حسن مصطفى... ناظر مدرسة الضحك (4 - 5)

الدراما تُبعِد الممثل الكوميدي عن السينما 15 عاماً

نشر في 27-03-2024
آخر تحديث 26-03-2024 | 15:44
امتد مشوار الفنان حسن مصطفى على شاشة السينما، وتألق مع نجوم ومخرجين من أجيال مختلفة، وتضاعف رصيده الفني، وخطف الأضواء بأدائه المتميز في أفلام تراوحت بين الكوميديا والتراجيديا، وحقق بعضها إيرادات خيالية، منها «مولد يا دنيا» و«أميرة حبي أنا» و«نار الشوق»، وتوالت رحلته مع الشهرة والنجومية. تحوّل حسن مصطفى إلى ممثل متعدد الأقنعة، وتراكمت خبراته الفنية أمام الكاميرا، وشارك في أفلام مثيرة للجدل، وجسّد شخصية «الفلاح عبدالعاطي» في فيلم «آه يا بلد آه» عام 1986، سيناريو سعدالدين وهبة، وإخراج حسين كمال، وبطولة فريد شوقي وليلى علوي وحسين فهمي وتحية كاريوكا. والفيلم مقتبس من «زوربا اليوناني» للنجم أنتوني كوين، وتدور النسخة المصرية في مرحلة الستينيات من القرن الماضي، وتبدأ بسفر "مجدي" إلى عزبة الباشا لبيع قطعة أرض ورثها وأخوته بعد وفاة والده، ليكتشف أن البلدة يسيطر عليها "الحاج رضوان" ويتحكم في أهلها ويضطهد "فريدة" لتبيع أرضها، وتتصاعد الأحداث. وأثار "آه يا بلد آه" ردود فعل متباينة، ويعد من الأفلام المناهضة لفترة حكم الرئيس الراحل عبدالناصر، وبدأها المخرج حسين كمال في فيلمين سابقين، أولهما "شيء من الخوف" (1969)، بطولة شادية ومحمود مرسي، وثانيهما "إحنا بتوع الأتوبيس" (1979)، بطولة عادل إمام وعبدالمنعم مدبولي.

انخفض مؤشر أفلام حسن مصطفى في التسعينيات، وقدّم فيلمًا واحدًا فقط، وجسّد شخصية “الحاج شكري” في “امرأة واحدة لا تكفي”، قصة عماد الدين أديب، وسيناريو عبدالحي أديب، وإخراج إيناس الدغيدي، وبطولة أحمد زكي، ويسرا، وفيفي عبده، ويونس شلبي، وسماح أنور، وسعيد عبدالغني، وإبراهيم نصر، وعُرِض الفيلم للمرة الأولى في مطلع يناير عام 1990.

واختفى حسن مصطفى عن شاشة الكبيرة لمدة 15 عامًا، لانشغاله بالدراما التلفزيونية، قبل عودته إلى السينما في الفيلم الكوميدي “معلش إحنا بنتبهدل” 2005))، تأليف يوسف معاطي وإخراج شريف مندور، وبطولة أحمد آدم، وأميرة العايدي، ومها أبوعوف، وأحمد راتب، والممثل الأميركي برنت مندنال.

وشارك في فيلمين مع النجم عادل إمام، وجسّد شخصية “جداوي مأمور الضرائب” في فيلم “مرجان أحمد مرجان”، تأليف يوسف معاطي وإخراج علي إدريس، وبطولة النجمة ميرفت أمين، وأحمد مكي، وبسمة، وشريف سلامة، وعُرض الفيلم للمرة الأولى في 4 يوليو 2004 وحقق إيرادات عالية.

اقرأ أيضا

«الفلاح عبدالعاطي» يثير الجدل مع فريد شوقي في «آه يا بلد آه»

وتدور الأحداث حول رجل أعمال ناجح يُدعى “مرجان أحمد مرجان”، لكنه يعاني نقصًا داخليًا بسبب عدم استكمال تعليمه، وهو ما لا يمكن إخفاؤه أو شراؤه بثروته ونفوذه‏، ‏ إلا أن أولاده يقنعونه بضرورة الدراسة ويلتحق بالجامعة نفسها التي يدرس بها أبناؤه، وفيها تبدأ مرحلة جديدة من حياته، ويدخل في سلسلة لا تنتهي من المفارقات الكوميدية.

والتقى مصطفى للمرة الأولى بالنجم العالمي عمر الشريف، وجسّد شخصية “الشيخ بلال” في الفيلم الكوميدي “حسن ومرقص”، تأليف يوسف معاطي، وإحراج رامي إمام وبطولة النجم عادل إمام ولبلبة، وحقق هذا الشريط السينمائي نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وبلغت إيراداته نحو 25 مليون جنيه مصري.

