في الصميم: عزاء المقبرة معاناة
عزاء المقبرة في الصليبيخات تحوّل إلى معاناة حقيقية يشتكي منها المعزون وأهل المتوفى على حدٍ سواء، وتبدأ هذه المعاناة منذ دخول المقبرة بسبب زحام السيارات وهي متجهة إلى المدفن ومن بعده إلى الصالة... وما أدراك ما صالة العزاء؟ حيث تسمع القهقهة، والتدخين من دون احترام لمشاعر الموجودين، وخصوصاً أهل المتوفى الذين حينما يبدأون استقبال العزاء، وبينما المحترمون واقفون بالدور لتقديم الواجب، تُفاجأ بالبعض يتعداهم ويتخطاهم بكل صفاقة وقلّة أدب غير ملتزم بالدور، وداساً نفسه بين الواقفين في المقدمة، في تصرُّف غير حضاري، وذلك على الرغم من الترتيبات التي وضعتها البلدية لتتم عملية العزاء بهدوء وبشكل سريع.
كما أن هناك عادة اجتماعية تكاد تختفي بعد وباء «كورونا» أو «كوفيد 19» الذي اجتاح العالم، وكان له تأثير كبير على تغيير كثير من العادات التي تعوّدها الناس، فالآن ورغم انحسار واختفاء هذا الوباء من حياتنا، فإن الكثيرين لا يزالون متأثرين به، وهذا هو أحد أسباب امتناع الكثيرين عن العودة إلى التقاليد الحميدة بتقبّل العزاء في الدواوين، وهو أحد أسباب معاناة المعزّين، ففرصة التعزية لن تتوفر إلا في المقبرة.
كما أن هناك معاناة أخرى وهي فوضوية تكدس السيارات حول صالة العزاء، وهي مشكلة حقيقية، فرغم وجود مواقف كثيرة وكافية لاستيعاب السيارات، فإن هناك من يصر على إقحام سيارته كيفما كان في أقرب مسافة للصالة، وهناك من لا يتورع حتى عن غلق المداخل والمخارج المؤدية للمواقف، ويتسبب في زحام وتأخير للجميع.
المتذمرون من هذا الوضع كثيرون، فما المانع من أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق؟ وما المانع من العودة إلى العرف القديم وهو تقبُّل التعازي في الدواوين؟ وما المانع من تغيير مدخل المقبرة، فيسّروا على خلق الله يسّر الله لكم أموركم.