قصيدة: «ثم قست قلوبكم»

نشر في 09-04-2023
آخر تحديث 08-04-2023 | 16:49
 ندى يوسف الرفاعي قست القلوبُ فيا لها من فاقرهْ

صارت كمثلِ حجارةٍ متناثرهْ

فمن الحجارة ما تفجّرَ ماؤها

وانشقت الأنهارُ فهي السائرهْ

ومن الحجارةِ ما تخشّعُ خاشياً

لله في أحوالها المتواترهْ

أما القلوبُ فموتُها بقساوةٍ

بجحودها بمشاعرٍ متنافرهْ

بذنوبها وببُعدها عن ربها

بصدودها عن فِطرةٍ ومُكابَرهْ

بعقوقِها بتعنُّتٍ وتراكُمٍ

للرانِ عبر سنينِهِ، ومُشاجرهْ

وبنقضها ميثاقها وبتركها

ما طولبت به من مثانٍ ذاكرهْ

فالمُضغةُ الملساءُ عند جفائها

تُمسي كصخرٍ جامدٍ في حافرهْ

فاخفض جناحك لا تكن متعجرفاً

واعقد على باب الكريمِ متاجرهْ

كن طَيِّعاً مُتسامحاً مُتبسماً

فاللهُ يسكنُ في القلوبِ الطاهرهْ

لَيِّنْ فؤادَك بالتواضعِ إنه



سِمَةُ الكرامِ أولي القلوبِ الجابرهْ

وامسحْ على رأس اليتيمِ وكن له

عوناً على عُسرِ الظروفِ القاهرهْ

زُرْ كلَّ آنٍ آيساً مستوحشاً

في دارِ عجزٍ في سنينٍ صابرهْ

أو شاكياً متوعكاً أو مُضمناً

في الحجزِ ينتظرُ النفوسِ الزائرهْ

وانظر إلى الأقوامِ في أحوالهم

وأعن المَدينَ على الحياةِ العاثرهْ

أنفِقْ لوجهِ اللهِ في حالٍ خفيْ

فاللهُ يعلمُ سرَّنا كالجاهرهْ

والقلبُ بيتُ الربِّ جل جلالُهُ

فافهم هُدِيتَ إلى نعيمِ الآخرهْ

وصلاةُ ربي والسلامُ على الهدى

طه شفيعِ الخلقِ يومَ الحاشره

وسلامُ ربِّ على النبيِّ المصطفى

بركاتُهُ في كل آنٍ هادره

والآلِ آلِ البيتِ من أهلِ التقى

أنوارُهم مثلَ النجومِ الزاهره

وصحابةٍ من بعدهم في عونهم

نصروا النبيَّ بهمةٍ ومُثابره

*بحر الكامل – شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي

back to top