الكتاب إذا حضر والنشر إذا «تحرَّر» والثقافة إذا وُجدت

نشر في 03-12-2025
آخر تحديث 02-12-2025 | 19:20
 حمزة عليان

معرض للكتاب من دون رقابة، بعد أن أصبحت الرقابة لاحقة على النشر، وليس قبله، بحُكم القانون، وهذا حدثٌ ليس عابراً.

تردَّدت على المعرض، الذي يحمل الرقم 48، وكُنت أسأل الناشرين: هل عانيتم من الرقابة؟ كان الجواب بالنفي. ما شهدته الكويت طِوال السنوات السابقة بات من الماضي، عندما كان الصحافيون يتسابقون إلى معرفة كم كتاب تمَّت مصادرته قبل العرض؟ وما أنواع الكُتب الممنوعة؟

الانطباع الأولي هذه السَّنة أن معرض الكتاب استعاد وجهاً ثقافياً كان غائباً عن الكويت، فالفعاليات والأنشطة وحجم دُور النشر وحركة الزوار اليومية ومبيعات الكُتب أعادت الزخم من جديد.

هناك تغيير حصل في تنظيم إدارة المعرض، ولستُ أنا وحدي مَنْ يقول ذلك، بل معظم المتردِّدين والزوار، واحد منهم هو عميد الناشرين العرب، السيد ماهر الكيالي، صاحب دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهو أحد أبرز وجوه صناعة الكتاب في العالم العربي والدار التي رافقته أكثر من نصف قرن من الإصدارات ولاتزال.

هي ليست بالتأكيد أقدم وأهم دار نشر عربية، فالأقدم هي دار صادر اللبنانية، التي تأسست عام 1863، تلتها دار المعارف المصرية عام 1890.

التقيت السيد الكيالي أثناء توقيع رواية الزميلة أسيل أمين «غيمة وكواسر». انتحيت به جانباً. أخذنا الحديث عن الدار، وكيف تأسست على يد شقيقه د. عبدالوهاب الكيالي، والذي اُغتيل في بيروت عام 1981، ثم أكمل المشوار بنفسه، بعد تخرُّجه في إحدى الجامعات بأميركا وعودته إلى بيروت.

الدار عُمرها الآن 57 سنة، جمعت بين الأبحاث والنشر، وكانت إحدى الدور الناهضة في عالم النشر وإصدار الموسوعات السياسية والعسكرية وكُتب رواد عصر النهضة، وإن اتجهت أخيراً إلى مواكبة عصر الرواية، والدخول في مشاريع نشر مشتركة مع البحرين والأردن وقطر، وهذا خط إنتاج أعطى للكتاب عُمراً إضافياً بالاستمرارية.

بيروت لا تزال عاصمة النشر في العالم العربي، وإلى اليوم نسمع من الأصدقاء: سأذهب إلى بيروت لطباعة الكتاب، فعندهم الحُرية أوسع، ومهارة فنية عالية بصناعة الكُتب. 

ماهر الكيالي اسم دائم الحضور في معارض الكُتب بالكويت، وله فيها صداقات وعلاقات ترجع إلى السبعينيات، ومع المؤرخ والباحث د. سليمان أبوستة، الذي جمع مُحبِّي الثقافة في جلسةٍ عامرة بالنقاشات. كما هي الحال سيدة الثقافة والأدب الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح، باحتضانها وجوهاً بارزة في فضاء النشر والشعر والثقافة، وفي ملتقى أدبي مفتوح جعلت منه تقليداً سنوياً، بمناسبة إقامة معرض الكتاب العربي.

back to top