نسائم الشوق تحملنا للقدس العتيقة في رحلة الأيام السبعة

عودة إلى وطن لم يهجرنا ونحن نمشي بطريق الآلام

نشر في 04-02-2025
آخر تحديث 04-02-2025 | 10:35
نائل البرقاوي من أمام «قبة الصخرة» بساحة الأقصى
نائل البرقاوي من أمام «قبة الصخرة» بساحة الأقصى

رحلة الأيام السبعة الى القدس القديمة، كما يرويها ابن فلسطين، لم يتم التخطيط لها مسبقا، بل جاءت عفوية عندما سأل نبيل، القادم من أميركا برفقة زوجته الشابة دانا: هل بإمكاننا زيارة القدس؟ فنحن لم نرها من قبل؟ أجابه والده: دعني أسأل وأستفسر وسأعطيك الجواب.

وبالفعل تمت الزيارة، وهذا ما نرويه على لسان المهندس نائل البرقاوي كحكايات ووصف ومشاهدات حية لزيارة العمر الى مدينة يخفق التاريخ لها، وتحمل من اسمها وفي صمتها الموجع عبق النبوة والمسيحية واليهودية.

أول اختبار تعرضنا له عند الحاجز الإسرائيلي بعد جسر الملك حسين

كنّا في العاصمة الأردنية عمان نحتفل بعرس ابن أحد الأصدقاء الذي كان له الفضل بجمع شمل الأحباء داخل الوطن العربي وفي المهجر، فاجأني ابني وزوجته بالسؤال عن رغبتهما بزيارة القدس، وبعد الاستطلاع والاستفسار، كان القرار بحزم الحقائب والانطلاق من منطقة طربور، حيث مواقف السيارات والتوجه نحو جسر الملك حسين، بعد أن وضعنا جدولاً بمواعيد الزيارة، واتفقنا مع سائق تاكسي.

خضعنا عند الجسر لتفتيش أمني أردني وتقديم معلومات، مع ما يلزم من كوبون لكل جواز سفر، ثم يأتي باص لينقل الزوار حاملي الجوازات الأميركية والأوروبية، وسط مراقبة شديدة بكاميرات تكشف أدق التفاصيل.

أسئلة أمنية عند الحاجز الإسرائيلي

وقفنا بالطابور للتفتيش على الحقائب وختم الجوازات، وكنّا ضمن أعداد كبيرة من القادمين من جنوب إفريقيا وسريلانكا والهند وإندونيسيا، أتوا لزيارة القدس، وهؤلاء يقصدون المدينة المقدسة قبل أن ينتقلوا الى مكة المكرمة.

وكالعادة، كانت أسئلة الأمن الإسرائيلي محددة وبدقة، من أين أنت قادم؟ ونوع الجواز الذي تحمله، وما إذا كان معك «مواطنة» فلسطينية، والأهم أن ترد على الأسئلة بشكل صحيح ومن دون خداع أو كذب، بعد ذلك يزودونك بورقة تحتفظ بها وتبرزها عند الحاجة.

بـ 100 دولار نقلَنا تاكسي النجمة من الجسر إلى فندق سان جورج بالقدس

ومن ساحة كبيرة، انتقلنا بـ «تاكسي النجمة» وسائق فلسطيني كما حال معظم العمال والسواق الذين يعملون هنا.

الوصول من الجسر الى القدس يستغرق نحو الساعة وبأجرة نحو 100 دولار (350 شيكلاً) عن طريق خاص عبر مدينة أريحا.

العلامات الموضوعة على جانب الطريق العام مكتوبة بثلاث لغات، العربية والعبرية والإنكليزية، ها نحن على أبواب القدس الشرقية، وقبل الدخول نتوقف أمام حاجز عسكري كبير جدا، نجتازه لنصل الى شارع عمرو بن العاص، ثم فندق سان جورج، الذي أتممنا حجوزاتنا به.


