في الصميم: هل إيران عدوة للعرب؟

نشر في 15-04-2025
آخر تحديث 14-04-2025 | 18:24
 طلال عبدالكريم العرب

لا شك في أن معظم العرب يتساءلون عن ماهية العلاقات العربية - الإيرانية، هل هي صحية؟ هل هي جيدة؟ هل النظام الإيراني يريد حقاً تحسين العلاقات مع محيطه العربي، وتحديداً دول الخليج؟ إنه حقيقة سؤال مستحق والجواب عنه واضح لا لبس فيه.

فقد كانت ولا تزال العلاقات مع النظام الإيراني متوترة، بسبب الاعتداءات والأعمال الإرهابية ضد بلداننا التي نفذتها أحزاب وميليشيات مسلحة بالوكالة وخلايا تخريبية، وباعترافاتها العلنية ومنها هيمنتها على أربع عواصم عربية، كانت نتيجتها تحولها إلى دول فاشلة اقتصادياً وتعليمياً وتنموياً، وتحولت إلى دول ضعيفة تدار رسمياً من خارج حدودها.

وتهنئة إيران خلال شهر رمضان لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي مجرد وسيلة لتحسين صورتها. وأعتقد أن حسن النية ليس بالكلام المعسول ولكن بالأفعال، وأولها سحب كل ميليشياتها ومسلحيها من منطقتنا، بدءاً من اليمن مروراً بالعراق وانتهاء بسورية ولبنان، هذا بخلاف الخلايا الإرهابية النائمة في بلادنا، وحسن النية يعني إنهاء كل أشكال الكراهية الطائفية بين شعوب المنطقة.

نقول: السيد ترامب متنمر ومبتز، وبلده هو الذي ساعد الصهاينة على ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين، ولكن ما فعله النظام الإيراني وأذرعه وميليشياته في بلادنا أسوأ وأعظم وأبشع، إن كان من ناحية بثّ روح الفرقة بين العرب تحديداً، أو من حيث الجرائم الوحشية المباشرة كالقتل والتهجير والتدمير، وتعمد تدمير كل ما يرمز للتاريخ العربي الإسلامي المجيد.

واسألوا كل من ابتُلي بلده بهيمنة ذلك النظام، اسألوا السوري واللبناني واليمني والعراقي، اسألوا الإيرانيين، فتلك الكراهية لم تكن بسبب الدعايات الأميركية الصهيونية، ولكنها بسب الأفعال الإجرامية التي مورست في بلادنا، ‏‏‏الأذى من طهران ضد العرب ممتد حتى وصل إلى استخدام الهجمات الإلكترونية الطائفية ضد تاريخهم ورموزهم الدينية.

نقول إن الهجوم على النظام الإيراني أو انتقاده لا يعني أبداً أنه ضد الشعب الإيراني الصديق، فكم نتمنى أن يسود السلام والاستقرار منطقتنا، بدلاً من ذلك التوتر الذي نعيشه منذ خُلق، مما أجبرنا على شراء المزيد من السلاح الأميركي، وألهانا عن القضية الفلسطينية، ونتمنى أن يحذو النظام الإيراني حذو كل دول العالم فيسمح بإقامة مساجد للسنة في طهران، كما نتمنى أن نستفيد نحن والسعودية من حقل الدرة المملوك لنا من دون منغصات.

back to top