قصيدة: عكاشة بن محصن الأسدي
عُكاشةُ كان بَدريّاً رشيدا
ومات مُجاهداً شهماً شهيدا
(أبو مِحصَنْ) شديدُ البأسِ صافٍ
جميلٌ وافرٌ عقلاً وجودا
وأسلم قبل هجرةِ مصطفانا
وأُوذيَ عندما كان العنيدا
وهاجر للمدينة معْ صحابٍ
وعاشَ الأُنسَ والعيشَ الرغيدا
وأكرمهُ النبيُّ بيومِ بدرٍ
بسيف (العونِ) يحملهُ صُعودا
فجاهدَ في سبيل الله دأباً
وأبلَى فارساً حُرّاً عتيدا
وقاتلَ رِدّةً في جيش نصرٍ
سعى ليطيع خالقَهُ المجيدا
فحاربَ للشهادةِ دون وهنٍ
بكل مشاهدٍ شهماً سديدا
فهذي سيرةٌ كَملَتْ جمالاً
لمن قد عاش للأخرى حميدا
رجالٌ قد تلقّوا من نبيٍّ
فعلّمهم من الخيرِ المزيدا
وقد شافوا البطولةَ في فداءٍ
وكانوا حولهُ جبلاً وطيدا
وبعد وفاتِهِ عاشوا بصدقٍ
وقد حفظوا المواثقَ والعهودا
فيا لصحابةٍ غنموا وفازوا
بصحبة مَن كسا الأيامَ عيدا
وبشَّرَ مؤمناً بعظيمِ أجرٍ
وأوعدَ كافراً بأساً شديدا
وحين روى النبيُّ بأنَّ قوماً
إلى الجناتِ ممشاهم صعيدا
ففاز بها عُكاشةُ حين نادى
(أنا منهم) وراحَ بها سعيدا
بشارةُ صادقٍ ونبيِّ حقٍّ
فطوبى يا عُكاشةَ عِش خلودا
وصلَّى اللهُ في الأكوانِ جمَّاً
على مَن جاء مصباحاً فريدا
رسول اللهِ خيرِ الخلقِ جمّاً
وآلِ البيتِ مَن فاقوا الأسودا
وصحبٍ صالحين ذوي خصالٍ
أطاعوا اللهَ وانتهجوا الصعيدا