قصيدة: سلسلة أمهات المؤمنين 9 - السيدة صفيّة بنت حُيَيّ رضي الله عنها

سُبِيَتْ فكان العتقُ خيرَ صَداقِ

لزواجها من صفوةِ الخلَّاقِ

ها خيبرٌ خربتْ وساءَ صباحُهُم

أبْغِضْ بكلِّ مكابرٍ مُنساقِ

ها خيبرٌ خربتْ وفيها قومُها

أُسِروا عُقَيبَ خيانةِ الميثاقِ

فبنو قُريظةَ والنضيرِ وقَيْنُقاعٍ

نقضوا بُنودَ العهدِ بعد وثاقِ

شأنُ اليهودِ بكلِّ عهدٍ قد مضى

في الزورِ والبُهتانِ والإزهاقِ

وعَدَ الإلهُ المؤمنينَ مَغانمًا

قد عُجِّلتْ في خيبرٍ بطِباقِ

كانتْ صفيَّةُ ذاتَ عقلٍ راجحٍ

نعمَ الحفيدةُ من بني إسحاقِ

فاختارتِ اللهَ العزيزَ بحِكمةٍ

ورسولَهُ المحمودَ في الآفاقِ

من قبلِ ذلكَ، والمنامُ بِشَارةٌ

رأتِ النبيَّ بحُلمِها البرَّاقِ

فكأنما قمرُ السماءِ بحِجرِها

ولذاك آذنَ زوجُها بشِقاقِ

لمَّا رأتْ قصَّتْ عليه منامَها



فأجابها بالعُنفِ والإقلاقِ

إذ إن رؤياها تُعبِّرُ هكذا

عما تمنَّتْ من زكيِّ تلاقِ

مع خيرِ خلقِ اللهِ سيدِنا الذي

هو مَن أزاحَ الليلَ بالإشراقِ

فبرغمِ كلِّ عداوةٍ من قومها

صلَحتْ صفيةُ ربِّها الرزاقِ

وتعرَّضتْ لمشاكلٍ من غَيرةٍ

فشكتْ لسيدِنا النبيِّ الراقي

إذ ذاك علَّمها النبيُّ بأنها

زوجُ النبيِّ كريمةُ الأعراقِ

كانت سليمةَ فِطرةٍ وسريرةٍ

لم تعرف السوأى وغدرَ نفاقِ

كانت مثالًا في الوداعةِ، عندها

ورعٌ فضيلٌ صادقُ الإغداقِ

عاشتْ بمدِّ يدٍ وعفوِ تجاوُزٍ

عُرفتْ بكثرةِ دمعِها المِهراقِ

صلى عليكَ اللهُ يا نورَ الهدى

يا سيِّدًا في العلمِ والأخلاقِ

يا مَن أضأتَ الكونَ من أم القُرى

بالنورِ والآلاءِ والإشفاقِ