قصيدة: الحَسن البصري (سيد التابعين، رضي الله عنه)
ابنُ اليسارِ العارفُ الحصرِيْ
التابعيُّ العالِمُ البِصْرِيْ
بمدينةِ الأنصارِ قد ولد الفتى
فرعتهُ أمٌّ ساميَ القدْرِ
مولاةُ أمِّ المؤمنينَ هناك كا
نَ صغيرُها إذ ذاك في الحِجرِ
نشأ الصغيرُ مُزنَّراً بجلالِ بَيـ
ـتِ نبوَّةٍ يزدانُ بالطُّهرِ
من بعدُ كانتْ هجرةٌ للبصرةِ الـ
ـفيحاءِ حيثُ مجالسُ الذِّكرِ
نهَلَ الغُلامُ من العلومِ جليلَها
نهْلاً فصار مُحدِّثَ العصرِ
عرفَ الصحابةَ واستقى في ظلِّهم
وغزا وتلك حقيقةُ الصبرِ
كان الفصيحَ الواعظَ الأسدَ الذي
لم يخشَ أمراً طيلةَ العمرِ
قرعَ النفاقَ بحُجةٍ وشجاعةٍ
بدرايةٍ ودِلالةِ الأمرِ
في مجلسٍ متواضعٍ متنوعٍ
فيه العلومُ تفيضُ كالبحرِ
وله أيادٍ في الفتوحاتِ التي
كانتْ وراء الشمسِ والنهرِ
من بعدها عادَ الهمامُ لدرسِهِ
بالنصحِ والإرشادِ والخيرِ
كم حكمةٍ ومقالةٍ من جَعبةٍ
كانت لديه تفوحُ كالزهرِ!
ظل الحياةَ مؤدياً لرسالةٍ
نحو الرعيةِ صادقَ السَّيرِ
قال الإمامُ موجِّهاً ومعلماً
بالزهدِ والتثقيفِ والفكرِ
هيهاتَ تأخذُكَ الأماني والهوى
والزمْ لباسَ الصوفِ والفَقرِ
كن خاشعاً كن ناظراً في عِبرةٍ
يأتيكَ زادُ الفضلِ والبِشرِ
في حِليةٍ للأولياءِ صفاتُهُ
وكلامُهُ المُنسابُ كالدُّرِّ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
الكاملِ الأوصافِ والبدرِ
والآل آلِ البيتِ عِترتِهِ
والصحبِ أهل الوصلِ والبِرِّ