في الصميم: «تعديل المسار» الطريق إلى التجديد

نشر في 10-01-2024
آخر تحديث 09-01-2024 | 19:24
 طلال عبدالكريم العرب

لن نبالغ إذا قلنا إن ردة الفعل الشعبية المرحبة والمتفائلة لاختيار صاحب السمو الأمير مشعل الحزم سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، كانت ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الكويت، لمعرفتهم بمعدن الرئيس الجديد المناهض للفساد، فهذا الاختيار أراح وأفرح الكثيرين من شرفاء الكويت، وأزعج القليلين ممن ارتكبوا جرائم حقيقية في حق الكويت وشعبها.

الحمل على الرئيس الجديد سيكون ثقيلا، لكننا لن نشك ولو للحظة بأنه قادر على حمله، لأنه لن يكون وحيدا في طريق الإصلاح وتعديل المسار، وليتأكد بأنه سيجد الكثيرين من الكويتيين يؤازرونه، ويعينونه على إنقاذ البلد من الفساد والمفسدين، والراشين والمرتشين، والمزورين والمزدوجين.

سمو الأمير قال كلمته الحاسمة الحازمة بأن السلطتين التنفيذية والتشريعية ارتكبتا أخطاء سياسية وتشريعية فادحة على مدى سنوات طويلة، فأضرتا بالكويت ضرراً فادحا، حتى وصل الأمر أن من ليس لديه علاقة بأحد نوائب الأمة، أو بمتنفذ فاسد، سيجد جميع الطرق مسدودة في وجهه، فلا تعيينات ولا ترقيات ولا علاج في الخارج إلا بواسطة لن تكون من نصيبه، وسيعاني الأمرّين قبل أن تنجز له أي معاملة، وهذا فتح باب الرشوة التي استفحلت، والتزوير الذي وصل الى حد الخطر الذي هدد أمن الكويت، إنها حقائق معيشة.

عجلة التنمية متوقفة منذ سنوات طويلة، والمخرجات التعليمية متدنية الى حد كارثي، الفساد والرشوة والتزوير أصبحت ظواهر وبائية، ميزانيات الدولة الغنية تعاني عجزاً ليس له تفسير إلا الفشل الإداري وسوء التدبير وهدر الأموال، استسلام حكومي بيّن وغير مبرر أمام متطلبات نيابية شعبوية ليس لها نهاية، تشريعات سيئة لمجالس أمة متعاقبة، كثيرة لكن معظمها قوانين ومقترحات مضرة ومكلفة، معظمها يدغدغ مشاعر الناخبين من دون النظر الى مصلحة الأمة ومستقبل أجيالها، كلٍ يدلي بدلوه وكأنه سيخوض انتخابات جديدة ستأتي إن عاجلا أو آجلا، لا مشاريع تنموية حقيقية ولا حكومة قوية جادة تملك الخبرة والعزم.

حتى الاستجوابات المفترض أن يكون هدفها تعديل أخطاء الحكومة، اُستغلت أبشع وأسوأ استغلال، بعد أن حولّها أصحابها الى أدوات ابتزاز وتمصلح شخصي، وطريق الى الثراء السريع غير المشروع، وتحولت بعض الاستجوابات الى مزادات يستفيد منها المؤيد والمعارض، كل حسب سعره، وأقرب مثال على ذلك انتشار ظاهرة القبيضة المدمرة، التي حولت نوابا من مطلوبين للبنوك الى أصحاب ملايين، وطبعا اللوم الحقيقي يقع على الحكومات المتعاقبة بلا استثناء، فهي من سهّلت طريق الاسترزاق النيابي، وهي من أوجدت ظاهرة القبيضة.

شراء النوائب القبيضة ليس بـ«الكاش» فقط، فهناك طرق عديدة وكثيرة لرشوتهم، كتوزيع أراضي الكويت وسواحلها من جواخير ومزارع وشاليهات، أو تقلّد مناصب وترقيات لمن يعزّ على «جنابهم»، أو تمتع ناخبيهم المقربين منهم بسفرات سياحية، إنها طريقة فاسدة لشراء ولاءات تصب في مصلحة مسؤولين وحيتان فاسدين مفسدين، إنها رشوة محرمة لمسؤولين ونوائب أمة خانوا بلدهم، ونكثوا عهدهم وقسمهم.

الكويت تقهقرت كثيراً عن الركب، وضاعت عليها كثير من الفرص التنموية والاستثمارية، وبعون من الله سينتشلها مشعل الحزم، وساعده الأيمن محمد التجديد، وستعود كما كانت واحة تنوير وانفتاح وحريات شخصية بعيدا عن أحزاب التزمّت الذين حولوا بلدنا إلى قندهار العرب.

back to top