المرأة الكويتية... 20 عاماً من التمكين والريادة
تحيي دولة الكويت في 16 من مايو كل عام يوم المرأة الكويتية، ذكرى حصولها على كامل حقوقها السياسية عام 2005 بمحطة وطنية تخلّد مسيرة الإنجاز والعطاء وتكريماً لدورها الريادي في بناء المجتمع ونهضته.
ويأتي هذا اليوم في ذكراه الـ 20 تأكيداً على أن دور المرأة الكويتية لم يكن غائباً في بناء الوطن، بل كانت ولا تزال شريكاً فاعلاً في مختلف محطات التحول والتقدم من التعليم والعمل والمقاومة إلى القيادة والتشريع والابتكار، وأسهمت بإرادة صلبة في ترسيخ دعائم الدولة والمشاركة في صياغة حاضرها ورسم ملامح مستقبلها.
ويمثّل الـ 16 من مايو كل عام يوماً تاريخياً في حياة المرأة الكويتية بما يحمله من رمزية لدورها المحوري في المسيرة التنموية للبلاد والإنجازات المتميزة التي حققتها في شتى المجالات وإسهاماتها الجليلة ومبادراتها الرائدة في مسيرة المجتمع ونهضته.
وتميزت المرأة الكويتية بعطائها المتفاني في مختلف الصعد وجهودها المقدرة في تنشئة الأجيال وتوجيهها، علاوة على تفوّقها اللافت في المناصب التي تقلدتها، بدءاً من الحقائب الوزارية، وصولاً إلى التمثيل النيابي والدبلوماسي والأكاديمي والبحثي.
ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم تعزيزاً وإبرازاً للوجه الحضاري للمرأة الكويتية، خصوصاً والمرأة عموماً، وتأكيداً للدور الإيجابي والريادي الذي اضطلعت به على مدى العقود الماضية ومسيرة عطائها المتواصل في بناء الوطن وترسيخ دعائمه.
ويعود تاريخ الاحتفال بيوم المرأة الكويتية إلى 16 مايو 2005، حين شهد مجلس الأمة الكويتي رسمياً إقرار الحقوق السياسية للمرأة، تتويجا لمبادرة أطلقها أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيّب الله ثراه، انطلاقاً من إيمانه العميق بأهمية دور المرأة وتقديرا لعطائها في نهضة الكويت في مختلف الميادين.
وشهدت انتخابات مجلس الأمة عام 2006 أول مشاركة للمرأة الكويتية ترشُّحاً وانتخاباً، فيما سجلت انتخابات مجلس «أمة 2008» تقدم 27 امرأة بطلبات الترشح، وتمكنت المرأة خلال تلك الانتخابات من حشد أصوات قياسية للناخبين تقدمت بها على العديد من المرشحين.
وفي انتخابات مجلس الأمة عام 2009، حققت المرأة الكويتية إنجازاً تاريخياً في مسيرة الحياة الديموقراطية في البلاد بفوز 4 نساء بمقاعد في المجلس هن د. معصومة المبارك، ود. أسيل العوضي، ود. رولا دشتي، ود. سلوى الجسار من بين 17 مرشحة خضن غمار المنافسة الانتخابية.
وتضم حكومة الكويت الحالية 3 وزيرات هن وزيرة الأشغال د. نورة المشعان، ووزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال الحويلة، ووزيرة المالية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، م. نورة الفصام.
مناصب قيادية
ولا تزال المرأة الكويتية تثبت جدارتها يوما بعد آخر في تولي المناصب القيادية المختلفة وقدرتها الفائقة على قيادة المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، ودورها الريادي في مسيرة التنمية الشاملة بالبلاد.
فعلى صعيد المناصب القيادية، بلغت نسبة تمثيل المرأة وزيرة ووكيلة وزارة ووكيلة مساعدة نحو 28 بالمئة في مختلف قطاعات الدولة عام 2023، قبل أن تتضاعف هذه النسبة في عدد من القطاعات الحيوية، مثل الشرطة والسلك الدبلوماسي وقطاع النفط وفي القضاء.
كما سجلت المرأة الكويتية حضورا لافتا في القطاع الاقتصادي، إذ بلغت نسبة شغلها للمناصب القيادية والإشرافية في بنك الكويت المركزي 54.8 بالمئة وفي الوظائف القيادية والإشرافية بالقطاع المصرفي 23.6 بالمئة، كما تشكّل نسبة 34.1 في المئة من قوة العمل بالبنوك الكويتية.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، حققت نساء كويتيات إنجازات نوعية تمكنَّ فيها من تخطي الحواجز التقليدية والوصول إلى مراتب متقدمة في مجالات الطب والهندسة والبحث العلمي وعلوم الفضاء والتكنولوجيا بفضل الاهتمام الكبير الذي يحظين به من القيادة السياسية الرشيدة.
وتعكس هذه النجاحات أهمية الدور الذي تضطلع به المرأة الكويتية في تحقيق النهضة المجتمعية في ضوء أهداف التنمية المستدامة (رؤية كويت جديدة 2035)، وقد أثبتت قدرتها وكفاءتها شريكا فاعلا في بناء مسيرة الوطن وتنميته في مختلف المجالات.
كما تتواصل نجاحات المرأة الكويتية على المستويين الدولي والإقليمي، إذ اختيرت 6 سيدات كويتيات ضمن قائمة «100 أقوى سيدات أعمال»، وفق تصنيف مجلة فوربس العالمية الصادر أخيراً، فيما حصدت المرأة الكويتية جوائز ومناصب مرموقة في العديد من المجالات شملت الأمن السيبراني والطب وعلوم الفضاء.
وتتصدر الكويت الريادة في منطقة الخليج بتنفيذ المشروع الإقليمي «ورقتي»، الذي يهدف إلى تعزيز حقوق المرأة وتمكينها قانونيا لتحقيق مستوى أكثر ملاءمة من الحماية القانونية لها كضمان لمشاركتها الفاعلة في المجالات المختلفة.