في الصميم: لنربِّ رجالاً لا غثاءً

نشر في 07-04-2025
آخر تحديث 06-04-2025 | 18:19
 طلال عبدالكريم العرب

نشرت عدة محطات ووكالات إعلام عالمية خبراً لافتاً ومثيراً للاهتمام بأن الصين تخطط لإضافة مادة «الرجولة» إلى مناهجها الدراسية، بدءاً من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة.

هذا التوجه النادر جاء بعد أن لاحظ المسؤولون التربويون أن ذكور هذا الجيل سيصبحون خجولين وأنثويين، وحساسين أكثر من اللازم، مما قد يزيد الشذوذ بينهم، بعد أن ازدادت أعداد الذكور المتشبهين بالإناث.

أتت هذه الخطة في أعقاب تحذير من أحد كبار المستشارين السياسيين في الصين من أن الأمة تعاني «أزمة رجولة» وطنية، ومن تحذير غريب للمستشار الصيني سي زيفو، قال فيه: «لقد أفسدت ربات البيوت والمعلمات الصبية الصينيين»، مُعتبراً أن معالجة هذه القضية مسألة تتعلق بالأمن القومي الصيني، ومُحذراً من أن «تأنيث» الأولاد الصينيين يهدد بقاء الصين وتنميتها.

تتضمن خطة الحكومة الصينية توظيف وتدريب المزيد من الذكور من معلمي الصالات الرياضية، واختبار الطلاب بشكل أكثر شمولية في التربية البدنية، وجعل التثقيف الصحي إلزامياً، ودعم البحث في قضايا مثل تأثير ظاهرة مشاهير الإنترنت على قيم المراهقين.

الباحث المغربي ناصر بوشيبة لاحظ هو الآخر التغيير الحاصل لشباب بلده، وطالب وزارة التعليم المغربية بأن تقوم بإجراء تغييرات في المقررات الدراسية، في ظل «الميوعة» التي تسبَّبت فيها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ساهمت في تفشي ظاهرة الكلام البذيء بين صفوف الشباب، مُحذراً هو الآخر من الخطر على رجولتهم، ومستقبل مجتمعهم.

حتى علماء الاجتماع الغربيون حذروا من هذه الظاهرة الشاذة الأكثر وضوحاً وشيوعاً في دولهم، فقد أصبح نجوم الغرب ومشاهيرهم مثلاً أعلى للشباب، رغم أنهم لا يتحلون بأي قيم أخلاقية وهم يظهرون أمام مُعجبيهم بالأقراط، وبكامل مكياجهم، معلنين زواجهم بمثليين.

إنها فعلاً ظاهرة خطيرة تستحق الدراسة، وأخذ كامل الاحتياط للحد منها. الصين دقت ناقوس الخطر بشكل رسمي، مُحذرة من ضياع رجولة ذكورها، وعلى أمتنا أن تحذو حذوها، قبل أن تقع الفأس بالرأس، فمخرجات التعليم عندنا هي الأسوأ، وأمتنا لا تتحمَّل الأسوأ من ذلك، «فلنربِّ رجالاً لا غثاءً».

back to top