قصيدة: اليمَن *
قد جاءَ أهلُ الفقهِ والإيمانِفالفضلَ نالوا، واليقينُ يماني
وأرقُّ أفئدةً وألينُ فطرةً
زانوا وحُلُّوا من كريمِ معانِ
الصادقون مُصدِّقون لما أتى
من عند هادي الأمّةِ العدنانِ
دخلوا بدينِ اللهِ أفواجًا كما
مدحَ النبيُّ دخولَهم بأمانِ
إسراعهم لهدايةٍ كانت لهم
سببًا لشدة كفّةِ الرُّجحانِ
هم سابقونَ لشربِ حوض المصطفى
باليُمن والبركاتِ كالأعيانِ
هم أوَّلُ الحُجَّاجِ بعدَ سماعِهم
قولَ الخليلِ وقد دعا بأذانِ
أهلُ الأمانةِ والفصاحةِ إنهم
أُسدُ الإلهِ الواحدِ الديَّانِ
أهلُ المصانعِ والمعارفِ والنُّهى
ولهم ببابِ المحسنينَ يَدانِ
أهلُ العبادةِ والسعادةِ والغنى
بالله ذي الملكوتِ في الأكوانِ
أهلُ السكينةِ والوقارِ مع الهدى
أهلُ البسالةِ هُم إلى الميدانِ
أهلُ الفضائلِ والمآثرِ قد حظوا
بدعاءِ نورِ الأمةِ الرباني
وخيارُ أهلِ الأرضِ بعد نبيِّهم
والآلِ والأصحابِ في الميزانِ
تاريخُهم زمنٌ عريقٌ زاخرٌ
(سبأٌ) و(قتبانٌ) ذوو الأركانِ
في حضرموتَ حضارةٌ من (حِميَرٍ)
وبها ممالكُ من (معينٍ) ثانِ
با (كربُ) كان هناك أوّلَ مؤمنٍ
بنبيِّنا، من قبله بزمانِ
(بلقيسُ) في الأنحاءِ تُحيي مجدَها
والهدهدُ الرحَّالُ في الإيوانِ
نزَلَ الكتابُ بآيةٍ بخصالهم
في حبِّ قومٍ للعظيمِ الشانِ
أزكى الصلاةُ على النبيِّ المصطفى
من عندِ ربٍّ خالقٍ رحمنِ
والآلِ والصحبِ الكرامِ، فإنهم
ساروا على الدربِ القويمِ بآنِ