حساءٌ بارد منعش

نشر في 26-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-07-2013 | 00:01
يُقال إن الانتقام طبق يُقدَّم بارداً! أشعر بالأمر نفسه تجاه الحساء، أقله في هذه الفترة من السنة. حين ترتفع حرارة الطقس، تقلّ الأنواع التي يمكن أن تحرك الشهية الواهنة مثل رشفة من الحساء البارد.
أفضل ما في الحساء البارد سهولة تحضيره. يكفي استعمال الطماطم المهروسة والخبز المنقوع والثوم وخضروات متنوعة وزيت زيتون إسباني عالي الجودة كي نحصل على حساء الجازباتشو. ويكفي أن نخلط الأفوكادو مع مرق الدجاج البارد لتحضير طبق شهي بالقدر نفسه.

يمكن تحضير الحساء البارد بمشتقات الحليب بالسهولة نفسها مع أن هذا النوع يبقى أقل شيوعاً (عبر استعمال مخيض اللبن أو اللبن العادي). ونستطيع تحضير الحساء ببساطة كما يُحضَّر الخيار المبروش في اللبن أو أي طبق آخر يتطلب خطوات إضافية. تقلّ الأطباق الأكثر إنعاشاً.

بشكل عام، يمكن تقديم أنواع الحساء هذه كمقبلات. أتذكر أولى دعوات العشاء الفاخرة التي حضّرتُها لأهلي. عملتُ طوال ساعتين لتحضير حساء الكرز الهنغاري الذي ذكره ريتشارد أولني في كتاب «الطاهي البارع» (The Good Cook). كان الطبق شهياً بالفعل: يجب أن ننزع بذور الكرز الحامض ثم نحضّر مرقاً سريعاً مع البذور المحطمة (استعملتُ مطرقة) وعود قرفة وعصير عنب، ثم نخلط جميع المقادير مع الكريما الحامضة ونبرّد الطبق. بدا وكأنّ الجميع استمتع به وحصلتُ على إشادة واسعة.

لكن حين انتهى ذلك الطبق، تبادل الجميع النظرات وترددوا في السؤال عن الطبق الرئيس. فخرجنا لتناول البرغر على ما أظن.

نصائح مهمة

إذا كان ذلك الحساء لا يحل مكان الطبق الرئيس، لا يعني ذلك أنه خفيف. هل يسهل تحضيره؟ طبعاً. لكن يجب التنبه جيداً إلى التفاصيل. لا بد من التحلي بالصبر.

أبرز ما يجب تذكره على الأرجح هو الآتي:

• يكون الحساء الطازج أشبه بمسودة أولية.

• على عكس الحساء الساخن الذي يصبح جاهزاً في العادة فور الانتهاء من طبخه، يجب أن نخصص ساعتين تقريباً لتبريد الحساء قبل تقديمه.

• سنحتاج حتماً إلى تعديل الحساء بعد أن يبرد بالكامل، وذلك عبر تتبيله بشكل دقيق وتعديل تركيبته.

من المعروف أن البرودة تطمس النكهة. لذا قد تحتاجين إلى إضافة كمية من الملح والفلفل وربما بعض الحموضة أيضاً.

• تبّلي الطبق جيداً في البداية ولا تترددي في إضافة المزيد قبل تقديمه مباشرةً.

• في الوقت نفسه، تبث الخضروات سائلاً في بعض الأحيان، ما يخفف سماكة الحساء. على صعيد آخر، يمكن أن تمتص النشويات جزءاً من ذلك السائل، ما قد يجعل الحساء سميكاً ولزجاً. يسهل حل تلك المشكلة عبر إضافة بعض الحليب. لكن من الأفضل دوماً البدء بحساء سميك بعض الشيء، إذ من الأسهل تخفيف الحساء بينما يصعب زيادة سماكته.

تشكّل مشتقات الحليب عاملاً مثالياً في هذه التجارب. على سبيل المثال، اخلطي الفجل وأطرافه البيضاء مع مخيض اللبن والبصل الأخضر وبعض الثوم كي تحصلي على حساء لذيذ (طعم لاذع وحار ومقرمش). رشي قطع الفجل الرفيعة فوقه ثم اسكبي بعض الزيت الأخضر المصنوع من تلك الأطراف الحارة كي تحصلي على طبق فخم بما يكفي لافتتاح حفل عشاء جميل.

• بين الحين والآخر، يمكن أن يشكّل الحساء البارد وجبة كاملة. ابرشي الخيار في اللبن مع كمية من فلفل الجالابينو المبروش والبصل الأحمر المفروم كي تحصلي على مقبّلات. أضيفي الشعير المطبوخ للحصول على عشاء خفيف ومُشبِع. أو أضيفي خليطاً من الشبت، والنعناع، والجوز المفروم، ورشة بابريكا، كي تحصلي على وليمة فاخرة.

back to top