الدادة دودي

وجسّد الفنان حسن مصطفى شخصية “عم مدبولي الفلاتي” في فيلم “الدادة دودي”، سيناريو نادر صلاح الدين وإخراج علي إدريس، وبطولة النجمة ياسمين عبدالعزيز، وصلاح عبدالله، وسامح حسين، وصبري فواز، وجرى عرض الفيلم في 2 ديسمبر عام 2008.

والفيلم مقتبس عن الفيلم الأميركي الشهير “صوت الموسيقى” للنجمة الأميركية جولي أندروز، وسبق تناول فكرته في مسرحية “موسيقى في الجي الشرقي” بطولة سمير غانم، وجورج سيدهم، وصفاء أبوالسعود، وفيلم “حب أحلى من الحب” بطولة محمود ياسين ونيللي.

«مدبولي» يشارك ياسمين عبدالعزيز في اقتباس «الدادة دودي»

وتدور أحداث “الدادة دودي” في إطار كوميدي حول فتاة “نشّالة” تتورط في جريمة قتل، وتهرب إلى الإسكندرية، وتضطر إلى العمل مُربية أطفال لدى لواء شرطة، وفي أثناء ذلك تقابل شخصًا يغيّر حياتها كلها، وتبدأ طريق الالتزام والتوبة.

وتكرّر اختفاء حسن مصطفى عن السينما لمدة أربعة أعوام، قبل أن يظهر كضيف شرف في فيلم “بنات العم” سيناريو هشام ماجد، وإخراج أحمد سمير فرج، وشارك في بطولته أحمد فهمي، ورجاء الجداوي، وصلاج عبدالله، وإدوارد، ويسرا اللوزي، وعرض الفيلم في 26 يناير عام 2012، وبلغت إيراداته حينها 13 مليون جنيه مصري.

«حسن ومرقص» مغامرة كوميدية مع عادل إمام وعمر الشريف

ويدور الفيلم في إطار من الكوميديا الفانتازية، حول ثلاث فتيات “بنات العم” يعشن مع جدتهن في قصر قديم، ويتطلعن إلى بيعه، ويقابلن “عزيز الهانش” ليشتري القصر، فتحاول الجدة منعهن وتحذرهن من لعنة حدثت لأجدادهن، إلا أن الفتيات لا ينصتن لها، فأصابتهن اللعنة وتحوّلن إلى رجال، وتسعى الفتيات لاستعادة القصر، ومحاولة فك اللعنة.


وأسدل “بنات العم” الستار على مشواره السينمائي، وكاد أن يشارك في فيلم “هز وسط البلد” مع النجمة إلهام شاهين، والمخرج محمد أبوسيف، لكنه اعتذر لظروف مرضية، وعرض الفيلم في عام 2014، وواجه انتقادات حادة، لتركيزه على الجوانب السلبية في المجتمع.

مفتش المباحث

وقدّم حسن مصطفى الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة، منها “مفتش المباحث”، وجسّد فيه شخصية “المَعَلِم جمعة” أمام صلاح ذوالفقار، وليلى طاهر، وحسن حسني، وشيرين، ورجاء حسين، وممدوح وافي، وعُرض المسلسل في عام 1979.

والمسلسل من تأليف إبراهيم مسعود وإحراج عبدالله الشيخ، وتدور أحداثه في إطار من التشويق والإثارة حول ضابط الشرطة محيي الشريف (صلاح ذوالفقار) الذي يتنكّر في شخصية “إبراهيم بربش” من أجل فك لغز قضية غامضة.

البحث عن الضحية

وقد شارك حسن مصطفى في مسلسل “وتوالت الأحداث عاصفة” عام 1982، الذي يُعد من أشهر أعماله الدرامية، وجسّد خلاله شخصيتين هما “رستم والبرادعي” وأثارت شخصية “البرادعي” الغامضة فضول المشاهدين حتى الحلقة الأخيرة، وحاز المسلسل نسبة مشاهدة عالية، وفي وقت عرضه، كانت الشوارع شبه خالية في أرجاء مصر والبلاد العربية، وكان الجمهور يردد العبارة الدرامية الشهيرة “أنا البرادعي” التي يقولها بطل المسلسل.

والمسلسل من تأليف إبراهيم مسعود وإخراج حسام الدين مصطفى، وشارك في بطولته الفنان الكبير عبدالله غيث إلى جانب ليلى علوي، وأحمد بدير، وإبراهيم خان، وأحمد توفيق، وأحمد لوكسر، وتدور أحداثه في إطار تشويقي حول “العميد رشدي إبراهيم” الذي يطارد رئيس أكبر عصابات تهريب الذهب، وهو مجرم شديد الذكاء ويُعرف بالبرادعي، وتستمر المطاردة بينهما وسط أحداث درامية غير متوقعة.

