في الصميم: لماذا نُعَمِّر ما دمّره غيرنا؟!
أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، كاريسا غونزاليز، أهمية الدعم الكويتي والخليجي لخطة إعادة إعمار غزة، ومن يدري، فقد يأتينا طلب آخر لإعمار الجنوب اللبناني، مؤكدة أن الكويت ودول الخليج شركاء محوريون لدعم خطة الرئيس ترامب، الآن فقط، وعندما حان وقت دفع المال، تذكّرت السيدة غونزاليز الكويت وأنها دولة محورية.
السيدة غونزاليز قالت إن الإسرائيليين والفلسطينيين سئموا الحرب، وحان الوقت لإنهاء الدمار ونزف الدماء، وإن دول مجلس التعاون الخليجي مرشَّحة للعب الدور الاقتصادي الأكبر في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة، وهي تريد منها توفير الموارد المالية لدعم إعادة إعمار غزة وتنميتها، وهنا مربط الفرس.
فيا سيدة غونزاليز، نحن الذين سئمنا حروبكم، نحن الذين سئمنا مؤامراتكم على منطقتنا، سئمنا أحزاباً وميليشيات وأنظمة سنية وشيعية، عربية وإيرانية، خرجت كلها من عباءتكم وتحت سمعكم وبصركم لتعيث فساداً في بلادنا، وعندما انتهت صلاحيتهم، وحان وقت تغيير التحالفات من أجل مصالحكم، تأتوننا بدون حياء ولا خجل طالبين منا، نحن الذين لم يكن لنا لا ناقة ولا جمل فيما فعلتموه، لنتحمّل إعمار ما جنته أيدي مرتزقتكم.
التقارير العالمية قدّرت استثمارات وأصول «حماس» في بريطانيا وتركيا ودول خليجية، وحتى في السودان وفي غيرها، بالمليارات، وذكرت أنها تلقت مليارات الدولارات على مدى السنوات السابقة من جهات عربية، إلى جانب 100 مليون دولار تقدمها لها إيران سنوياً، إضافة إلى تبرعات تأتيها من دول خليجية، ومن التنظيم الدولي للإخوان في شيكاغو، والغريب في الأمر أن هناك تسهيلات في تحويل الأموال من دول تستضيف قياداتها، وهناك تسهيل لتحويل أموال لها بموافقة مسبقة من إسرائيل.
أما ميليشيا ما يسمى ب «حزب الله» فقد قُدّر بأن ما تملكه من أموال واستثمارات في الشركات والعقارات والبناء، والسياحة والخدمات، والاتصالات والصرافة بما يفوق ميزانيات دول رغم قلة عدد المنتسبين لها، فهي تملك مؤسسة «القرض الحسن» المالية، وهي بمنزلة مصرف مركزي خارج قوانين الدولة اللبنانية، ومع هذا فهذه الميليشيا لا تتحمل أي مصاريف إن كانت في استهلاكها للكهرباء والماء أو في الوقود، أو أي التزامات أخرى في لبنان.
إلى جانب كل ذلك فهناك تقديرات بأن إيران تدفع لها على الأقل 1.1 مليار دولار سنوياً، وتقارير أخرى تكشف عن شبكات دولية واسعة لإيرادات غير مشروعة، كتجارة المخدرات وغسل الأموال، والتهريب والتهرب الضريبي، مستفيدة من سلطتها وتسلطها على لبنان، وجانية أموالاً إضافية من الخُمس، أي 20 في المئة من الأرباح الصافية التي تفرضها على شيعتها.
فلماذا نُعَمِّر نحن ما دمّره غيرنا؟! لماذا مطلوب من دول الخليج العربي إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل رداً على تهور أحزاب وميليشيات مسلحة متمردة على حكوماتها وعلى شعوبها وعلى أمتها؟! قادة هذه الأحزاب والميليشيات يملكون المليارات فلماذا لا يتم تجريدهم من أموالهم وممتلكاتهم الموجودة في شتى بقاع الأرض بقرار دولي بوصفهم إرهابيين؟ ولماذا لا تتحمل إسرائيل وإيران معهم تكاليف ما تسببوا في دماره؟