في الصميم: الصهاينة نازيون
«النازية» مصطلح اعتمده هتلر، وهو يعني العنصرية البحتة والمتشددة ضد الأعراق الأخرى، وعلى علو وتميز جنس بشري بعينه عن سائر الأجناس، وعلى أساس هذا المعتقد قامت النازية الألمانية بقمع ومحاولة إبادة أعراق اعتقدت أنها أدنى منها، مدّعية أن عرقها وحده المتفوق على سائر البشر، فشكّلت تلك المعتقدات والأفكار المتزمتة جميع جوانب الحياة اليومية والسياسية في ألمانيا النازية.
أما «الصهيونية» المشتق اسمها من جبل صهيون في القدس، فهي أيضاً حركة سياسية أيديولوجية عرقية متطرفة أسسها اليهودي النمساوي تيودور هرتزل، هدفها إقامة دولة عنصرية لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله، مدعين أنهم شعب الله المختار، أي كالنازيين، ولكن الله هو من اختارهم.
فهم والنازية وجهان لعملة واحدة، فالصهاينة أيضاً قاموا باستخدام العنف والتصفية العرقية ضد الشعب السامي العربي الفلسطيني، وأجبروا الملايين من أصحاب الأرض على النزوح خارج وطنهم، ومنعوهم من حق العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم، وعاملوا الفلسطينيين بمثل ما عاملهم به النازيون.
ولتمكين الصهيونية من احتلال فلسطين، فقد استمالوا إليهم الغرب الاستعماري أصلاً، مدّعين أن الصهيونية هي «حركة لإعادة شعب مضطهد مقيم كأقليات في مجموعة متنوعة من الدول إلى وطن أجداده»، مستغلين عاطفياً محرقة الهولوكوست في إقناع الغرب واليهود في الشتات بأفكارهم بدعوى المظلومية لإقامة دولتهم الصهيونية في فلسطين، وتم لهم ما أرادوا بانتزاعهم وعد بلفور المشؤوم.
الصهاينة ادّعوا أن الهولوكوست كان إبادة جماعية لليهود فقط، وأن عدد ضحاياهم منها كان ستة ملايين، لكن حقيقة الأمر أن ضحايا الهولوكوست لم يكونوا من اليهود فقط، فقد قتل النازيون ملايين غيرهم من البشر لا علاقة لهم لا بالسامية ولا باليهودية، ومنهم الغجر وذوو الإعاقة، أما أكثر من قتلوا فهم الروس، فقد قدّر عدد من أبيدوا منهم بأكثر من 25 مليون إنسان.
فالصهاينة احتكروا مأساة الهولوكوست لنفسهم كما احتكروا مصطلح «اللاسامية» أو «عداء السامية»، رغم أن العرب ساميون قبلهم، ليبتزوا بالمصطلحين العالم الغربي على وجه الخصوص، ونجحوا في ذلك مستغلين الهيمنة الإعلامية والاقتصادية والسياسية.
الصهاينة الذين احتلوا فلسطين بمؤامرة إجرامية وخبيثة من الغرب وعلى رأسهم بريطانيا، يمارسون ما ادّعوا اضطهاد النازية لهم، وما يفعله الصهاينة الآن في فلسطين جريمة وحشية تفوق ما فعله بهم النازيون، إنهم ينتقمون من الأمة العربية التي آوتهم بعد أن اضطهدهم الغرب، أما الغرب فجريمتهم أعظم، لأنهم هم من أوجدوا إسرائيل، وهم من أمدوهم بالمال والسلاح والمال لقتل الأبرياء أصحاب الأرض.
الصهاينة الآن هم نازيو هذا العصر، أيديهم وأيدي الغرب، وبريطانيا تحديدا، ملطخة بدم الأبرياء، فما يفعله الصهاينة في فلسطين قتل جماعي ومذبحة ضد الفلسطينيين لجرم لم يقترفوه، وكأنهم كانوا ينتظرون فرصة سانحة لابد وأنهم خططوا لها، فقدمت لهم على طبق من ذهب، وكأنهم كانوا يعلمون.
إسرائيل مصيرها محتوم، وهي لن تفلت بفعلتها الإجرامية، فثأر الأيتام والأرامل سيلاحقهم إلى أن يأخذوه منهم، إنه هو وعد الله الحق، وكان وعد الله مفعولا.