بطريركية الروم الأرثوذكس - بطريركية الأرمن الكاثوليك ـ بيت الضيافة بطريركية الروم الأرثوذكس - بطريركية الأرمن الكاثوليك ـ بيت الضيافة

مالك الفندق من مدينة نابلس، ويدعى بشار المصري يديره شخص من مسيحيي القدس، والفندق من المعالم الأثرية بالمدينة، بني عام 1963 من حجر الصخر، يقع في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

فندق «سان جورج» في حي الشيخ جراح مقصد للزور وقد بُني عام 1963 بحجر صخري

بعد استراحة قصيرة وترتيب أغراضنا وحاجاتنا، كانت لنا جولة سيرا على الأقدام بشوارع القدس العتيقة، وخارج السور مررنا بشارع الزهراء، قاصدين واحدا من أشهر المطاعم الفلسطينية في القدس، يُدعى مطعم فيلادلفيا، أصحابه من عائلة الزحيمان، عمره الآن نحو 64 عاما، ويأتي إليه مشاهير السياسيين والفنانين، تزين حوائطه صور تاريخية لزواره، ومنهم الرئيس الأميركي الراحل جيمي كارتر، وشهادات تقدير حصل عليها لتميّزه بالأكلات الفلسطينية والمقدسية، منها أكلة الكوسة باللبن الجميد والعكوب، وكانت وجبة رائعة لا تُنسى زادها متعة الضيافة والكرم الذي يحظى به الزائر من قبل القائمين عليه.

البوابات الثماني

في تلك الليلة، مشينا سيرا على الأقدام، تطالعك اللوحات باللغات الثلاث أينما اتجهت، كانت حديقة القدس أولى المحطات ونحن بشارع السلطان سليم وصلاح الدين ناحية باب الساهرة، وأهل القدس يلفظونها «باب الزاهرة»، حيث «يُنطق حرف السين زايا».

وأسوار القدس القديمة تحتوي على ثماني بوابات تاريخية، هي: باب الساهرة يُعرف أيضا بباب هيرودس، ويقع في الجهة الشمالية من سور القدس، وباب العمود يسمّى أيضا باب دمشق أو باب نابلس، ويُعد من أهم وأجمل بوابات القدس، ويقع في الجهة الشمالية، إلى جانب هذين البابين هناك بوابات أخرى تشمل باب الأسباط ويقع في الجهة الشرقية، وهو الباب الوحيد المفتوح في السور الشرقي للقدس، وباب المغاربة: يقع في الجهة الجنوبية الغربية، بالقرب من حائط البراق، وباب الخليل: يُعرف أيضا بباب يافا، ويقع في الجهة الغربية، وباب النبي داوود يعرف بباب صهيون، ويقع في الجهة الجنوبية، وباب الحديد باب مغلق يقع في الجهة الغربية، وباب الجديد يقع في الجهة الشمالية الغربية، ويفتح على حي النصارى.

مطعم فيلادلفيا عمره 64 سنة يشتهر بالأكلات المقدسية... زاره المشاهير ومنهم الرئيس كارتر

هذه البوابات تؤدي دورا مهما في تاريخ القدس، حيث كانت تستخدم للدخول والخروج من المدينة، وما زالت تحتفظ بأهميتها التاريخية والدينية حتى الآن.

مقاهٍ لم تطُلها العولمة

ومن أجمل ما رأينا تلك المقاهي القديمة التي تمسكت بعراقتها وبقيت محافظة على أصالتها الأولى، وعندما تلتقي واحدا من أبناء القدس يبادرك بالسؤال: انت منين؟ أجبناه نحن فلسطينيون ونحمل جوازات أميركية، هنا بقيت المطاعم ذات نكهة مقدسية لم تطُلها العولمة ولا الأسماء التجارية التي لفت مدن العالم بلا استثناء.

كاميرات أينما ذهبت!

اليوم الثاني كان يوم جمعة، والصلاة في المسجد الأقصى بهذا اليوم أمنية كل مسلم يزور «المدينة العتيقة»، شددنا الرحال وتوجهنا من باب الساهرة الى القدس القديمة، جموع بشرية تتهافت للوصول الى المسجد، كأنك في موسم الحج، ألوف من البشر وصلت من الخارج ومن أبناء المدينة ومن فلسطينيي 1948 والضفة الغربية والزوار (التقديرات بحدود 60 - 70 ألفا).

أكثر من 400 كاميرا تسوّر المنطقة، حواجز يهودية من الرجال والبنات يحملن البنادق، بدت الواحدة منهن أقصر من البندقية، نقطة أمنية مجهزة بشاشات وأجهزة تغطي كل شيء يتحرك.

داخل المسجد الأقصى نشاهد الجنود الإسرائيليين وهم يتحركون ويتجولون بحريّة كاملة الى جانب الحراس المدنيين التابعين لـ «الأوقاف».

