قصيدة: المرور في الكويت

نشر في 19-01-2025
آخر تحديث 18-01-2025 | 18:40
 ندى يوسف الرفاعي هذي الشوارعُ ربكةٌ وزحامُ

كم غصَّ في جنَباتها الأقوامُ

الكُلُّ في عجلٍ يريد طريقَهُ

والكلُّ في أرجائها أرقامُ

خرجوا إلى أعمالهم بحماسةٍ

فأعاقهم ضيقٌ كذا إحجامُ

يمضُون لكن أينما ذهبوا سُدى

ظهرت أمامَ وجوههم أجرامُ

في المركباتِ ترى صغاراً قُيِّدوا

وكبيرَ سنٍ هدَّهُ إيلامُ

وهناك مَن يسعى لأجلِ طبيبهِ

وهناك مرضى أُنهِكوا ليناموا

دربٌ قصيرٌ منتهاهُ دقيقةٌ

لكنهُ حُفَرٌ لها أعوامُ

والسير يطوي وقتنا في يومنا

وهناك ربطٌ ضاغطٌ وحِزامُ

من ثُمَّ في الطرقات كَومُ عجائبٍ

منها عروضٌ كم بها قد قاموا

فمن اليمين، من الشمال تجاوزٌ

والنفسُ لا تدري إلى ما راموا



بنعيقِ أبواقٍ، زئيرِ عوادمٍ

وكأنما بين الأنامِ صِدامُ

في موقفٍ لذوي الإعاقةِ زُمرةٌ

قد أركنوا عرباتِهم وأقاموا

منهم صحاحٌ لم يبالوا لحظةً

بالغير، حيثُ ذواتهم ما لاموا

وهناك مَن موبايلُهُ هو شُغلُهُ

فكأنها سينما بها أفلامُ

وهناك مَن صعد الرصيفَ بلمحةٍ

من حيثُ لا صبرٌ ولا أفهامُ

وهناك مَن ساروا بعكس طريقنا

وهناك مَن برعونةٍ قد هاموا

وهناك مَن كالطيفِ يُسرعُ مارقاً

وكأنما تحت الثّرى ألغامُ

وهناك مَن يجدُ السباقَ سبيلَهُ

وكأنهم في ساحةٍ قد داموا

حفِظَ الإلهُ بلادَنا وعبادَهُ

فلَرمْيُ نفسٍ في الردى لحرامُ

صلّى الإلهُ على النبيِّ المُصطفى

ما أشرقت شمسٌ وغاب ظلامُ

والآلِ والأصحابِ من أهل التُّقى

مَن آمنوا مَن أحسَنوا مَن صاموا

back to top