في الصميم: «الابتزاز الترامبي»

نشر في 25-03-2025
آخر تحديث 24-03-2025 | 16:23
 طلال عبدالكريم العرب

السيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، الصديقة والحليفة، ليس فقط متنمراً، بل مبتزّ بامتياز، سواء كان ابتزازاً مباشراً منه، أو من بعض وزرائه ومعاونيه، ويبدو أن الرئيس الأميركي مُصرّ على أن يمثّل دولته العظمى كرجل أعمال وليس كرجل دولة، ولهذا فمن الواضح أنه أحاط نفسه بمجموعة من رجال أعمال شرهين يفتقرون إلى أدنى درجات الدراية بما يجري خارج حدود بلدهم، بدلاً من وزراء محنكين تزخر بهم أميركا لكثرتهم، ولخبرتهم، ولباقتهم، وكياستهم.

إنهم يمنّون علينا بمصاريف تحريرهم للكويت من براثن الغزو العراقي، والذي لا نعتقد أن أحداً سيفزع لنا لو أننا كنا ننتج فجلاً لا نفطاً، ورغم أننا ممتنون لأميركا التي كان لها الفضل الأول - بعد الله - في ذلك، فإن التحرير لم يتم بلا مقابل، وكان المقابل أكثر بكثير من تكلفة التحرير الحقيقية، ومنها إسناد معظم إعادة الإعمار إلى الشركات الأميركية، ومنها شركة بكتل.

ما نلمسه من التصريحات المتلهفة إلى جني المال والمزيد من المال بطريقة تثير الاستهجان، أن وراء ذلك مصالح شخصية فشلت في السابق مع بعض الأشخاص والصناديق يُراد لها تصفية حساباتها الآن، فهناك من يقول إن هناك نَفَساً يعتمل في نفوس البعض بسبب مطالب قديمة رفضت لهم ما بعد التحرير، وقد حانت الآن فرصة تسويتها، سواء كان طوعاً أو جبراً، بعد أن اختلطت المصالح الشخصية بالقومية، وهذا لا يستقيم ومسؤوليات رجال دولة يستجدون أموال الغير، بالترهيب أو بالابتزاز.

هناك من يَمُنَّ علينا بإطفاء حرائق آبار النفط الكويتية، فنقول، وللأمانة فقد بذلت فرق الإطفاء الأميركية تليها الفرق الكندية الجهد الأكبر، شاركتهم في ذلك 27 فرقة من عدة دول، وكان الفريق الكويتي هو الأميز نسبياً، وللعلم أيضاً، فإن كل الفرق المشاركة قد قبضت كامل تكاليف مشاركاتها بالدولار الأميركي.

نقول: كم كان سيصبح راقياً ومقنعاً لو طُرحت علينا، برصانة، مشاريع تنموية استثمارية تفيد أميركا وتفيدنا، بدلاً من تلك المطالب المالية البحتة المستهجنة، وبدلاً من ذلك التنمر والابتزاز الممجوج؟!

ونقول: لا نريد خسارة صداقة أميركا، فهي فعلاً مهمة لنا، كما لا يمكن أن ننسى أنها هي فعلاً التي قامت بتحرير الكويت وإنقاذها من براثن الغزو العراقي، ولكننا في الوقت نفسه، نرفض أن نُبتز، ونرفض أن نُهان، ونرفض أن نُستغفل ونُستغل.

أما أنا شخصياً، فإنني لا أزال أعتز وأفتخر بأنني أحد متطوعي قوات المارينز الأميركية التي شاركت في حرب تحرير الكويت، ممثلاً لقطاع النفط الكويتي.

حفظ الله بلدنا من كل مكروه.

back to top