قصة أبواب «الأقصى»

يحتوي المسجد الأقصى على عدة بوابات، ولكل منها تاريخ وأهمية خاصة، من بين هذه البوابات باب الملك فيصل، وهو الباب الذي دخلنا منه، ويعرف أيضا بباب الدوادارية، ويقع في الجهة الشمالية من المسجد، وسمي باسم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود لمساهمته في ترميمه، وإضافة إلى باب الملك فيصل، هناك العديد من البوابات الأخرى، ومنها باب الأسباط: يقع في الجهة الشمالية الشرقية، وهو من أبرز الأبواب وأكثرها استخداما، وباب حطة: يقع إلى الشمال من المسجد الأقصى، وهو من الأبواب القديمة، وباب الغوانمة: يقع في الجهة الغربية، وسُمّي نسبة إلى عائلة الغوانمة، وباب المجلس: يُعرف أيضا بباب الناظر، ويقع في الجهة الغربية، وباب السلسلة من البوابات الغربية، وهو يؤدي إلى سوق القطانين، وباب المطهرة: يقع في الجهة الغربية ويؤدي إلى صحن قبة الصخرة، وباب القطانين من البوابات الغربية، يتميز بجمال تصميمه ويؤدي إلى سوق القطانين، وباب الحديد: يقع في الجهة الغربية، ويعرف أيضا بباب أرغون، وباب المغاربة: يقع في الجهة الجنوبية الغربية، وهو أقرب باب إلى حائط البراق، كل باب من هذه الأبواب له دلالاته التاريخية والدينية، ويعتبر المسجد الأقصى بأبوابه المختلفة رمزا مهماً في التراث الإسلامي.

يوم هبّت نسائم الشوق

توزّعنا داخل المسجد الى مجموعتين، الرجال يؤدون الصلاة في المسجد القبلي، والنساء في مسجد قبة الصخرة، والبقية يملأون الساحات الخارجية للأقصى.

استمعنا الى خطبة يوم الجمعة المطولة دعا فيها الإمام أن ينصر أهل غزة، ثم أقيمت بعدها صلاة الجنائز، وصولاً للمناداة الى صلاة العصر قصرا، وبذلك نكون أقمنا الصلوات الثلاث في وقت واحد.

في تلك الأجواء الروحانية هبّت علينا نسائم الشوق الى وطن لا يهجرنا مهما كانت المسافات بعيدة بيننا وبينه، عقدنا العزم ذاك المساء أن نستكمل الجولة في حارات القدس القديمة هنا نستشعر التاريخ منذ الخليقة، ومن لم يحبّ القدس لا يدرك معنى الجمال الذي يفيض من زوايا التاريخ وجلال الإيمان.

شوارع القدس القديمة

مشينا بعد الصلاة في «الأقصى» بحارات القدس الشرقية، وفيها العديد من الشوارع والأزقة التاريخية، ولكل منها طابعه الخاص وأهميته وما يرمز إليه، مررنا بشارع «الواد»، الذي يمتد من باب العمود الى حائط البراق، ويمرّ عبر الحي الإسلامي، ومنه شارع السلسلة الذي يبدأ في المسجد الأقصى ويمتد حتى باب العمود.

توقفنا بشارع الآلام، المعروف بطريق الآلام «via dalorqsa»، وهو طريق ديني يبدأ من باب الأسباط عبر البلدة القديمة ويتتبّع مراحل صلب السيد المسيح عليه السلام، وفقا للتقاليد المسيحية.

هنا في هذه الحارات ثمانية شوارع ليست فقط للتنقل، بل تحمل تاريخا عريقا، صارت جزءا من التراث الثقافي والديني للمدينة، وهي شارع خان الزيت، وهو شارع تجاري مليء بالأسواق والمحال، وشارع الأرمن ويمتد بين باب الخليل والحي الأرمني، ثم شارع النصارى ويمرّ عبر الحي المسيحي، وأخيرا شارع اليهود، ويمتد من حائط البراق حتى باب المغاربة.

وأنت ترصد حركة الشارع والمارة تستوقفك أسماء لمعت في التاريخ الإسلامي والعربي، منها اسم صلاح الدين (محرر القدس)، مكتوب على أحد شوارع المدينة ذات الأبنية التراثية، ومنها مبنى المحكمة المركزية الإسرائيلية في «أورشليم»، كذلك المدرسة المأمونية.

