قصيدة: المغرب
في المغربِ العربيِّ ذي الشُّرُفاتِ
بطبيعةٍ موفورةِ الغاباتِ
أرضٌ على بحرينِ من عليائها
تمتدُّ راسمةً عظيمَ جهاتِ
وجبالُها تلتفُّ مثلَ أساورٍ
من حولها بسلاسلٍ هاماتِ
بزراعةٍ وصناعةٍ وموانئٍ
غدت البلادُ عديدةَ الثرواتِ
من ههنا فُتحتْ بلادُ فرنجةٍ
دخلوا عليها الحربَ بالعَزَماتِ
بالحقِّ نادى طارقُ بنُ زيادٍ
المقدامُ: حيَّ على خُطى الغزواتِ
إن العدوَّ أمامَكم، والبحرُ
صار وراءكم، فتمسكوا بثباتِ
فيها (الرِّباطُ) هناك كم بابٍ له
بالعتقِ تاريخٌ من الهيباتِ!
وزهت بها (دارٌ) لفرطِ جمالها
(بيضاءُ) ترفُلُ في أجلِّ صفاتِ
وانظرْ ل (طنجةَ) وهْي بنتُ تجارةٍ
وصناعةٍ وثقافةٍ وحياةِ
(مكناسُ) في جهة الشمالِ مكانُها
فيها نقاءُ الجوِّ والنسَماتِ
(مَرَّاكُشُ) الكبرى بلادُ سياحةٍ
شهدتْ جلالَ مفاخرِ السنواتِ
و(سلا) بها يسلو الفؤادُ همومَهُ
بعراقةِ الأسوارِ والساحاتِ
(فاسُ) ازدهتْ بحدائقٍ غنَّاءةٍ
ومساجدٍ ومدارسٍ عطراتِ
وبها (أغاديرُ) التي وديانُها
حوَتِ الطيورَ بأجملِ الجناتِ
أوفتْ على البحرِ (الصويرةُ) روضةً
أثريةً حضريةَ اللمحاتِ
في الشرقِ (وجْدةُ) كم تضوعُ حضارةً
تاريخُها مستكمَلُ الخُطُواتِ
(تطوانُ) في الريفِ الكبيرِ حمامةٌ
بيضاءُ أندلسيةُ النَّفحاتِ
هذي البلادُ المغربيةُ جنةٌ
عربيةٌ شرقيةُ الغاياتِ
صلى الإلهُ على النبي المصطفى
الطاهرِ المبعوثِ بالآياتِ
والآلِ آلِ البيتِ ثم صحابةٍ
فتحوا البلادَ بأرفعِ الراياتِ
شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي