قصيدة: القِـناع

نشر في 28-04-2025
آخر تحديث 27-04-2025 | 20:22
 ندى يوسف الرفاعي

لَبِسَ القناعَ تخفيَّاً وسُتورا

مُتبسِّماً للعالمين غَرورا

دفع الزكاةَ وفوقها الصدقاتِ للـ

ـفقراءِ مُحتفياً بها وفخورا

في الحجِّ في العُمراتِ في الـ

ـساحاتِ يسعى بُكرةً وظهيرا

بقيامِ ليلٍ في المساجد عاكفاً

متبتّلاً مُتضرِّعاً مكسورا

ويصومُ في رمضانَ في شعبان في

شوّالَ كلَّ تطوّعٍ مأمورا

مُتنقّلاً بين المجالس ناصحاً

ومُحدثاً مستشهداً مأثورا

تلقاهُ جذلاناً يُهلِّلُ ضاحكاً

ولسانُهُ عسلٌ يفوحُ عبيرا

هو كالملاكِ العذبِ إلا أنَّهُ

في أهله ضبعٌ عَتَا مسعورا

بئسَ التديّنُ والتزلّفُ بئسَ مَنْ

جعل الزكاةَ مع الرِّياءِ عشيرا

وهناكَ أهلٌ ينشدونَ عطاءهُ

وكأنَّ برَّ الأهلِ كانَ نكيرا

يستعطفونَ حنانَهُ ووصالَهُ

في شدّةٍ يرجون ذا توفيرا

يا للنفاقِ وللشقاقِ وللخنا

يا للتصدقِ والتَّشدقِ زورا

في جفوةٍ في قسوةٍ وتعنتٍ

يلقى أُهَيلاً حانقاً مكدورا

أَوَمَا علمتِ بأنَّ خير عبادهِ

مَن بَرَّ أهلاً، واصلاً مسرورا

أَوَمَا علمتِ بأنَّ أوَّلَ واردٍ

لجهنمٍ، اللابسونَ قُشورا

أهلُ النّفاقِ الأشقياء بزيفهم

وجهان لا وجهاً تراهُ بصيرا

ويخادعون اللهَ ناظرهم فما خدعوا

سوى نفسٍ تريد شرورا

أهلُ النفاقِ عقابُهم بجهنمٍ

(في الدَّرْكِ) يجزيهم لظىً وسعيرا

صلَّى الإلهُ على النبي المصطفى

ذمَّ النفاقَ وزيفَهُ المنشورا

إني رأيتُ عجائباً وغرائباً

واللهُ نسألُ راحماً ومُجيرا

back to top