البصمة الوراثية... قصة لا تنتهي

نشر في 01-12-2025
آخر تحديث 30-11-2025 | 17:21
 حمزة عليان

​ماذا لو تأمّلت وفكّرت لدقائق بسيطة بشأن مسألة تنازع عليها المجتمع قبل سنوات، وتبيّن لك أن مَن تجرأ وبادر إلى الأخذ بها كانت وجهة نظره سليمة؟ 

ماذا لو جلست مع نفسك وطرحت السؤال، ألم يكن د. بدر الخليفة على حق عندما جاهر برأيه، وطالب باللجوء إلى البصمة الوراثية في قضايا البدون والجنسية والأسرى؟

تعرّض للنقد وحملات الإساءة، لأنه ترافع بالعلن عن أهمية البصمة الوراثية، مثبتاً أن من ادّعى غير ذلك وأنها غير شرعية، لا يملك الحجّة المقنعة والكافية.

اليوم نشهد كيف أن البصمة الوراثية (DNA) أسهمت في كشف المزوّرين للجنسية وجرائم القتل وتحديد النسب.

نقرأ في الصحف المحلية خبراً بعنوان «مطابقة البصمة الوراثية مع أقارب سوريين أكدت التزوير»، وفي خبر آخر، «صاحب أحد المتجنسين عمل على تزوير شهادته»، وأن هذا المزور متوفى وعلى ملفه 4 زوجات و31 ابنا وابنة جاءت البصمة الوراثية لتثبت أن 10 فقط هم إخوة من الأب.

هناك دراسات وأبحاث معمقة وطويلة عن البصمة الوراثية تقدم للمهتم والمتخصص جرعة من المعلومات المفيدة حقاً، واحدة منها للدكتور الخليفة، الذي وقف، كأستاذ للقانون الجنائي المشارك، وراء إنشاء جامعة كلية القانون العالمية وتخرّج على يديه قضاة ووكلاء نيابة ومحققون ونخبة من القانونيين منذ عام 1992 وإلى اليوم. 

الدراسة نشرت عام 2019 بمجلة كلية القانون الكويتية العالمية، لمن يرغب في الاطلاع بعنوان «التنظيم القانوني الفني للبصمة الوراثية»، استعرض فيها القانون الذي وافق عليه مجلس الأمة ويُعمل به في أروقة المحاكم والقضاء.

يُعتقد أن أهم تقدُّم للبشرية في مجال البحث الجنائي ومن أجل محاربة الجريمة هي البصمة الوراثية، واستخداماتها تتوزع في مجالات أخرى، منها تحديد هوية ضحايا الكوارث وأماكن المفقودين، وفي حالات إثبات النسب.

وأصبحت البصمة الوراثية وسيلة يُعتدّ بها قانوناً بالكويت كما في معظم دول العالم، (قانون رقم 78 لسنة 2015)، بالرغم من الانتقادات التي وجّهت لهذا القانون ومَن دعا إليه.

ويشير د. الخليفة إلى أنه تم اللجوء إلى البصمة الوراثية أثناء حريق موسم الحج في مكة المكرمة، وأثناء حريق خيمة عرس بمنطقة الجهراء في الكويت، على سبيل المثال. 

ولقد كان أول مَن أدخل مادة الأدلة الجنائية لطلبة القانون، ومن الدعاة الأوائل الذين لجأوا إلى البصمة الوراثية واستخدموها في قضايا أسرى الكويت، ثم أنشأ أول مختبر خاص من نوعه في إمارة دبي بواسطة البصمة الوراثية، وذهب إلى سراييفو بالبوسنة، وعاد إلى الكويت ليطبّق ما تعلّمه هناك بالبحث عن رفات المفقودين الكويتيين بالعراق.

back to top