في الصميم: المتاجرون بمأساة غزة

نشر في 24-03-2025
آخر تحديث 23-03-2025 | 17:36
 طلال عبدالكريم العرب المتاجرون بمأساة غزة هم الرافضون والمكفّرون والمخوِّنون لكل من يتجرأ ويضع إصبعه على مواطن الجريمة التي ارتكبت بحق غزة وأهلها وكل فلسطين، إنهم ينتجون ويصدّرون فتاوى دينية، وتنظيرات شعائرية لإرهاب كل من يتجرأ ويجهر بكلمة الحق فيما حصل ويحصل لغزة ولسكان غزة.

نقول ونُصر على القول بأن المطلوب منا كعرب، بل الواجب علينا أن ندعم ونساعد إخواننا الفلسطينيين، كل حسب مقدرته، ولكننا في المقابل من حقنا أن ننتقد ونلوم، بل ونحاسب ونعاقب من أضر بأمننا وبمصالحنا، وبمن تحالف مع عدونا، كما أنه ليس من حق أي جهة كانت أن تقوم بأي فعل من دون استشارتنا، أو أن تحتكر الرأي الفصل بما حصل وسيحصل لفلسطين، ثم تطالبنا بإنقاذها من ورطتها، وبإعمار ما تسببوا هم في دماره.

ونقول بعيداً عن مزايدات تجار القضية وشعاراتهم الجوفاء بأن فلسطين في أمسّ الحاجة إلى رجل سوي وصريح يضع أصابعه على مكامن الخطأ، بلا مجاملة، فيما حدث ويحدث للفلسطينيين، أمتنا بحاجة إلى عاقل يملك الشجاعة ليعلق جرس الملامة برقبة ذلك المتهور والمستخف بمصير كل فلسطين.



لا يجب بعد اليوم التبرير السمج بأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لأنه ليس هناك أي معركة، بل هناك مجازر ترتكب ضد الفلسطينيين بحجة ذلك الهجوم على دولة مدججة بالسلاح حتى أسنانها، دولة محمية بالتزام صريح ومعلن من أميركا وكل أوروبا، فلا هم، ولا من خدعهم، ولا العرب بقادرين في زمننا هذا على تحرير فلسطين، ولا حتى على وقف الهجمات الوحشية الإسرائيلية ضدهم.

تلك الفعلة جرّت على الفلسطينيين ويلات وكوارث، وجعلت من وحشية إسرائيل مبررة من الغرب، وأضاعت على الفلسطينيين التعاطف الدولي ضد الانتهاكات الإسرائيلية، وقلبت الموازين الإنسانية ضدهم، وأفادت إسرائيل المعتدية بمساندة عسكرية وسياسية ومالية وإعلامية غير مسبوقة، ‏الآن هي، ولا أحد غيرها من يتحمل أوزار المجازر والتهجير وحتى مسح غزة من الخريطة، فهذا ما حلمت به إسرائيل، وهذا ما خطط له الغرب، وهذا ما رمى له من خدعها.

ما يحدث الآن في غزة قتل وحشي متعمد هدفه معلن وهو إفراغ غزة، ومن ثمة الضفة الغربية، وبأي طريقة من أهلها لتنفيذ مآربهم القديمة، ما يحصل في غزة الآن حرب من جانب واحد، تقابلها بيانات فارغة ومحادثات صورية وعناد قاتل لا طائل من ورائه، ليس من ورائه إلا المزيد من الوحشية الإسرائيلية ضد المدنيين وبنية بلدهم التحتية.

الغزيون يُقتلون يوميا بدم بارد، والمقاومة ترد بالبيانات القاتلة، والمؤيدون يزيدون الماء بلّة بتصفيقهم وتهليلهم وتكبيرهم كلما خرج عليهم رجال ملثمون الله وحده أعلم من يكونون، ومن أين خرجوا، وهم بكامل قيافتهم وهندامهم، يترجلون من عرباتهم الجديدة النظيفة، وكأنها خارجة للتو من مصنعها، وليس من تحت أنقاض دفنت الجميع إلا إياهم.

back to top