قصيدة: المبشَّرون بالجنة من غير العشرة عبدالله بن سلام

هو بن سلامُ مُحدِّثٌ وصحابي

هو بحر عِلْمٍ في أعزِّ كتابِ

من قينقاع أصولُهُ في يثربٍ

من نسلِ يوسفَ طيبِ الأنسابِ

إسلامُهُ فتحٌ لبابِ حقيقةٍ

فالدينُ للإسلامِ حقُّ صوابِ

واللهُ أرسل عبدهُ ورسولَهُ

بهداهُ يكشفُ كدرَ حُجْبِ ضبابِ

واختارهُ ختماً لكل شريعةٍ

يمحو ضلالاتٍ من الأحقابِ

دخل الحُصَينُ بديننا بسلاسةٍ

من بعد هجرةِ سيد الأحبابِ

إذ كان حِبراً عالماً في قومهِ

مترقباً لقدومهِ بجنابِ

توراتُهُ قد أخبرتْ بصفاتهِ

كنبيِّ خاتمِ رحمةِ الوهّابِ

لمّا رأى وجهَ النبيِّ بدا له

بجلائهِ أنْ ليس بالكذَّابِ

فرِحَ النبيُّ به وأكرمَ قدرَهُ

أسماهُ (عبد اللهِ) ذا الألبابِ



طلب الحُصَينُ من النبيِّ خباءهُ

ينوي اختبارَ مجامع الكُذَّابِ

قالوا بأنهُ سيدٌ في قومهِ

مُتفقهٌ يقظٌ لأيِّ جوابِ

لكنهم من بعد ما قد أُخبروا

بِرشَادهِ قلبوا حديثَ صوابِ

إذ هكذا شأنُ اليهودِ وبُهتهم

في كل عهدٍ سابقٍ الأجلابِ

من بعدها لزِمَ النبيَّ وصحبَهُ

مُتعلِّماً مع زُمرةِ الأنجابِ

التائبون العابدون السائحو

نَ الحامدون لربهم برحابِ

الراكعون الآمرون برحمةٍ

الساجدون بجوف ليلِ ثوابِ

الحافظون عهودَ جلَّ جلالَهُ

لهمُ البشارةُ منه بالأطيابِ

صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

والآلِ آلِ البيتِ والأصحابِ

ما دامتِ الدنيا وما دام السَّنا

في الفجرِ في الآفاقِ فوق سحابِ