«هز وسط البلد» لقاء سينمائي لم يكتمل مع النجمة إلهام شاهين

وفي العام التالي، شارك مصطفى في “البحث عن ضحية”، تأليف نبيل حرك وإخراج فايق إسماعيل، وجسّد شخصية “زكي” أمام جورج سيدهم، وسيد زيان، ونبيلة السيد، وتدور الأحداث في قالب درامي كوميدي، حين يستمع الموظفان “حسن وزكي” لمكالمة هاتفية بين اثنين من المجرمين يخططان لجريمة قتل امرأة تسكن وحيدة وتخبئ صندوقًا من المال داخل شقتها، ويحاول الاثنان البحث عن المرأة وإنقاذها.

أهلا بالسكان

وفي عام 1984، أبدع مصطفى في شخصية “سنطاوي” التي لعبها في إطار مسلسل “أهلا بالسكان”، تأليف فيصل ندا وإخراج عبدالله الشيخ، وشارك في البطولة مجموعة كبيرة من النجوم، منهم حسن عابدين، ورجاء الجداوي، ونجاح الموجي، وسحر رامي، وميمي جمال.

وتدور فكرة “أهلا بالسكان” في اطار كوميدي اجتماعي، حول معاناة “عصفور” الموظف بإحدى شركات المقاولات بسبب سوء الأحوال المعيشية مع أسرته في مسكنهم، ويحاول العثور على شقة جديدة تسعهم جميعًا، ويوافق مدير الشركة على منحه شقة جديدة في إحدى العمارات التي بناها شريطة أن يكون متحملًا للمسؤولية القانونية عن العمارة، خصوصًا بعد وقوع مشكلة بها.

رمضان السكري يكشف كواليس «العيال كبرت»

تحدث الفنان حسن مصطفى، في برنامج تلفزيوني عن ذكرياته في مسرحية “العيال كبرت”، التي حققت نجاحًا كبيرًا، وذكر أن النجم عادل إمام تحدث مع المخرج سمير خفاجي بعد انتهاء عرض “مدرسة المشاغبين” عن أنه يريد أن يقدّم مسرحية بعنوان “شاهد ماشافش حاجة”.

وفي ذلك الوقت، بدأ مصطفى بروفات مسرحية “العيال كبرت” تأليف بهجت قمر وإخراج سمير العصفوري، ولعب دور الأب “رمضان السكري” أمام سعيد صالح، وكريمة مختار، وأحمد زكي، ونادية شكري، والأخيرة قدّمت دور ابنته في المسرحية ولم تكن المرشحة الأولى للدور، بل كانت الفنانة مشيرة إسماعيل، إلا أنها اعتذرت عن عدم تقديم الدور.

كما تحدث حسن مصطفى عن المشاهد التي جمعته بالفنانة الراحلة كريمة مختار، وأنه كان يرتجل معها خلال عرض المسرحية، وترتبك أمامه بشكل كبير كونها كانت تنسى مشاهدها، وأن أغنية “يا رب يخلي بابا”، من تأليف سعيد صالح ويونس شلبي، وكان مشهد سفره إلى الخارج من أفضل المشاهد وأقربها إلى قلبه ويعتز به بشكل كبير.

«أنا البرادعي» أشهر جملة درامية في «وتوالت الأحداث عاصفة»

وشهدت الليلة الأولى من عرض «العيال كبرت» حضور عدد كبير من الجمهور، ورفعت على شباك التذاكر لافتة «كامل العدد»، وخلف الستار كانت تحدث مواقف طريفة بين مصطفى وزملائه، وكان يحب الضحك مع أحمد زكي ويونس شلبي، واستمر عرض المسرحية لشهور طويلة، ولا تزال تحظى بنسبة مشاهدة عالية، حين تعرض على القنوات التلفزيونية.

فؤاد المهندس يطرد زميله أمام جمهور «سيدتي الجميلة»

التقى الراحلان حسن مصطفى وفؤاد المهندس في أعمال فنية عديدة، سواء على الشاشة أو على خشبة المسرح، ودارت في الكواليس مواقف طريفة، لكن الأمر اختلف في مسرحية “سيدتي الجميلة”، فذات ليلة عرض طرد المهندس زميله أمام الجمهور!