الممرات الضيقة و»العقبات» الثماني

العقبة في سياق البلدة القديمة في القدس تشير إلى الأزقة أو الممرات الضيقة التي تربط بين الشوارع والمباني. هذه العقبات غالباً ما تكون متعرجة وضيقة، وقد تحتوي على درجات أو منحدرات، مما يجعل التنقل فيها تحدياً بعض الشيء، خاصة في المناطق ذات التضاريس المرتفعة أو المنخفضة.

العقبات في البلدة القديمة تلعب دوراً مهماً في تنظيم الحركة داخل الأحياء والأسواق، حيث توفر طرقاً مختصرة تربط بين الأماكن المختلفة. كما أن لها طابعاً تاريخيا وعمرانياً يعكس التراث الثقافي للمدينة، وهي جزء لا يتجزأ من هوية البلدة القديمة، مما يضفي عليها جواً فريداً ومميزاً.

البلدة القديمة في القدس تضم العديد من العقبات، وهي ممرات أو أزقة ضيقة ومتعرجة تمتد بين المباني والأسواق. ومن أبرز العقبات المعروفة:

1 - عقبة السرايا: تقع بالقرب من باب العمود، وتؤدي إلى الحي الإسلامي.

2 - عقبة التكية: تقع في الحي الإسلامي بالقرب من المسجد الأقصى.

3 - عقبة البسطامي: تقع في الحي الإسلامي وتؤدي إلى المسجد الأقصى.

4 - عقبة المفتي: تؤدي إلى الحرم الشريف.

5 - عقبة الخالدية تمتد من باب السلسلة إلى المسجد الأقصى.

6 - عقبة الصخرة» تؤدي إلى قبة الصخرة المشرفة.

7 - عقبة الطاهر: تقع في الحي الإسلامي وتؤدي إلى المسجد الأقصى.

8 - عقبة الشيخ ريحان: تقع في الحي الإسلامي بالقرب من المسجد الأقصى.

هذه العقبات تشكل جزءاً من الطابع العمراني الفريد للبلدة القديمة، وتساهم في ترابط الأزقة والشوارع والمواقع التاريخية والدينية.

أما جبل الزيتون فهو المكان الذي شهد العديد من أحداث حياة المسيح، مثل صعوده الى السماء كما يحتوي الجبل على العديد من المواقع التاريخية واللاتينية الهامة مثل كنيسة صعود المسيح وكنيسة جميع الأمم.


أحد أديرة القدس - مطعم «سيتي فيو» بجبل الزيتون أحد أديرة القدس - مطعم «سيتي فيو» بجبل الزيتون

ويبدو أن الرقم 8 له ما يشبهه من حيث عدد الأسوار والبوابات. وصلنا إلى فرن باب حطة، وهو واحد من أشهر المخابز بالقدس، وفيه «كعك القدس» ذو السمعة الطيبة، ويجبرك للوصول اليه على النزول على درج من الحجر الصخري. تقف أمام صاحب المحل طالبا كعكة، لكن الوقت كان متأخرا. سمع أحد المرتادين الحوار الذي يدور بيننا بعدما اعتذر اصحابه لعدم تلبية الطلب، فقد نفد الكعك تماما، فما كان من الجالس على أحد الكراسي منتظرا طلبه الا ان اهدانا كعكته، متمنيا لنا السلامة.

مجاناً بالصلاة على النبي

خطونا بعض الخطوات، وإذ بدكان فلافل وضع لافتة كتب عليها «مجاناً بالصلاة على النبي»، فالمارة يأخذون نصيبهم دون ان يدفعوا فلسا واحدا وبالفعل قدم لنا كيسا من الفلافل ولم يقبل ان يتسلم ثمنه، بل طلب منا ان نصلي على النبي كوننا لسنا من ابناء القدس (زوار). هذا هو الكرم، ونصحنا ان نذهب الى مطعم ابوزاهر المعروف بصنع الصفيحة المقدسية.

ونحن في طريق «باب حطة» وكنا خمسة أشخاص تناولنا الفلافل المقدسية بشهية وعندما عرف البائع اننا من اهل فلسطين بادرنا بالقول «خليها ضيافة علينا».

لم نشأ أن ننهي الجولة قبل ان نجلس بمهقى النجار. عمره الآن نحو 150 سنة، واشتهر بتقديم القهوة التركية والمقهى لديه «محمصة بن» خاصة به تضاهي محمصة «المعتوق ورحيماني» و»بن بدر» وهذه اكثر المحامص شهرة في المدينة.

