قصيدة: الخِيران *

نشر في 08-12-2025
آخر تحديث 07-12-2025 | 17:28
 ندى يوسف الرفاعي بَادِرْ بِصُحْبَةِ فِكْرِكَ الْحَيْرَانِ
فِي رِحْلَةٍ لِمَعَالِمِ (الْخِيْرَانِ)
أَطْلِقْ لِعَيْنَيْكَ الْعَنَانَ بِنَظْرَةٍ
لِلْأُفْقِ نَحْوَ الْمَاءِ وَالرُّكْبَانِ
هِيَ قَرْيَةٌ بِجَنُوبِ دِيرَتِنَا زَهَتْ
مَا بَيْنَ (خَوْرَيْنِ) مِنَ الْخِلْجَانِ
فَهُنَاكَ تَلْقَى النَّاسَ فِي فَرَحٍ وَفِي
أُنْسٍ وَقَدْ تَرَكُوا هُمُومَ زَمَانِ
وَاسْتَمْتَعُوا بِإِقَامَةٍ مَأْمُونَةٍ
فِيهَا فَقَدْ شَهِدُوا جَمِيلَ مَكَانِ
وَتَنَقَّلُوا بِنَهَارِهِمْ فِي فُسْحَةٍ
مَا بَيْنَ (شَالِيهٍ) وَبَيْنَ مِرَانِ
مُتَنَزِّهِينَ مُنَعَّمِينَ وَقُرْبُهُمْ
سُفُنٌ تطوف بخفةِ الجْذلانِ
فِي الْفَجْرِ يَبْدُو الْكَوْنُ مُبْتَسِماً لَها
لِلنُّورِ وَالْآمَالِ وَالْأَوْطَانِ
فِي اللَّيْلِ يَعْلُو الْبَدْرُ مؤتلقَ الخُطا
كَيْمَا يُحَيَّي جُمْلَةَ السُّكَّانِ
بِمُجَمَّعٍ مُتَكَامِلٍ وَمُهَيَّأٍ
لِكِبَارِنَا وَصِغَارِنَا سِيَّانِ
زُوَّارُهُ وَضُيُوفُهُمْ فِي بَهْجَةٍ
بِبَرَامِجِ التَّرْفِيهِ وَالسُّلْوَانِ
وَهُنَاكَ أَلْعَابٌ مُسَلِّيَةٌ بِهَا
أُرْجُوحَةٌ وَتَزَحْلُقٌ بِحَنَانِ
وَتَسَابُقٌ مِنْ ضِمْنِ أَنْشِطَةٍ دَعَتْ
فِقْرَاتُهَا لِتَنَافُسِ الْأَقْرَانِ
أُسَرٌ تَجَمَّعَ شَمْلُ طَاقَمِهَا هُنَا
وَتَشَارَكُوا فِي شَاطِئٍ مُزْدَانِ
بِسِيَاحَةٍ وَطَنِيَّةٍ لَكَأَنَّمَا
كَانُوا بِأَرْضِ مُسَافِرٍ وَجِنَانِ
الْبَحْرُ يَدْعُونَا لِأَجْمَلِ رِحْلَةٍ
وَالْبَرُّ بَيْنَ مَجَالِسِ الْخِلَّانِ
الْوَقْتُ يَمْضِي فَالْقُلُوبُ بِحَاجَةٍ
لِتُزِيلَ هَمَّ الضِّيقِ عَنْ وِجْدَانِ
فِي مُتْعَةٍ نَفْسِيَّةٍ وَتَوَازُنٍ
تَحْتَاجُهُ تَرْكِيبَةُ الْإِنْسَانِ
صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى
خَيْرِ الْخَلِيقَةِ عَبْرَ كُلِّ زَمَانِ
وَالْآلِ آلِ الْبَيْتِ عِترةِ روحِهِ
والصحبِ أهلِ الصدقِ والإحسانِ
 
back to top