متحف لتاريخ الصحافة الكويتية

نشر في 26-03-2025
آخر تحديث 25-03-2025 | 15:16
الصحافة ركن أساسي من تاريخ الكويت الثقافي وأحد الأوجه المنيرة التي ملأت سماء المنطقة، فلماذا لا يكون هناك متحف للصحافة الكويتية أسوة بالمتاحف المتخصصة كمتحف الفنون والمتحف الإسلامي وغيرهما من المتاحف؟
 حمزة عليان

لماذا لا يكون هناك متحف للصحافة الكويتية أسوة بالمتاحف المتخصصة كمتحف الفنون والمتحف الإسلامي وغيرهما من المتاحف؟

هنا الأرضية صالحة طالما هناك تاريخ طويل يمتد إلى عشرينيات القرن الماضي، وتوجد محطات وأدوات ونماذج ستكون مادة خاماً يُبنى عليها هذا الصرح إذا وجد من يترجم الفكرة إلى واقع على الأرض.

الصحافة ركن أساسي من تاريخ الكويت الثقافي وأحد الأوجه المنيرة التي ملأت سماء المنطقة وعليه سيعطى لهذه المهنة المكانة التي ستتحول إلى ما يشبه «أهرامات الخليج».

وبوجود متحف كهذا سيشكل مصدراً لإلهام العاملين في مجال الإعلام وقد تكون فرصة لإضافة ركن جديد في الصحافة الإلكترونية الحديثة.

وإذا كانت وظيفة المتحف جمع وحفظ وبحث وتواصل وعرض التراث الإنساني وتطوره فهذا ينطبق على الصحافة.

وفي الحالة الكويتية تتوافر كل العناصر الضرورية التي يحتاجها هذا المتحف، يكفي أن تلقي نظرة على ممتلكات ومقتنيات أصحاب المتاحف الخاصة حتى تدرك حجم ونوع المواد المحفوظة لديهم، لكنها مبعثرة.

وقد تكون تجربة إمارة أبوظبي بتجميع الوثائق الأهلية والخاصة عن الإمارة والدولة وهي بحوزة المواطنين والمقيمين، من التجارب الناجحة والتي يمكن الاقتداء بها، من خلال حملة وطنية إعلامية تشترك فيها الجمعيات التعاونية ومؤسسات المجتمع المدني.

وبحسب الدراسات المنشورة يوجد حوالي 15 متحفاً للصحافة حول العالم منها متحف الصحافة في مدينة إسطنبول، وهو من أقدم وأهم متاحف الصحافة في العالم، ويحتوي على تطور التقنيات المتعلقة بالصحافة ويجمع صوراً لصحافيين بارزين، اتخذ من مبنى وزارة التعليم التاريخية مقراً له.

ومتحف آخر في ألمانيا من أكبر متاحف الصحافة في العالم، تعود فكرة إنشائه إلى تاجر التحف الألماني أوسكار فون، الذي اعتبر أن القيمة الثقافية والتاريخية للصحف تتطلب الاحتفاظ بها مصدراً لمعلومات الأجيال القادمة، ولكم أن تتخيلوا أن هذا المتحف يضم 3 آلاف كتاب في علوم وتاريخ الصحافة.

مثال آخر أقرب إلى الكويت هو «متحف الصحف» في جدة، الذي يوثق تاريخ المملكة من خلال الصحف (أنشئ عام 1440 هـ) ويحتوي على 95 في المئة من الصحف السعودية، وكذلك يوجد في العراق، متحف الإعلام العراقي.

خطوة كهذه تصب في النهاية في خانة حفظ وتوثيق ذاكرة الكويت الصحافية، وهي مهمة نبيلة إذا وجدت الطريق لتبنيها، فهل نسمع ونرى ما يخدم هذا المشروع الحيوي كخطوة في سبيل صون تاريخ «صاحبة الجلالة» وما يحيط بها من مكونات مادية وإنتاج فكري؟

back to top