وروى مصطفى تفاصيل ذلك الموقف الغريب، حين وقف على خشبة المسرح أمام فؤاد المهندس، ونسي جملة من حواره، وأدرك المهندس نسيانه، وخرج عن النص وقال له بصوت عالٍ: “ابعد عن وشي دلوقت إنت موترني وروح في الجنينة واشرب قهوتك، وفكر لي في حل في مصيبتي”، فقال له “طيب” وخرج مسرعًا.

ومن سوء حظه أن الملقن غاب يومها، فقال لنفسه، إن فؤاد المهندس ارتجل الحوار وخرج عن النص ليذكره بما نسيه، وفي الكواليس أمسك الأوراق واسترجع الجملة التي نسيها وعاد مسرعًا إلى خشبة المسرح كأنه يعانده ويريد البقاء بجانبه، وقال له “إنت تعرف يا كمال إني ما باحبش القهوة”، ومر المشهد بإضحاك أكثر وحب زاد في قلبه لفنان الكوميديا الكبير فؤاد المهندس.

«ابتسامة واحدة تكفي» فيلم من نسختين

التقى الفنان حسن مصطفى النجمين يسرا ونور الشريف في أعمال فنية عِدة، منها “غريب في بيتي” (1982)، تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف، و”امرأة واحدة لا تكفي” (1990)، تأليف عمادالدين أديب وإخراج إيناس الدغيدي، وكان لقاؤهم الأول في فيلم “ابتسامة واحدة تكفي” عام 1978، تأليف مصطفى بركات وإخراج محمد بسيوني.

وشهد الفيلم ظاهرة غير مسبوقة، وعُرِض من خلال نسختين، الأولى بالأبيض والأسود، والثانية بالألوان، ويُرجّح أن صنّاع الفيلم أرادوا إضفاء أجواء رومانسية على هذا الشريط السينمائي، واستعادة أصداء سينما الخمسينيات والستينيات، لا سيما أفلام المخرج عزالدين ذوالفقار، منها “بين الأطلال” قصة يوسف السباعي و”نهر الحب” (1960) قصة يوسف عيسى، و”الشموع السوداء” (1962) تأليف ضياء الدين بيبرس.

وجسّد الفنان حسن مصطفى في “ابتسامة واحدة تكفي” شخصية “حمزة” أمام يسرا، ونور الشريف، ومصطفى فهمي، ويدور الفيلم حول لقاء “أميرة ومصطفى” أثناء تواجدهما في بعثة خارج البلاد، ويعدها مصطفى بالزواج فور عودتهما، وتمر سنوات في انتظار رسالة من مصطفى كي يفي بوعده، وتعيش على حلم الانتظار لقادمٍ لا يأتي.

نجم الكوميديا مذيع «من غير كلام»

ارتبطت ليالي شهر رمضان بالذكريات الجميلة، والتفاف الأسر حول شاشة التلفزيون العامرة بالبرامج والمسلسلات الدرامية، ويعد برنامج “من غير كلام” من كنوز التلفزيون المصري، ومن أشهر برامج المسابقات والترفيه والكوميديا الذي عُرض في تسعينيات القرن الماضي، وكان يقدمه الفنان الراحل حسن مصطفى.

وكانت حلقات البرنامج تُذاع يوميًا عقب الإفطار، وأغلبها برامج مسابقات بين النجوم، ومنهم فريق السيدات سهير البابلي، وليلى علوي، وميمي جمال، وإسعاد يونس، وسهير زكي، وفريق الرجال النجم فريد شوقي، ويونس شلبي، وأبوبكر عزت، وحسين الشربيني، ومحمود القلعاوي، والمطرب علي الحجار.

وقد أُنتِج برنامج “من غير كلام” في عام 1991، وعُرِض في شهر رمضان في العام ذاته، وكان إنتاج آخر موسم منه في عام 1995، بعد أن أنهى حسن مصطفى عقده مع التلفزيون المصري، وبدأ الفنان سمير صبري بتقديم برنامج مشابه بعنوان “بدون كلام”.

وقامت فكرة البرنامج على مسابقة بين فريقين أحدهما من الفنانين والآخر من الفنانات، وخلف المذيع وضعت لوحتان يدويتان تتغيّر عليها نتيجة كل فريق، ويختار المقدم سؤالًا ليقوم عضو من أي الفريقين بتمثيله تعبيريًا أو بلغة الإشارة من دون كلام لبقية أعضاء فريقه، يكون السؤال إما عن اسم مسرحية أو فيلم أو شخصية مشهورة في أي مجال من مجالات الفن والمعرفة أو اختيار مثل شعبي يقوم الفنان بتمثيله، وانتشرت تلك اللعبة في الكثير من المناسبات الترفيهية، سواء في مصر أو العالم العربي.

back to top