مساء ذاك اليوم كان العشاء بمطعم «City view» الذي يتميز بموقع استراتيجي جميل جدا وأنت جالس فيه ترى الأقصى وبيوت القدس القديمة مضاءة ليلا في منظر بديع حقا. هذا المطعم متخصص بالاكلات الفلسطينية ومنها «شوربة الفريكة». عدنا بعدها ليلاً الى فندق سان جورج.

جولة خارج السور

في اليوم الثالث، اصطحبنا شاب فلسطيني متمرس بمرافقة السياح «tour guide»، وطلبنا منه ان نتجول في القدس خارج السور بالسيارة. استمرت الجولة من العاشرة صباحاً إلى الثامنة مساء.

في هذه البلدة القديمة بالقدس العديد من المواقع اليهودية التاريخية «حائط البراق، كنيس الخراب، المتحف الأثري» تجذب الزوار من مختلف انحاء العالم.


أحد أشهر محلات الكنافة المقدسية أحد أشهر محلات الكنافة المقدسية

قطعنا حي الشيخ جراح وجبل الطور وجبل الزيتون وهي أماكن مقدسة للديانات الثلاث، شاهدنا علما اسرائيليا مرفوعا على احد البيوت في حي الشيخ جراح، وعلمنا ان مالكه الفلسطيني باعه الى احد اليهود، لم يمر الخبر هكذا بل انتهى مصير الفلسطيني مقتولاً اثناء ذهابه الى مدينة اريحا.

عدنا الى البلدة القديمة ومشينا كالعادة نحو كنيسة القيامة وهي واحدة من اقدس المواقع المسيحية، حيث يعتقد انها تحتوي على مكان صلب السيد المسيح عليه السلام ودفنه وقيامته، شاهدنا أعمال الترميم التي تجري فيها علما ان كل الطوائف المسيحية مخصص لها اوقات محددة لإقامة القداس، وهناك كنيسة القديس حنا بالقرب من باب الأسباط تعود للعصر الصليبي، وتعتبر مكان ولادة السيدة مريم العذراء.

كذلك يوجد كنيسة للأرمن تسمى «كنيسة دير مار يعقوب» وتقع في الحي الأرمني وتحتوي على كاتدرائية القديس يعقوب، وهي من أهم المواقع الدينية للمسيحيين الأرمن.

دكان «أبوخديجة» والوصايا الثلاث

أبو خديجة، تاجر مقدسي من سكان البلدة القديمة في القدس، يحلم بتحويل عقار قديم رممه بمساعدة جمعية تركية إلى مطعم سياحي يجذب السياح. قام بتوسيع العقار من 100 إلى 400 متر مربع، ليصبح معلماً بارزاً يعكس الطراز العثماني والمملوكي، رغم أن العقار يجذب اهتمام السياح والمستوطنين الإسرائيليين ومسؤولي الآثار.

يواجه أبوخديجة صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لاستكمال المشروع، حيث لم يجد دعماً من المؤسسات المحلية والبنوك التي تضع شروطاً تعجيزية، ورغم العروض المغرية من الجانب الإسرائيلي لاستئجار العقار، يصر أبوخديجة على تحقيق حلمه دون التنازل عن عقاره، آملاً الحصول على دعم مستقبلي لتحقيق مشروعه.

تتردد بين الناس حكاية العرض الذي قدمه له سماسرة عقار وتجار يهود ودفع 44 مليون دولار، وبالرغم من المبلغ المليوني، فقد رفض هذا الإغراء وبيعه أو التنازل عنه، فهو متفان جداً في الحفاظ عليه وحماية المسجد الأقصى.

موقع الدكان أمام باب الحديد بالقدس الشرقية، مما يجعله موقعا مهما وحساسا يوصلك الى حرم المسجد، ويتواجد صاحبه أمامه باستمرار ولا يغيب عنه، الأمر الذي يعتبر رمزاً للصمود والتحدي أمام محاولات التهويد والتعديات التي يتعرض اليها «الأقصى».

صاحب الدكان لديه وصية من والده مؤتمن عليها، ويدعى عماد اسحق أبوخديجة، وهي مكونة من ثلاثة محاور:

الأول: ملعون ملعون إذا فكرت في بيع أي حجر.

الثانية: أي مسلم أو مسيحي أو يهودي يزورك وليس معه فلوس ثمن الطعام، فأعطه دون مقابل.

الثالثة: إذا أردت ان تتبرع فليكن التبرع للأقصى وليس للأوقاف.

back to top