قصيدة: سلمان الفارسي
رامَ الحقيقةَ عينَها سلمانُ
في قلبهِ التصديقُ والقُرآنُ
قطعَ الدروبَ طويلةً ومريرةً
من فارسٍ يحدو به الإيمانُ
بطلٌ من الأفذاذِ عانقَ دينَهُ
من حيثُ لاح الحقُّ والبُرهانُ
تركَ المدائنَ والقصورَ لأهلها
لمدينةٍ ضاءتْ بها الأركانُ
في غزوةِ الأحزاب قال مشورةً
بالخندقِ الحامي فنعمَ بيانُ
حفروا بعزمٍ واندفاعٍ حينما
أفتى النبيُّ الصادقُ العدنانُ
(سلمانُ منّا آل بيتٍ) قالها
محمودُنا العالي لمن قد كانوا
من حولِهِ يتنازعونَ وكلُّهم
أهلٌ له صحبٌ له إخوانُ
كان النبيُّ هناك يحملُ معولاً
وعلى صخورٍ صلبةٍ برهانُ
اللهُ أكبرُ قد أضاءت فارسٌ
ببشارةٍ نبويةٍ تزدانُ
تمَّ الحصارُ لمدةٍ من حولهم
حتى تولَّى وانقضى الأعوانُ
جاءت رياحٌ صرصرٌ جبارةٌ
وأتى على خِيَمِ العدو هوانُ
وتحققتْ رؤيا النبيِّ فنعمَ مَنْ
يروي فيسمعُ قولَهُ الغلمانُ
كيف الحكايةُ ذات يومٍ قد بدت
في بحثه حتى أتاهُ ضمانُ
ليُقَبِّلَ الختمَ الشريفَ بلهفةٍ
وتهللت روحٌ به وجَنانُ
كره الإمارةَ والتبذخَ والغنى
وأحَبَّ عيشَ الزُّهدِ فهْو أمانُ
هذا عليُّ المكرماتِ المرتضى
ولحكمةٍ يدعوهُ يا لُقمانُ
ما أروعَ الإسلامَ في أبنائه!
يا حبذا الإحسانُ والفرقانُ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
ما ضَجَّ تكبيرٌ وصاتَ أذانُ
والآلِ والأصحابِ من أهل التُّقى
فهمُ الذين عهودَهم قد صانوا