في الصميم: ولماذا لا نعمل؟

نشر في 05-05-2025
آخر تحديث 04-05-2025 | 20:07
 طلال عبدالكريم العرب

انتشرت دعوة إلى إضراب عالمي لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة، فهي تقول: في اليوم الموافق 2025/5/10، لا تعمل، ولا تشترِ أي بضاعة، ولا تقم بتحويل أي مبالغ، حتى يعلم العالم أنك غاضب من سكوته على حرب الإبادة، إنهم يريدوننا أن نظهر غضبنا، مع أننا أظهرناه، ولا نزال، منذ أول يوم للاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومنذ كارثة 7 أكتوبر 2023 وحتى يومنا هذا.

لا شك في أن هذه الدعوة إنسانية، والأشخاص الذين شاركوا في نشرها لهم تقديرهم واحترامهم، فهم يدعون إلى الوقوف مع أهالي غزة الذين يتعرضون يومياً للقتل والتهجير بسبب وحشية الصهاينة مع تأييد أميركي وأوروبي أعمى، يقابله عناد قاتل للمسلحين الذين يريدون فرض شروط هم أصلاً لا يملكون من أوراقها إلا رهائن لم يعد مصيرهم أمراً مهماً لإسرائيل كما في السابق، فالمهم هو إكمال ما بدأته من خطة الترحيل، ومن ثم الاستثمار، والتي كانوا ينتظرون فرصتها، والتي ما كان لها أن تتم لولا التهور والانقياد لمصالح إقليمية غير عربية.

نقول إن يوم 10 مايو 2025 يوافق يوم السبت، وهو عطلة أسبوعية في كل دول العالم، أي ليس هناك أصلاً دوام، ما عدا طبعاً من يعملون بنظام المناوبة، ولكن فكرة الدعوة إلى عدم العمل، وعدم الشراء ليس لها أي مسوغ، فلماذا لا نعمل لمصلحة بلادنا؟ ولماذا لا نشتري من أسواقنا ومتاجرنا؟ وما الضرر الذي سيصيب الكيان الصهيوني من إضراباتنا؟ وهل سيحرك فيهم شعور الرحمة علينا؟ أو الرجفة منّا؟ ومتى كانت المظاهرات والإضرابات تؤثر تاريخياً على عربدة إسرائيل، أو منعت أميركا من الوقوف في صفها؟

الاعتصامات والإضرابات عن العمل عادة ما تكون من أجل إجبار البلد أو الشركات على تلبية مطالب محددة، وبلدنا الكويت لم تقصّر يوماً في مساندة فلسطين والمقاطعة من أجلها، وحتى أنها أمسكت السلم بالعرض، ما عرّضنا لكثير من المخاطر.

رحم الله شهداء الكويت، وكل شهداء العرب الذين سقطوا دفاعاً عن بلادهم وأمتهم.

back to top