياتهم عبر اتباع حمية تفيد القلب، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، وأخذ الأدوية المناسبة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري.

اتخاذ الخطوات المناسبة

يشمل الجانب الثاني من الرعاية تخفيف ألم الساق. قد تبدو هذه النصيحة غير منطقية، لكنّ الحركة أساسية لتخفيف العوارض واستعادة قدرة الجسم على التحرك. يقول د. بوناكا: {المصابون بمرض الشريان المحيطي يخشون أن يؤذوا أنفسهم حين يمشون. لكن تشير الأبحاث إلى أن الحركة ممتازة كونها تساعد الجسم على التكيف مع وضعه، حتى لو شعر الفرد ببعض الألم». الرياضة تحسّن الدورة الدموية في الساقين ويمكن أن تساعدك على المشي لمسافة أبعد أو لفترة أطول من دون الشعور بالألم.

لبدء برنامج رياضي منزلي، يوصيك د. بوناكا بالتحدث مع الطبيب أولاً والتأكد من أن ألم الساق لديك يرتبط بمرض الشريان المحيطي. تبدأ برامج المشي النموذجية بممارسة المشي لنصف ساعة، مرات عدة في الأسبوع. يوضح د. بوناكا: «امشِ إلى أن تظهر العوارض. توقف لأخذ استراحة ثم استأنف المشي حين تزول العوارض». يُفترض أن تتحسن العوارض مع مرور الوقت، ما يسمح لك بالمشي لمسافة أبعد ولوقت أطول. حين يصبح المشي أسهل، يمكنك زيادة مدة التمرين بخمس دقائق إلى أن تبلغ 50 دقيقة. إذا أوقفت التمارين، قد تعود إلى مستواك السابق سريعاً.

تشخيص

يمكن أن يشخص طبيبك مرض الشريان المحيطي عبر استعمال أداة قياس سريعة وغير مؤلمة: {المؤشر الكاحلي-العضدي}. يقيس الطبيب ضغط دمك في الذراع بالآلة التقليدية ثم يستعمل جهازاً خاصاً لقراءة النتيجة في منطقة الكاحل. حين تكون الأوعية الدموية سليمة، يُفترض أن تبقى النتائج متقاربة. في المقابل، يشير التفاوت الكبير بين نتيجة الذراع والكاحل إلى أن الدم لا يتحرك جيداً عبر الأوعية المتصلبة في الجزء الأسفل من الجسم.

فتح الشرايين المسدودة

إذا سبّبت لك الشرايين الضيقة ألماً شديداً أو هددت سلامة ساقك أو قدمك، قد تحتاج إلى عملية مثل القسطرة أو زرع دعامة لتجديد تدفق الدم. تشير أبحاث حديثة إلى أن خليط التمارين وزرع الدعامة فاعل جداً. ثمة أنواع جديدة وواعدة من الأدوية المضادة للصفيحات والدعامات، وهي تنتج المواد التي تمنع الشريان من الانغلاق مجدداً بعد عملية القسطرة.

back to top