بريرة

نشر في 07-05-2023
آخر تحديث 06-05-2023 | 18:40
 ندى يوسف الرفاعي

ويلٌ لمن قد قال: إن نبيَّنا

ذو الرحمةِ المُهداةِ، لا ما ينفعُ

عن جابرٍ أن الرسولَ وآلَه

كانتْ لديهم خادمٌ تستنفعُ

هذي بريرةُ لم تُغطِّ شُعيفةً

فتعرَّضَ المَلسونُ والمُتنطِّعُ

وأشارَ أن غطِّي شُعيفاتٍ بدتْ

فمحمدٌ لن يفتديكِ، ويشفعُ

ذهبتْ فأخبرتِ النبيَّ بما جرى

إذ ذاك جرَّ رداءهُ يتقلَّعُ*

غضبًا فقال: ألا أحدِّثُكُم بما

فيه البيانُ لأمَّةٍ تتضرعُ

إني رسولُ اللهِ مَن كانت له

صفةُ السيادةِ، والمقامُ الألمعُ

لا فخرَ إني في القيامةِ شافعٌ

ومُكَرَّمٌ بإجابةٍ ومُشَفَّعُ

راعي لواءِ الحمدِ تحت ظلالهِ

وأنا نبيٌّ خاتمٌ ومُشَرِّعُ

ما بالُ أقوامٍ بزعمٍ باطلٍ

قالوا بأن شفاعتي لا تُرفعُ؟!

هذا الذي قد جاء من نهجِ الهدى

من فيضِ نورٍ شعَّ، لا يترفَّعُ

هذا رسولُ الله ذو القول الرضا

أما المُعارِضُ قولُهُ لا يُسمعُ

ما كان للسُّفهاءِ أن يتنمَّروا

هم دون ذلك قيمةً ليُشَرِّعوا

كم أحدثوا في الدينِ من أقوالهم!

كم نفَّروا بسياقهم وتضعضعوا!

فمحمدٌ هو والدٌ ومُعلِّمٌ

ماحي الظلامِ هو النبيُّ الأشجعُ

ومحمدٌ هو نورُنا وسرورُنا

ما قال قولًا زائغًا يتزعزعُ

هو صادقٌ في الأولينِ وصادقٌ

في الآخرين ورحمةً وسَمَيْدَعُ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

هذا إمامُ الخلقِ وهو الأرفعُ

والآلِ والصحبِ الكرامِ فإنهم

نصروا النبيَّ بهمَّةٍ لا تهجعُ

صلى عليه اللهُ في كل الدُّنا

وله الوسيلةُ والفضيلةُ موضعُ

* يتقلع: صفة مشية النبي صلى الله عليه وسلم. «قَوله: (تقلع) أَي: كَانَ قوي المشية، يرفع رجلَيْهِ مِن الأَرْض رفعا بَائِنا بِقُوَّة، لَا كمن يمشي اختيالا، وَيُقَارب خطاه تنعما» انتهى. من «شرح السنة». وروى الترمذي (3638) عن علي رضي الله عنه قال: «كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ، كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ».

وَالتَّقَلُّعُ: الِارْتِفَاعُ مِنَ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ، كَحَالِ الْمُنْحَطِّ مِنَ الصَّبَبِ، وَهِيَ مِشْيَةُ أُولِي الْعَزْمِ وَالْهِمَّةِ وَالشَّجَاعَةِ.

back to top